بقلم: ماهر المهدي
(زمان التركية)-ماذا يحدث لو سقط الرئيس – في دولة ما – مريضا أو عاجزا أو ميتا فجأة أو قتل ولم تكن الدولة قد عملت حساب ذلك اليوم الثقيل الملبد بالغيوم بنظام يساعد على صعود شخصية قيادية وطنية مناسبة وجديدة الى سدة الحكم في سلام وفي سلاسة ؟
عندما يستعد شخص ما أو دولة ما في أى منطقة في العالم للدخول في خصومة أو في مواجهة سياسية أو اقتصادية أو عسكرية ، فإنه بالضرورة يعلم أن كافة نقاط ضعفه وقوته ستكون محل فحص وتدقيق ومحل درجات مختلفة من الانتقاد أحيانا ومحل هجوم من قبل الخصوم أحيانا أخرى ، سواء شاء هو ذلك أو رفضه وكرهه . وهذا هو ما يحدث في الصراع الروسي الأوكراني، مثلما حدث في كل الصراعات على مر التاريخ .
ونقاط الانتقاد والهجوم في جسد الخصم أو في دولة الخصم هى النقاط التى تحقق أهداف الهجوم أو أهداف المواجهة بين الأطراف المتخاصمة في كل صراع . فالغرب يتحدث علانية عن هدف استراتيجي أو كبير وهو إضعاف روسيا – بطريق استنزاف قدراتها ومواردها – لتعود إلى الخلف وتشتغل بلقمة عيشها ، وتعجز عن المنافسة وعن اللحاق بركب الغرب . كما يتحدث الغرب عن تغيير النظام في روسيا أو يتمنى ذلك ، ليتبدل الرئيس بوتين بشخصية أخرى ، أو تدخل روسيا في صراعات داخلية على السلطة والحكم فيها وهو ربما ما قد يتمناه العدو للعدو في واقع البشر المعتاد . هذا هو الإنهاك الذي يعود بقدرة البلاد الى الوراء ، ويزج بها في أتون المشاكل الداخلية ويأخذها إلى سبل التعثر وقد يقصيها كمصدر تهديد قوى للمعسكر الغربى .
فالصراع يأخذ – في زاوية منه – يأخذ شكل النزاع بين ديمقراطية الغرب والحزب الواحد في الشرق صاحب التقاليد والأعراف والتاريخ العريق . وذهاب الأشخاص والقادة جزء من الحياة ، فالكل ذاهب صغيرا وكبيرا ، ولكن تبقى الأوطان . وكلما استثمرت النظم السياسية في العالم شيئا من جهدها وطموحاتها في تهيئة الأجواء السياسية لظهور شخصيات وطنية وقادة في الصفوف الخلفية ، تعاظمت فرص المجتمعات في الاستقرار والصمود ، وما تعلق حال وطن بفرد واحد يوما. فالأبطال يعملون ليوم رحيلهم ولا يعملون لأنهم باقون إلى الأبد ، والاستمرار للعطاء الجاد المخلص الذي يخلف ذكرى عظيمة وعطرة ، والبقاء للشعوب .