هيثم السحماوي
ما هو مدى نجاح الأمم المتحدة في حماية حقوق الطفل ؟؟
وهل حقا نحافظ على حقوق أطفالنا ؟ونتعامل معهم في كل الأمور كما ينبغي؟
وبالنسبة لمدى نجاح الأمم المتحدة في هذا الشأن فخلال السنوات الثلاثين وبالتحديد منذ إقرار الاتفاقية المعنية بحقوق الطفل ، قد تحسنت حياة ملايين الأطفال من خلال الإعمال المتدرج للحقوق والوفاء بالالتزامات المكرسة في الاتفاقية وبروتوكولاتها الاختيارية الثلاثة.
وقد ألهمت الاتفاقية طيفاً من العمليات لتنفيذها على الصعيد الوطني والتغيير الاجتماعي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك:
- إدماج مبادئ حقوق الطفل في التشريعات
- تأسيس هيئات متعددة الإدارات ومتعددة الاختصاصات لمعالجة حقوق الطفل
- تطوير جداول أعمال وطنية من أجل الأطفال
- تعيين أمناء مظالم معنيين بالأطفال أو مفوضين معنيين بحقوق الأطفال
- إعادة هيكلة مخصصات الميزانيات من أجل إعمال حقوق الطفل
- القيام بتدخلات تستهدف بقاء الأطفال ونمائهم
- التصدي للتمييز والعوائق الأخرى أمام إعمال حقوق الطفل، بما في ذلك التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية بين الأطفال
- خلق فرص للأطفال للتعبير عن آرائهم و لإيصال أصواتهم
- توسيع الشراكات من أجل الأطفال
- تقييم أثر الإجراءات على الأطفال
وللأمم المتحدة جهود مقدرة أيضا بالنسبة لدعم حقوق الاطفال ذوي الأعاقة سواء عن طريق النصوص والاتفاقيات التي تضمن حمايتهم ، أو عن طريق المؤسسات والجهات المعنية بالعمل على تطبيق هذه النصوص والاتفاقيات ، بحيث يتم الحفاظ على حماية حقوق هؤلاء الأطفال ودعمهم ..
وللأمم المتحدة جهود كبيرة أيضا في حماية حقوق الأطفال من وجوه وأشكال العنف المختلفة، والحفاظ عليهم من تعرضهم للانتهاكات والجرائم التي تهدد سلامتهم وحياتهم ..
بالنسبة للتساؤل انه اذا ما كنا نحافظ على حقوق أطفالنا ونتعامل معهم على الوجه الأمثل وفق لما يستحقونه من التربية والرعاية ؟
فلن اتحدث فيه واتركه لكل اب وأم يطرح هذا التساؤل علي نفسه ويحاول الإجابة عليه بكل مصداقية ومصارحة مع النفس ، مقيما طريقته في التربية وفقا للطريقة المثلى التي يقول بها المختصين في هذا الجانب بعيدا عن الاعتماد على مبدأ ( هذا ما وجدنا عليه اباؤنا)
وغيرها من المبررات ووجهات النظر التي لا تصلح على الإطلاق أن تكون الطريقة التي نعتمد عليها لبناء انسان ..
أختم بموقف حصل معي هذا الأسبوع،حيث أتى لزيارة مصر وزيارتي مجموعة من الاصدقاء من احدى الدول الاوروبية، وكان معهم طفلين، عمرهم في حدود الثانية عشر، وبينما كنت أتحدث معهم عقب انتهاء الزيارة في أن نتبادل الحسابات الشخصية على مواقع السوشيال ميديا مثل الفيسبوك والواتس أب لدوام التواصل بيننا فلقد احببتهم كثيرا، قالا لي أنهما لا يمتلكان مثل هذه الحسابات لانه غير مسموح بذلك للأطفال في بلدهم حفاظا عليهم!!.. وقفت عند ذلك كثيرا بالتفكير والتأمل مقارنا الوضع عندنا وكيف نتعامل مع أطفالنا، سواء على مستوى الأسرة أو علي مستوى الدولة .
.ومما يحضرني في ذلك كانت إحدى الزميلات لي في العمل ذات مرة تتباهى بأن ابنها لا يترك( التيك توك) بالإضافة إلى تفاعله الدائم علي حسابه علي الفيسبوك .. في الحقيقة دون حاجة إلى كلمات منمقة أو تعبيرات مؤثرة او تنظير، فقط أقول بكل بساطة نحن نحتاج الى اعادة النظر بكل اهتمام ووعي تام ومعرفة حقيقية وإعطاء هذا الموضوع مايستحق من الاهتمام وأن نبذل المجهود الحقيقي والمستحق لتربية أطفالنا .. ومن لا يمتلك القدرة لذلك سواء المادية أو الثقافية او المعنوية فالواجب الأنساني يحتم عليه يتوقف عن الإنجاب حتى يمتلك القدرة الكاملة والشاملة لتربيتهم وتنشئتهم التنشئة والتربية الصحيحة ..