أنقرة (زمان التكية)ــ أعرب قادة أحزاب المعارضة في تركيا عن انزعاجهم من المستوى القياسي للتضخم النقدي، الذي ارتفع إلى 78.6 في المائة في يونيو، وفقًا لبيانات رسمية، كما شككوا في دقة الأرقام الصادرة عن معهد الإحصاء الوطني.
معدل التضخم النقدي الذي أعلنه معهد الإحصاء التركي يوم الاثنين هو الأعلى منذ يناير 1998، لكن التقديرات غير الرسمية التي نشرتها مجموعة أبحاث التضخم (ENAG) المستقلة، التي يشرف عليها مجموعة من الأكاديميين والاقتصاديين، أظهرت ارتفاع الأسعار بأكثر من ضعف ذلك الرقم، وعلى وجه التحديد إلى 175.5 في المئة.
قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدار أوغلو ، في إشارة إلى التناقض الكبير بين الأرقام الصادرة عن مؤسسة الإحصاء التركية مجموعة أبحاث التضخم إن الأسعار في المتاجر الكبرى تظهر أي الأرقام دقيقة وتعكس الحقيقة.
ووصف كيليجدار أوغلو في تغريدة الأرقام الرسمية بـ”الكذبة”، مؤكدًا أن معدل التضخم المعلن يحرم الموظفين العموميين والمتقاعدين من الزيادات الضرورية في رواتبهم ومعاشاتهم الشهرية؛ لأن معدل التضخم يؤخذ في الاعتبار عند تعديلها.
يواجه معهد الإحصاء التركي انتقادات متزايدة من أحزاب المعارضة لعدم نشر أرقام دقيقة للإحصاءات المهمة مثل التضخم والبطالة، وبدلاً من ذلك، يقدم إحصاءات لا تعكس حقائق السوق، ويتلاعب بالأرقام لإخفاء حجم التدهور الاقتصادي في البلاد.
كما أعرب علي باباجان، زعيم حزب الديمقراطية والتقدم ، نائب رئيس الوزراء الأسبق ووزير الاقتصاد من حزب العدالة والتنمية الحاكم، عن عدم تصديقه بشأن معدل التضخم الصادر عن معهد الإحصاء الوطني.
وقال باباجان في تغريدة “نذهب للتسوق في محلات السوبر ماركت والبازارات. ويمكننا أن نرى المعدل الحقيقي للتضخم، الذي وصل إلى ما يقرب من 200 في المائة”.
منذ أبريل 2019، غير أردوغان رئيس معهد الإحصاء التركي أربع مرات، مما أدى إلى انتشار مزاعم عن عدم سعادته بأرقام معهد الإحصاء عندما كانت الأرقام أعلى من توقعاته.
من جانبها، وجهت ميرال أكشنار، زعيمة حزب الخير، انتقادات إلى الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب سياساته المالية، وقالت إنها مسؤولة عن المستوى القياسي للتضخم.
وتابعت أن توقعات التضخم لعام 2022 كانت 9.8 بالمئة، وأنها الآن بلغ 78.6 بالمئة، حتى وفقًا للأرقام الرسمية، معقبة بقولها: “إن الأرقام تظهر فشل أردوغان وحكومته في توقع الانكماش الاقتصادي”.
وتشير استطلاعات الرأي أن الأوضاع الاقتصادية السيئة تؤثر سلبا على توجهات الناخبين، مما يمكن أن يؤدي إلى تضاؤل آمال أردوغان في تحقيق النصر في الانتخابات القادمة المزمع إجراؤها في عام 2023.