القاهرة (زمان التركية) – دعا رئيس مجلس القيادة اليمني، الدكتور رشاد العليمي، الدول أعضاء في جامعة الدول العربية، إلى الاستمرار في دعم اليمن لاستعادة الدولة وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، كما استعرض جانبا من جهود المجلس لإحلال الاستقرار، في البلد الذي انهكته الحرب.
وفيما يلي نص كلمة رئيس المجلس الرئاسي اليمني، بالجلسة المراسمية لجامعة الدول العربية:
بعد أكثر من سبع سنوات على الحرب المستمرة التي تشنها المليشيات الحوثية في أنحاء البلاد، وبوسائل متعددة، لكم أن تتخيلوا حجم الكلفة الهائلة التي تكبدها اليمن وجيرانه، والمخاطر المحدقة بخطوط الملاحة الدولية في واحد من اهم الممرات التجارية في العالم.
اليمن اليوم هو أكبر أزمة إنسانية من حيث عدد السكان المحتاجين للمساعدات، وهو أكبر تجمع للنزوح الداخلي على وجه الأرض.
اليمن اليوم هو أكبر حقل ألغام في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وأكبر قاعدة للجماعات المدعومة إيرانيا في تسيير الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية.
أن استمرار الهجمات العابرة للحدود من شأنها ان تمثل اخطر تهديد لامدادات الطاقة العالمية، من دول الجوار التي لطالما حرصت على امن واستقرار اليمن وانهاء معاناة شعبه.
كما أن التخادم الصريح بين عملاء ايران والتنظيمات الارهابية في اليمن ينذر بموجة جديدة من الهجمات والدمار، خصوصا بعدما افرجت المليشيا عن العديد من المحكومين بقضايا ارهابية.
وبصورة عامة فإن أمننا الغذائي والعسكري والمعلوماتي والبيئي، فضلا عن هويتنا الوطنية والقومية، باتت جميعها تحت خطر التهديد الإيراني وعملائهم في المنطقة المتمترسين وراء مشروعهم الهدام.
وفي هذا الصدد، نشيد بقرار الجامعة العربية على مستوى المندوبين بإدراج جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، وحث الدول العربية على تفعيل هذا القرار بصورة عاجلة من اجل ردع الانتهاكات الفظيعة بحق شعبنا وتجفيف موارد تمويل هذه الميليشيا الارهابية.
الاخ الامين العام
الاخ رئيس الجلسة
منذ أن تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي قبل حوالى شهرين من الآن، يسود تفاؤل كبير لدى أبناء شعبنا، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون تحت قبضة المليشيا الانقلابية.
هذا التفاؤل يعود إلى الآمال المعلقة على المجلس، خصوصا لناحية مطلب استعادة الدولة، واستئناف صرف رواتب الموظفين في مناطق المليشيا واعادة بناء المؤسسات في العاصمة المؤقتة عدن.
ومنذ ذلك الحين، يعمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، على بلورة السياسات الكفيلة بتحقيق هذه الآمال والوفاء بتعهداته المعلنة.
أفضت هذه الجهود حتى الآن إلى الحفاظ النسبي على استقرار سعر العملة وإن كانت ماتزال مرتفعة، كما أقر المجلس مصفوفة حكومية تنفيذية لتحسين الخدمات في مدينة عدن والمحافظات الاخرى.
وعلى الصعيد الأمني، والعسكري، شكل المجلس لجنة مشتركة لاعادة هيكلة وتوحيد القوات المسلحة والامن، كما تسلم مسودة القواعد المنظمة لعمل المجلس وهيئاته المساندة، اضافة الى اصلاحات اخرى مرتقبة في السلطة القضائية والقطاعات الخدمية.
الاخ الامين العام
الاخ رئيس الجلسة
لقد بادرنا منذ اليوم الاول بالترحيب بكافة جهود السلام، وناشدنا المليشيا بالجنوح الى السلام ووقف دوامة العنف، وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح ايران التوسعية.
و من اجل تخفيف معاناة شعبنا واستجابة لمساعي اشقائنا واصدقائنا، اوفى مجلس القيادة بالتزاماته كافة، حتى تحول الى هدف لضغوط وانتقادات داخلية واسعة، لما فسر على انه تفريط وتساهل من جانبنا ازاء نهج المليشيا المعروفة بنكث العهود والاتفاقات والنظر لاي دعوة سلام على انها حرب ناعمة لتفكيك بنيتها الداخلية القمعية.
في الشهر الاول للهدنة، دخلت كافة سفن الوقود عبر موانىء الحديدة دون وفاء المليشيا ببند ايداع عائدات رسوم هذه السفن الى حساب خاص في البنك المركزي لدفع رواتب الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
كما سهلنا تسيير الرحلات التجارية بين صنعاء وعمان، ومؤخرا بين صنعاء والقاهرة، في حين ماتزال طرق تعز والمحافظات الاخرى بالكامل تحت الحصار الحوثي، وهي احد عناصر الهدنة التي اعلنها مبعوث الامين العام للامم المتحدة.
الاخ الامين العام
الاخ رئيس الجلسة
الاخوة الحضور
بعيدا عن هذا الاحباط السائد من امكانية تحقيق السلام مع جماعة ارهابية، كرست جهودها ومنابرها للتعبئة والموت وليس الحياة، فإننا نأمل دعمكم في حشد القدرات العربية والدولية إلى جانب اصلاحاتنا الضامنة لاستعادة الدولة وتحقيق تطلعات شعبنا في تحقيق الامن والاستقرار والسلام.
ان التحديات الاقتصادية هي اهم كابح امام خططنا الرامية لتحسين سبل العيش والتخفيف من الكلفة الانسانية، وهي الخطط والاهداف التي نأمل من الجامعة العربية الضغط من اجل دعمها وانجاحها عبر تنفيذ قرارات القمم والمجالس الوزارية التي تنص على دعم اليمن وقيادته الشرعية في مختلف المجالات، وخصوصا في المجال التنموي والاغاثي والصحي، وتدريب الكوادر البشرية، فضلا عن امكانية الاستفادة من قدرات المنظمة العربية للتنمية الادارية.
كما نأمل المضي في مبادرة الجامعة العربية من اجل الترتيب لاجتماع عربي ودولي لاعادة إعمار اليمن بالتنسيق مع حلفائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.
كما نتطلع لدور فاعل من أجل فتح معابر تعز والمدن الاخرى، وانقاذ الناقلة صافر من الانهيار..
وفي الختام اخي الامين العام، فإني وزملائي في مجلس القيادة الرئاسي نتطلع الى رؤيتكم في عاصمة السلام والتنوير العاصمة المؤقتة عدن.