ماهر المهدى
(زمان التركية)-تشيلى هى بلد أصبحت توصف بانها أجمل بلاد الدنيا د وهى بلد قد تعبر عن بعض جمال الله – عز وجل – في خلقه . فكل ما كان جميلا فهو من عند الله ، وكل ما كان قبيحا فهو من عند الإنسان الذي يستسلم لأنانيته وأطماعه الخاوية ويسير خلفها ، وهو يعلم أن الطمع قبح وأن القبح لا يولد جمالا أبدأ .
حرية الانسان وحرية المواطن هى القيمة الحقيقية التى تسهم في بناء المجتمعات ، وتنجو بها من الشرور المحدقة بها . والحرية هى التى تجعل من الإنسان إنسانا وتجعل له القدرة على الإسهام وعلى التنمية وعلى التطوير وعلى العمل على أن يكون جزءا من كيان أكبر وأجمل وأغلى وأحب إليه من نفسه ، الا وهو الوطن .
ان سر الحياة الذى وضعه الخالق – عز وجل – فى الإنسان عند خلقه هو قدرته وحقه فى الاختيار وفى تقرير مساره وفى تحديد طريقه ورسم شكل اسهامه في الحياة . فالإنسان بنيان على نواة من الاختيار والمسؤولية ، وليس بنيانا تضاف إليه المسؤولية لاحقا أو لا تضاف ، وهذا هو الفرق الفارق بين الإنسان وغيره من خلق الله سبحانه تعالى . فاذا غفل الإنسان عن هذه الحقيقة فى وقت ما – لصالح ضغوط الحياة مثلا – استيقظ لاحقا على ألم مزعج في جامع جسده وفكره ، كأنه مريض لم ير طبيبا ولم يعبأ بتناول دواء أو البحث عن أسباب مرضه .
والأمر بسيط ولا يحتاج إلى جدل كثير أو لأى وجهد ، فحيثما وجد العقل حلت المسؤولية والواجب والالتزام وسائر مرادفات التكليف ثم الحساب ثم الثواب الكبير أو العقاب العظيم . فلما كان الحساب قادما لا محالة – وكلنا يعلم ذلك شاء من شاء وأبى من أبى – كانت المسؤولية قدرا مقدورا لا فرار منه ولا تنصل منه باختيار . فاذا سلب الإنسان حقه في الاختيار فقد سقطت قدرته على الحياة الحقيقية ،
وربما راحت قدرته على الابداع – بالقول أو الفعل – وكبلت قيمته الإنسانية القادرة على إظهار عظمة الخالق – سبحانه تعالى – في خلقه . فالله رحيم بعباده واسع العطاء وغير محدود في منحه وفى فيضه على الانسانية ، ولكن بعض الانسان بخيل وقد يشرح بالبخل صدرا . والقيود الانسانية عمياء عن الحقيقة ، ولا تكبل في النهاية الا صانعها ، ولا تصنع الا أصناما متراصة . والفروق بين إنسان حر وإنسان مكبل بينة واثبة على صفحات المجتمعات المختلفة في كل بقاع الدنيا . ومن يسر ير ويتعلم ويعلم أن الله حق وأن الله خلق الإنسان حرا قادرا على الابداع وعلى اظهار آيات جمال مما بسط الله – سبحانه تعالى – إليه يديه به من فضل في نفسه وفيما حوله من الوجود .