(زمان التركية)ـــ تطرق السيناتور الأمريكي بوب مانينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي في مقابلة مع صحيفة “كاثميريني” اليونانية، لصفقة مقاتلات F-16 مع تركيا، التي يعقد عليها الرئيس رجب طيب أردوغان آماله، ورد الفعل المحتمل على حصول أنقرة على الدفعة الثانية من منظومة الصواريخ الروسية من طراز S-400.
السيناتور الأمريكي صرح خلال حواره مع كاثيميريني أنه لن يدعم بيع طائرات F-16 لأنقرة
رغم أن بوب مانينديز يعبر عن قناعة شخصية فقط، ولكنه يمثل اتجاها عريضا داخل مجلس الشيوخ، وقد شدد السناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي على الدور الجيوستراتيجي لميناء ألكساندروبولي شمال اليونان، الذي زاره الأسبوع الماضي، كما سلط الضوء على أهمية الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المدينة التي يصفها بأنها مركز طاقة إقليمي رئيسي لمنطقة البلقان وخارجها.
علاوة على ذلك أعرب مينينديز عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن تركيا ستمضي قدمًا في شراء مجموعة ثانية من أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية الصنع من طراز S-400، ويوضح خلال اللقاء أنه ينبغي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التصرف بطريقة لا تخلق مشاكل داخل تركيا وداخل حلف الناتو، كما أقر بأنه لن يدعم بيع طائرات مقاتلة من طراز F-16 لتركيا، كما دعا أنقرة إلى إنهاء استفزازاتها داخل الأجواء والمياه الإقليمية اليونانية ، بينما تحدث لصالح رفع القيود المفروضة على نقل الأسلحة إلى قبرص.
وهذا أهم ما جاء في نص الحوار:
-إذا كانت تركيا تفكر بالفعل في شراء صواريخ إس400 الروسية، فهل سيؤثر ذلك على احتمالية حصول أنقرة على طائرات إف -16؟
إنني قلق للغاية بشأن التقارير التي تفيد بأن تركيا تفكر في شراء المزيد من نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400، وسيكون ذلك انتهاكًا واضحًا آخر للعقوبات الأمريكية التي فرضها قانون مكافحة أعداء أمريكا على تركيا، أما فيما يتعلق بانتهاكات المجال الجوي لليونان، وما يتعلق بعرقلة انضمام السويد وفنلندا لعضوية الناتو، آمل بصدق أن تغير تركيا مسارها وأن تفي بمسؤولياتها تجاه حلف الناتو باعتبارها الشريك البنّاء في المنطقة وليس العكس، وحتى إظهار حسن نية أردوغان تجاه الحلف فلا يمكنني دعم بيع أو نقل طائرات مقاتلة أمريكية من طراز F-16 إلى تركيا.
كيف تقيمون سلوك الرئيس أردوغان في المنطقة؟
إن تركيا أردوغان تعيش مآساة حقيقية لا يمكن تجاهلها، فقد تآكلت الديمقراطية في تركيا اليوم بشكل كبير، كما تتعرض الحرية الدينية لضغوط مستمرة، ولقد تابعنا عمليات اعتقال غير مبررة لموظفي السفارة الأمريكية، كما شاهدنا في السنوات الأخيرة مستويات قياسية من الهجمات على الصحفيين المستقلين وقمعًا تامًا للحقوق الأساسية للحرية. أما النشاط العسكري الأخير في سوريا هذا الأسبوع فهو دليل آخر على أن أردوغان لا يقوم بدور إيجابي مسؤول في المنطقة، وهو ما يتزامن مع استمرار روسيا في غزوها الوحشي وغير القانوني لأوكرانيا، ولذلك فالحكومة التركية لديها مسؤولية في إظهار التزامها تجاه الناتو وتجاه المبادئ والقيم المشتركة التي تقوم عليها هذه الشراكة الهامة.
ما هي آرائك حول آفاق العلاقة بين الولايات المتحدة واليونان؟
تستمر العلاقات التجارية والعلاقة الاقتصادية القوية بين الولايات المتحدة واليونان في إفادة كلا البلدين، وهناك حاجة إلى مواصلة زيادة التعاون في التقنيات الناشئة والاقتصاد الرقمي وجميع جوانب الصناعة البحرية بما في ذلك تطوير الموانئ والشحن التجاري. التشريع الذي قمت بتأليفه وإجازته – قانون شراكة الأمن والطاقة لشرق المتوسط – أوجد مركزًا جديدًا للطاقة للمساعدة في تسريع تحرك المنطقة نحو مصادر الطاقة المتجددة، كما أقر الكونجرس أيضًا قانون الدفاع والشراكة البرلمانية بين الولايات المتحدة واليونان، وهو قانون لتعزيز الدعم الأمريكي بشكل كبير لتحديث الجيش اليوناني ،وتعزيز المشاركة المتعددة الأطراف المتزايدة بين قبرص واليونان وإسرائيل والولايات المتحدة، فيجب أن تكون القوات المسلحة لشركائنا على اطلاع بأحدث التكتيكات والتقنيات المتطورة في المستقبل. وأنا فخور بتمرير اتفاقية التعاون الدفاعي المتبادل مع اليونان العام الماضي والتي عمقت شراكتنا مع اليونان.
ما هو موقفك من التحليقات الجوية التركية وتحركات التنقيب عن الغاز؟
في جملة واحدة أقول لك، إنه يجب على تركيا أن توقف استفزازاتها وتوغلاتها في المياه الإقليمية اليونانية والمجال الجوي.
أين تقع قضية قبرص بعد 48 عاما من الغزو التركي؟
منذ ما يقرب من نصف قرن منذ غزو تركيا لقبرص، تواصل القوات التركية احتلال شمال الجزيرة بشكل غير قانوني، هذا الوضع الراهن في قبرص غير مقبول، و النشاط التركي في فاروشا غير مقبول ويتعارض بشكل مباشر مع العديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولذلك يجب على رئيس تركيا أن يوقف استفزازاته على الفور.
الحقيقة أنا فخور بكوني أقود القضية القبرصية في واشنطن حيث نقف جنبًا إلى جنب مع أصدقائنا وحلفائنا في نيقوسيا، وسنظل ملتزمين بسيادة جمهورية قبرص وباتحاد جزئيها، والحقيقة أنه من مصلحة أمننا القومي والاقتصادي رفع القيود التي عفا عليها الزمن على مبيعات الأسلحة التي لم تعد تساعد الأهداف الأمنية للولايات المتحدة في البحر الأبيض المتوسط.
وهكذا فإن ما ورد في ذلك الحوار يمثل توجه أمريكي لزيادة التعاون مع اليونان على حساب تركيا وبالتأكيد فإن تصرفات أردوغان تجاه حلف الناتو وقيامه بشراء منظومة الطائرات الحربية الروسية له دور كبير في تحول الموقف الأمريكي تجاه تركيا.