أنقرة (زمان التركية) – صرح المؤرخ التركي والمحلل السياسي، محمد بيرينجيك، بأنه ينبغي على تركيا ألا تسمح للولايات المتحدة الأمريكية بنشر القنبلة الذرية الأمريكية B61-12 على أراضيها.
جاء ذلك خلال تصريحات لبيرينجيك لوكالة “نوفوستي” الروسية، حيث تابع الخبير بأن ذلك سوف يخلق مشكلات كبيرة لتركيا في علاقاتها مع روسيا.
وكانت صحيفة “بوليتيكو” قد ذكرت، نقلا عن برقية دبلوماسية ومصادر مطلعة على الوضع، أن الولايات المتحدة سرّعت من نشر قنبلة ذرية حديثة من طراز B61-12 في قواعد “الناتو” في أوروبا. ووفقا للصحيفة، فقد تم تصميم برنامج لتحديث هذه القنبلة الذرية بقيمة 10 مليارات دولار، لتحل محل النسخ السابقة منها، بما في ذلك حوالي 100 قنبلة مخزنة في القواعد الجوية بألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وتركيا.
وكان من المقرر، وفقا للصحيفة، تسليم النسخة المطورة من هذه القنبلة ربيع عام 2023، إلا أن المسؤولين الأمريكيين أخبروا حلفاء “الناتو” خلال اجتماع مغلق في بروكسل، في أكتوبر الجاري، وفقا لبرقية دبلوماسية، بأن التسليم متوقع في ديسمبر من هذا العام.
وتابع الخبير التركي: “إن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة في العام التي استخدمت القنبلة الذرية، وكان ذلك خلال الحرب العالمية الثانية بمثابة رسالة بشأن مكانة الولايات المتحدة في النظام العالمي الجديد، ودليل على القوة. بعد ذلك ظهرت الأسلحة النووية في عدد من الدول، ما قلل من مخاطر استخدامها، والسؤال هنا يطرح نفسه: لماذا تستخدم الولايات المتحدة الأسلحة النووية: للدفاع أم للهجوم؟”.
وبحسب قوله، إذا نظرت إلى قائمة الدول التي تسعى فيها الولايات المتحدة إلى تسريع نشر القنبلة الذرية، فإن “الاستنتاج لا يتعلق بالدفاع، وإنما بالهجوم، فهدف الولايات المتحدة هو منطقة أوراسيا، والطرق المؤدية إليها. لهذه الأغراض تستخدم الولايات المتحدة ما يسمى بحلفائها في (الناتو)، وهو نوع من نقاط انطلاق الهجوم على أوراسيا، حيث تحاول الولايات المتحدة ضمان أن تصبح أوروبا مركزا ومنطلقا لحرب نووية. وحقيقة أن تركيا مدرجة في هذه القائمة مقلقة، ويجب على الخبراء الأتراك التحقيق في هذه القضية في أقرب وقت ممكن. يجب ألا نسمح بنشر قنبلة ذرية على الأراضي التركية”، مشددا على أن ذلك سيخلق مخاطر لتركيا، وسيخلق مشكلات كبيرة في علاقاتها مع روسيا وإيران وأذربيجان.
وكان قد أفيد، في ديسمبر 2021، بأن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي قد سلم إلى وزارة الدفاع أول عينة متسلسلة من القنبلة الذرية B61-12 المطورة، والتي كانت في الخدمة الأمريكية منذ نصف قرن، حيث تعمل القنبلة الجوية B61 منذ عام 1968، وهي حاليا في التعديلات 3 و4 و7 و11، وتم تصميم القنبلة B61-12 لتحل محل الثلاث الأولى. ويمكن استخدام هذه القنبلة في أوضاع السقوط الحر أو القذف التصحيحي من القاذفة الاستراتيجية B2، ومن F-15 وF-16 ، والمقاتلة القاذفة PA-200 Tornado، وكذلك من “منصات الطائرات المستقبلية F-35 وB-21 وF/A-18F”.
وكان المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد صرح في وقت سابق بأن روسيا لا تريد المشاركة في الخطاب النووي، الذي يجري رفع درجة حرارته في الغرب خلال الأسابيع الأخيرة، بينما صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من جانبه بأن روسيا لا تهدد أي أحد باستخدام الأسلحة النووية، لكنهم في العواصم الغربية يستخدمون الخطاب النووي، في محاولة لجعل الأمر يبدو وكأن موسكو تستعد للضرب باستخدام أسلحة الدمار الشامل.