أنقرة (زمان التركية) – أعلن اتحاد الأطباء التركي، أن عدد الأطباء الحاصلين على شهادة اعتماد للسفر إلى الخارج تضاعف خلال شهر مايو المنصرم ليسجل أعلى مستوياته على الإطلاق.
وتشير بيانات اتحاد الأطباء التركي إلى تضاعف أعداد الأطباء المهاجرين للخارج للعمل، على مدار السنوات الأخيرة.
وخلال العام الماضي تقدم 1405 طبيب للحصول على شهادة الاعتماد من اتحاد الأطباء. وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي بلغ عدد الأطباء المتقدمين بطلبات للحصول على الشهادة نحو 945 طبيب وسط توقعات بتجاوز الرقم حاجز الألف اعتبارا من شهر يونيو/ حزيران. ومن المتوقع أن يقترب هذا العدد من الألفين بنهاية العام الجاري.
في يناير/ كانون الثاني هذا العام بلغ عدد الأطباء المتقدمين بهذا الطلب نحو 197 طبيب لتتراجع هذه النسبة إلى 157 طبيبا خلال شهر فبراير/ شباط. وفي مارس/ نيسان ارتفعت هذه النسبة إلى 213 طبيبا لتواصل الارتفاع في أبريل/ نيسان مسجلة 214 طبيب. وفي مايو المنصرم تراجعت النسبة إلى 83 طبيبا.
وبالنظر إلى هذه الأرقام يتبين تضاعف النسبة مقارنة بإحصائيات العام الماضي. وتعد هذه أعلى نسبة يشهدها شهر مايو خلال السنوات العشرة الأخيرة.
وتعكس إحصاءات العشر سنوات الأخيرة تزايد أعداد الأطباء المهاجرين بشكل سنوي، ففي عام 2012 بلغ عدد الأطباء المهاجرين للخارج 59 طبيب غير أنه بحلول عام 2019 بلغت هذه النسبة 1047 طبيب.
وخلال عام 2020 فقط تراجعت هذه النسبة إلى ما دون الألف، غير أنه في عام 2021 بلغت هذه النسبة مستويات قياسية بنحو 1405 طبيب.
تتزايد في تركيا أعداء الأطباء المستقيلين من المستشفيات الحكومة بسبب قلة الرواتب والمناوبات الطويلة وتزايد الأعباء، إذ أن بعض الأقسام بالمستشفيات الحكومية توقفت عن عدم تلقي حجوزات من المرضى لخلوها من الأطباء.
وفي هذا الإطار أفاد الرئيس الثاني لاتحاد الأطباء الأتراك، علي إحسان أوكتان، أن نحو 10 آلاف طبيب تقدموا باستقالتهم عقب انتهاء حظر الاستقالات التي فرضته السلطات خلال جائحة كورونا مشيرا إلى تصدر الرواتب المنخفضة وتدهور بيئة العمل لأسباب استقالة الأطباء.
وأوضح أوكتان أن الأطباء في القطاع العام يضطرون لفحص مئة مريض يوميا، قائلا: “متلازمة الإرهاق الناتجة عن بيئة العمل تسرع من وتيرة الهروب من القطاع العام، وكلما زادت هجرة الأطباء زادت الأعباء على الأطباء المتبقين.
ولمواجهة هذا العجز نشرت وزارة الصحة التركية إعلانا لإعادة توظيف الأطباء المتقاعدين الذين تتراوح أعمارهم بين 67 و72 عاما.
وفي تعليق منه على تعزيز وزارة الصحة لكوادر المعاونين واستدعاء الأطباء المتقاعدين في محاولة منها لسد العجز بالأطباء أوضح أوكتان أن عدد جراحين المخ تراجع إلى النصف نظرا لهجر الأطباء القطاع العام.
أضاف قائلا: “جودة الخدمات الصحية تتراجع واستدعاء الأطباء المتقاعدين هو عار على الوزارة. الأطباء المتقاعدون يتقدمون بطلبات إجباريا لعجزهم عن توفير قوت يومهم”.
كان الرئيس رجب طيب أردوغان علق في مارس الماضي على قضية تزايد انتقال الأطباء من العمل في القطاع الصحي الحكومي إلى الخاص والعمل في الخارج، بقوله “من يريد أن يرحل فليرحل” وهي التصريحات التي أثارت غضب الأطباء، وجلبت الانتقادات للرئيس أردوغان.