محمد أبو سبحة (زمان التركية)ــ دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منافسه المحتمل في انتخابات الرئاسة عام 2024، للإفصاح عن شخصيته سريعًا، ما يعكس أن الرئيس التركي لم يعد يطيق الانتظار لمعرفة خصمه.
خلال اجتماع التشاور والتقييم الـ 30 لحزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي عقد في منطقة كيزيلجاهامام اليوم السبت في أنقرة، استعرض أردوغان انجازات حزبه خلال السنوات الـ 20 الماضية في الحكم، معتبرًا أن “الخدمات المقدمة للشعب يجب تذكرها والتذكير بها في كل فرصة”.
قال أردوغان الذي تواجه حكومته انتقادات بسبب مشاكل اقتصادية، إنه يرغب في مشاركة ملخص لموجز الأعمال والخدمات التي قدمت إلى تركيا في العشرين عامًا الماضية، وتحدث عن دعم التعليم والشباب، فيما أقر الرئيس التركي بوجود “شكاوى من بعض المشاكل في النظام الصحي، وخاصة التأخير في مواعيد الفحص، في المستشفيات العامة” وقال “وضعنا هذه المشاكل على الفور على جدول أعمالنا ونتخذ خطوات لحلها بسرعة”.
أعلنت الحكومة التركية مؤخرًا أن التضخم النقدي قفز متجاوزًا 73 بالمئة، بعد أن كان يبلغ العام الماضي 16 بالمئة.
من سينفاسني؟
من جهة أخرى تطرق الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تحالف المعارضة المشكل مؤخرًا من ستة أحزاب معارضة.
وقال الرئيس أردوغان، الذي تشير استطلاعات الرأي المختلفة إلى تراجع شعبيته: “أياً كان المرشح الذي ستختاره طاولة الأحزاب الستة، فلا يجب أن يستغرق كل هذا الوقت، عليه أن يتخذ قراره في أقرب وقت ممكن”.
وكان شركاء التحالف المكون من ستة أحزاب مناهضة لحزب العدالة والتنمية، قالوا إن المرشح المشترك للمعارضة لن يتم الإفصاح عن شخصيته إلا مع اقتراب موعد الانتخابات.
قال زعيم حزب الديمقراطية والتقدم، علي باباجان، في تصريحات سابقة إنه لن يتم مناقشة اسم المرشح المشترك، حتى موعد إجراء الانتخابات، وسيتم التوصل إلى هذا المرشح بموافقة من الأحزاب الستة.
انضم حزب الديمقراطية والتقدم، وحزب المستقبل، إلى تحالف الأمة الذي يضم أحزاب الشعب الجمهوري، الخير، السعادة، وأعلنوا العمل على العودة إلى نظام الحكم البرلماني، واختيار مرشح مشترك للمعارضة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تخشي أحزاب المعارضة التركية من أن يؤدي الإعلان مبكرًا عن مرشحهم إلى استهدافه من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية، التي تحتفظ بالعديد من السياسيين البارزين خلف القضبان بتهم مثل “الإرهاب”، باعتبارهم يمثلون تهديدا لمستقبل أردوغان السياسي.
في انتخابات عام 2018 أعلن الرئيس السابق عبد الله جول، بشكل مفاجئ الانسحاب من السباق الرئاسي، وقالت معلومات إنه تعرض للتهيد من قبل أردوغان، فيما لا يزال زعيم حزب الشعوب الديموقراطي السابق صلاح الدين دميرطاش الذي ترشح للانتخابات الماضية رهن الاعتقال منذ نوفمبر 2016.
من جهة أخرى ليس من السهل التوصل إلى توافق حول شخصية المرشح الذي سيدعمه نحو نصف الشعب للإطاحة بأردوغان بعد 20 سنة في الحكم، خاصة مع انتماء الأحزاب الستة إلى تيارات سياسية مختلفة.
ومن بين الأسماء المطروحة لمنافسة أردوغان، ثلاثة من أعضاء أكبر حزب معارض في البلاد، وهم كمال كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، ومنصور يافاش عمدة أنقرة وأكرم إمام أوغلو عمدة إسطنبول.