أنقرة (زمان التركية)ــ وسعت تركيا خلال الأسابيع الأخيرة عملياتها العسكرية في العراق، بعد أن كانت تركيا خلال السنوات السابقة تقوم بتعزيز وجودها العسكري في البل العربي، وذلك رغم اعتراض بغداد باعتبار أن هذا تدخل مباشر يمس بسيادة العراق، ولكن دون جدوى.
هذا الأسبوع حدث تطور في غاية الأهمية فقد أطلقت صواريخ على قاعدة عسكرية تركية في العراق، ويبدوا أن إيران لديها اطلاع واسع حول هذه الهجمات، فقد ذكر تقرير لوكالة أنباء فارس الإيرانية أن الصواريخ استهدفت قاعدة زيليكان شرقي الموصل، وهي إحدى القواعد التركية القليلة التي تم إنشاؤها في العراق في السنوات الأخيرة، وهي ليست في المنطقة الجبلية من المنطقة الكردية، الجدير بالذكر في هذا السياق أن الهجمات على هذه القاعدة بالقرب من بعشيقة غالبا ما تنفذ من قبل الجماعات الموالية لإيران في العراق.
تركيا لديها قواعد في العراق لأنها تدعي أنها تحارب “الإرهابيين” في إشارة إلى عناصر حزب العمال الكردستاني، وقد زادت من وجودها في السنوات الأخيرة، كما ساعدت تركيا في تدريب بعض المقاتلين العرب في قاعدة بعشيقة لمحاربة داعش، ومع ذلك، يظل دور تركيا في العراق غامضا حيث يبدو أنها تريد تعزيز نفوذها ليس فقط في المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال العراق، ولكن تريد توسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل سنجار ومخمور وربما تمتد لتصل إلى الموصل وكركوك.
إن ضرب القاعدة التركية في العراق يعني في سياقه العام أن الميليشيات الموالية لإيران في محافظة نينوى بالقرب من الموصل تنظر إلى تركيا الآن على أنها عدو محتمل، كما يشير تقرير وكالة أنباء فارس إلى أن “تركيا تنتهك منذ فترة طويلة وحدة أراضي شمال العراق من خلال الادعاء بأنها تعارض حزب العمال الكردستاني”، ويقول التقرير أيضا إن “تركيا شنت عدة عمليات عسكرية منذ أبريل الماضي بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني شمال العراق، وتتحدث بسهولة عن هجوم محتمل على منطقة سنجار غربي محافظة نينوى. وقد قوبل ذلك برد فعل من قبل الجماعات السياسية والعسكرية العراقية “، قد يشمل “رد الفعل” هذا المزيد من الهجمات على القوات التركية في العراق من قبل الجماعات الموالية لإيران.
وتشير التقارير إلى أن ما بين أربعة إلى ستة صواريخ أطلقت مساء الأحد على قاعدة بعشيقة، وقد أفادت تقارير في أوائل أبريل / نيسان أنه تم إطلاق خمسة صواريخ على نفس القاعدة، وهو الأمر الذي حدث سابقا في ديسمبر 2021 حيث تم إطلاق صاروخين على نفس القاعدة.
وعادة ما تستخدم الميليشيات الموالية لإيران صاروخ عيار 107 ملم لاستهداف الأعداء، وقد استهدفت هذه الجماعات الموالية لإيران القوات الأمريكية وقوات التحالف، وكذلك أربيل عاصمة الإقليم الكردي، و قد يكون الهجوم الأخير تصعيدًا من جانب إيران ضد تركيا في العراق ورسالة إلى تركيا بعدم توسيع عملياتها في سنجار ومناطق أخرى.