أنقرة (زمان التركية) – أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارة مفاجئة خلال الأيام الماضية إلى مصطفى داستيجي رئيس حزب الاتحاد الكبير الشريك ضمن تحالف الجمهور الحاكم.
وأثيرت العديد من التساؤلات حول مضمون هذا اللقاء المفاجئ.
الزيارة تأتي بعد إعلان رئيس حزب الاتحاد الكبير قبل أيام أن حزبه لن يصوت لصالح مشروع قانون الانتخابات الذي قدمه حزب العدالة والتنمية للبرلمان.
قال داستيجي في تصريحات سابقة إن قانون الانتخابات الذي يناقشه البرلمان، لن يتم دعمه، لأن القانون “لم يخرج مثلما أردنا له”.
يضم التحالف الحاكم ثلاثة أحزاب، هي: حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية، حزب الاتحاد الكبير.
وذكر داستيجي أن حزبه طالب بخفض الحد الأدنى لدخول البرلمان إلى 3 في المئة أو صفر في المئة، وإلغاء مساعدات الخزانة للأحزاب أو توزيعها بشكل عادل أو إجراء انتخابات تمهيدية.
وحول موقفهم من التحالف، قال زعيم حزب الاتحاد الكبير: “خفض الحد الأدنى لدخول البرلمان من 10 في المئة إلى 7 في المئة يعد مكسبًا، لكننا لن نفكك تحالف الشعب لمجرد عدم خفض النسبة إلى صفر في المئة. حزب الاتحاد الكبير لم يلتزم الصمت تجاه أي خطأ سواء داخل البرلمان أو بالرأي العام”.
وكان تحالف نواب حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية قدم مشروع قانون إلى البرلمان يهدف لتعديل قانون الانتخابات رقم 2839. التعديل يهدف لخفض عتبة الانتخابات إلى 7 في المائة، ويحرم الأحزاب المعارضة من مزايا التحالف البرلماني.
اللائحة جعلت من شبه المستحيل على الأحزاب ذات الأصوات المنخفضة، أن يصبح لهم نواب في البرلمان إذا كانوا أعضاء في تحالف انتخابي، ما يعني أن القانون يضر أيضا بحزب الاتحاد الكبير الذي لا يتمتع بقاعدة شعبية كبيرة.
من جهة أخرى زعمت صحيفة “ميللي غازيت” أن هذه الزيارة تمحورت حول الانتقادات التي أثارها ديستيجي مؤخرا بشأن غلاء المعيشة والأزمة الاقتصادية.
وقالت الصحيفة إن أردوغان أبلغ ديستيجي بانزعاجه من تصريحاته وتصريحات شعب حزبه بشأن الفقر والأزمة الاقتصادية خلال الأشهر الماضية.
وقالت الصحيفة إن اللقاء شهد بحث الطرفان أيضا قانون الانتخابات ومكافحة الإرهاب والحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا.
وتعد هذه الزيارة الأولى التي يجريها أردوغان إلى مقر حزب الاتحاد الكبير خلال الأربع سنوات الأخيرة.
وفقًا للمحللين المعارضين والسياسيين، الهدف الأساسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم من قانون الانتخابات هو منع توسع تحالف الأمة المعارض بجعل بقاء الأحزاب ذات الأصوات المنخفضة في التحالف بلا معنى. وبهذه الطريقة، سيتم منع أحزاب السعادة، والديمقراطية والتقدم، والمستقبل في الكتلة اليمينية المحافظة من دخول الانتخابات ضمن تحالف الأمة، والحفاظ على الأغلبية البرلمانية في المجلس حتى لو فقد العدالة والتنمية الرئاسة.