أنقرة (زمان التركية) – قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده بما أنها تدفع ثمن عضوية حلف الناتو، فمن حقها أن ترى خطوات ملموسة بدلاً من البيانات الدبلوماسية المفتوحة.
أضاف أردوغان تعليقا على رفض بلاده عضوية كل من فلندا والسويد في الحلف،”في حين أن الدور الحيوي الذي نلعبه في منظمة حلف شمال الأطلسي والمنظمات الدولية التي نحن أعضاء فيها واضح، فإن بعض حلفائنا ما زالوا يتحدثون عن العقوبات، ولا يمكننا أن نضع جانباً عقوبات السويد ضدنا”.
وأكد أردوغان أن بلاده لم تنس أبدا العقوبات الجائرة المفروضة على عليها بسبب عملية السلام القبرصية، مشيرا إلى أنه “تم استهداف تركيا بسبب أعمالهم المشروعة ضد الإرهابيين”.
كما أشار أردوغان إلى أن بلاده رغم حربها ضد تنظيم داعش، إلا أنها تعرضت أيضا للافتراءات التي لا يمكن تصورها، فتركيا تعرضت للعقوبات والتهديدات والضغوط والابتزاز العلني والسري.
وتابع أردوغان: “أسلحة لم تسلم لنا بالمال تم نقلها إلى التنظيمات الإرهابية الدموية بواسطة عشرات الآلاف من الشاحنات بالمجان. الأوغاد الذين قتلوا 251 من أطفالنا، الذين استهدفوا ديمقراطيتنا ليلة 15 يوليو، كانوا محميين من قبل العديد من الدول الأوروبية. لقد احتضنت هذه الدول أعداء الديمقراطية دون سؤال. تم استقبال قادة الإرهاب في سوريا بالسجاد الأحمر”.
وشدد الرئيس التركي على أن بلاده لن تتلق الدعم الذي كانت تتوقعه من حلفائها، ولا في تلبية احتاجاتها الدفاعية ولا في حربها ضد الإرهاب التي استمرت على مدار 40 عاما.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت تحليلا حول الفيتو التركي في وجه السويد وفنلندا، بخصوص انضمامهم في حلف الناتو.
وبحسب الصحيفة، فإن القرار بشأن عضوية الناتو في فنلندا والسويد، وهما مرشحان لواحد من أكثر التحولات الدراماتيكية في السياسة الأمنية الأوروبية في السنوات الأخيرة، اتخذ الآن من قبل رجل واحد وهو الرئيس التركي أردوغان.
وأوضحت الصحيفة أن قرار أردوغان بحق السويد وفنلندا، يفتح أمام البلدين مفاوضات معقدة مع حلفائها الغربيين والحكومة التركية.
وأضاف مسؤولون أتراك وأمريكيون أن القضية التي لا يرتاح لها أردوغان هي التنظيمات الإرهابية الكردية في هذه الدول.
وفي إشارة إلى أن المطالب بشأن هذه القضية كانت على جدول الأعمال في الماضي، قام بعض المسؤولين بتقييم إعادة طرح أردوغان لهذه القضية الأسبوع الماضي، وقالوا: “هذه المسألة فاجأت كل من مسؤولي الناتو والمسؤولين الدبلوماسيين الأتراك.”
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين في حديث لصحيفة وول ستريت جورنال إن “تركيا تحاول الحصول على امتيازات من واشنطن بينها بيع طائرات حربية جديدة من طراز F-16، فضلا عن مكالمة هاتفية محتملة بين أردوغان ونظيره الأمريكي، جوبادين”.
وأكد المسؤولون الأمريكيون، أن تعبيرات أردوغان أصبحت أكثر صرامة على الرغم من تصريحات الدبلوماسيين الأتراك لحل هذه القضية في إطار الدبلوماسية.
كما أشار المسؤولون إلى ثقتهم من أن الدول الغربية ستقنع تركيا، ويتعرض المسؤولون الغربيون لضغوط لمعالجة هذه القضية قبل قمة الناتو المقرر عقدها في نهاية يونيو، وإذا تم حل المشكلة قبل القمة، فإن عملية العضوية ستستغرق أسابيع أو شهور.