(زمان التركية)_السماء تمطر اعلانات ، ومسوقوا العقارات يمطرون المرء أحيانا بالعروض التليفونية حتى ساعات الليل ، بلا كلل ولا ملل . ولا ضير في أمطار الإعلانات وسيول العروض العقارية ، ولكن المشكلة في تلك الأمطار الإعلانية انها مستفزة .
نعم عروض مستفزة وبشكل قد يدعو إلى الضحك حتى يستلقى المرء على قفاه . فالأسعار تنتفخ وتسطيل وترتفع وتتضخم بسرعات لا تتوافق مطلقا مع مستوى حياة الطبقة الوسطى وربما الطبقة العليا في المجتمع الا قليلا . وفى جزء من ارتفاع الأسعار قد لا توجد صلة بين هذا الارتفاع وبين الواقع ، في حين أن السعر ينبغى أن يعبر عن القيمة المعروضة للبيع . ما علينا ، فلكل أن يضع السعر الذي يريده للعقار الذي يعرضه للبيع على الناس . ولكن ،
ما الذي يرفع سعر متر العقار في قرية ساحلية الى 40 ألف جنيها مصريا للمتر الواحد ؟ ليس للمتر علاقة بالسعر يا فندم . فسعر البيع يتم بالوحدة يا فندم ، وكل وحدة تستاهل الملايين لأنها ” وحدة ” بنت ناس أوى وما اتكشفتش على حد قبل كده . اتطمن سيادتك ، فلوسك في أمان يا مان . يلا بقى بسرعة أدفع لنا مبلغ مبدئي ما يزيدش على المائة ألف ، عشان عاملين ” لونش ” جامد أوى يعد يومين ،
ولو غيرت رأيك يا برنس نرجع لك فلوسك . ماشى ؟
بكل لطف وأدب ، طبعا لا ومش ماشي يا آنسة . لا أعتقد أن هذه الأسعار لها أساس ، وانما هى ربما نوع من القمار على ما أعتقد وأظن . الهدف هو جمع الأموال في لحظة مواتية ، وليأت بعد ذلك ما يأتى وليكن ما يكون .
أمر غريب أمر هذه الأسعار التى تخطت الأسعار في مدن أوروبا الجميلة وفي كثير من الدول حول العالم حيث يرى الجمال والرقى والاستثمار الآمن المستقر ، وحيث لا تقفز الأسعار قفزات غير محسوبة إلا في ظروف غير معتادة . وبذلك ، فقد شهدت السنوات القليلة الماضية إقبالا مصريا كبيرا على شراء العقارات في دول أوروبية ،
وأهمها الدول الواقعة على حوض البحر الأبيض المتوسط ، لقرب المسافة الى مصر ولطف المناخ وسحر الطبيعة ولين الحياة ويسرها وانتظامها . فهذه الأسعار الخرافية التى ترددها شركات العقارات ليست – فى رأى الخاص – مقبولة ولو كان المال يسقط علينا من السماء .
أخيرا ، وجدت ردا مناسبا ولطيفا على مسؤولى المبيعات ، لأنجو من الاتصال المتكرر المزعج : هذا عرض رائع وكنت أتمنى لو أن لى فيه حظا ، فأنا في الحقيقة رجل مفلس وليس لدى ما أشترى به شيئا ، فهل لديكم ما تبيعونه الى رجل مفلس ؟
ماهر المهدى