بقلم: ماهر المهدي
(زمان التركية)-الآن والسلاح ينهال على بعض البلاد المتورطة في نزاعات عسكرية من دول كثيرة – من باب المساعدة – بحيث انه قد يتصور المرء أن تدفق السلاح قد يغمر البلاد ويصبح في كل يد عاجلا أو آجلا وليس فقط في أيدي السلطات الوطنية المعنية بقصد الدفاع عن البلاد في تلك الدول . فهل يتسع الوقت للسؤال : كيف ستخرج الدول المغرقة بالسلاح من ” قلعة السلاح ” هذه يوم تضع الحرب أوزارها ؟
فالتاريخ يشير الى التجارب السابقة لدول غشاها الصراع الممتد الذي سرعان ما امتد الى مسائل وقضايا أخرى ، مثل العراق وافغانستان والصومال التى غزاها جميعا السلاح بأنواعه وأحجامه المختلفة حتى لتجد السلاح النارى يباع ويشترى في بعض الدول كما يشترى الناس الطعام والشراب المباحين ويبيعونهما .
فما أن تصل أطنان السلاح المصدرة أو المهداة الى جهتها المقصودة حتى تنتشر في أنحاء المكان وفي كل يد : عن خوف أو حب أو التزام أو رغبة في التجارة ، وسرعان ما قد يستخدم بعضها في تسليح العصابات الإجرامية . فالعصابات الإجرامية قد تجد في جو الحرب وانشغال سلطات البلاد بالدفاع عنها وتلبية احتياجات الشعوب في تلك الدول فرصة للنهوض وتعزيز قدراتها المسلحة وأنشطتها الإجرامية وتحقيق الكثير من المكاسب . فهذه قد تكون طبيعة في المجتمعات – بشرية بصفة عامة – للأسف طبعا ولا تخص مجتمعا بشريا معينا . البعض يدافع عن الوطن بحياته وماله والبعض يشتغل بحب ذاته وتحقيق أحلامه في الثراء العريض السهل السريع .
لقد عاصرت نزاعا عسكريا بين دولتين وحربا أهلية في بلد ما ، بسبب مخزون قديم من السلاح الذي حاول البعض استغلاله في التحصل على مكاسب مادية تغنيه وترفع شأنه ماديا ، ولكن مساعيه وأعماله انتهت بنهاية مأساوية مدمرة له ولمن حوله ولبلدهم التي غرقت في سلسلة من الحروب الأهلية الكريهة منذ حوالى عشرين عاما . فالسلاح شر مستعر متى وجد في حوزة غير المخولين بحيازته ، أو كان منتشرا مباحا ميسرا للراغبين ، أو تراكم ورقد في أنحاء البلاد . وبالتالي، فالحكمة في اقتناء السلاح – مهما كانت لظروف – منهج لا غنى عنه لسلامة الدول والشعوب مثلما هو السلاح هام لخوض الحروب .