أنقرة (زمان التركية)ــ انتقد تميل كرمولا أوغلو زعيم حزب السعادة “الإسلامي” المعارض في تركيا، نقل قضية الصحفي جمال خاشقجي إلى السعودية، وقال إن القرار يقوض مصداقية أنقرة.
أوقفت محكمة تركية يوم الخميس الماضي المحاكمة الغيابية لـ26 مشتبهاً بهم على صلة بقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، ونقل ملف القضية إلى المملكة العربية السعودية.
قال كرمولا أوغلو: “تكشف هذه القضية كيف يمكن للرئيس رجب طيب أردوغان أن يتقلب في مثل هذه القضايا.. لكن مثل هذه التقلبات الجذرية تقوض مصداقية تركيا”، على حد تعبيره.
يذكر أن الصحفي جمال خاشقجي الذي فقد حياته عن عمر 59 عامًا، قُتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول سوم 2 أكتوبر 2018، ثم بدأت محاكمة في تركيا لمنتهمين محتملين عام 2020 وسط توتر في العلاقات بين القوتين الإقليميتين.
حين حكمت المملكة على خمسة أشخاص بالإعدام على خلفية مقتل خاشقجي، لكن محكمة سعودية أخرى ألغت الأحكام في سبتمبر / أيلول 2020، بينما أصدرت أحكاما بالسجن تصل إلى 20 عاما على ثمانية متهمين لم يتم الكشف عن أسمائهم.
حكومة أردوغان واجهت اتهامات بالرغبة في استغلال قضية مقتل الصحفي خاشقجي، في مسعى للضغط على السلطات السعودية والحصول على أموال طائلة منها وسط الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا.
ومما أثار استياء الرياض أن أردوغان قال إن الأمر بقتل خاشقجي جاء من “أعلى المستويات” في الحكومة السعودية، وإن لن تتخلى عن حقوق الصحفي المقتول.
وفي المقابل، سعت السعودية إلى الضغط بشكل غير رسمي على الاقتصاد التركي، بمقاطعة الواردات التركية والسياحة في تركيا، مما دفع في النهاية الحكومة التركية إلى البحث عن طرق لرأب الصدع مع السعودية.
في النهاية قال قاضي المحكمة: “لقد قررنا وقف المحاكمة وتسليم ملف القضية للسعودية”، وذلك بعد أسبوع تقريبًا من تصريح وزير العدل بكر بوزداغ بأنه سوف يعطي الضوء الأخضر لطلب المدعي العام التركي بتسليم القضية إلى السعودية، بناءً على طلب الرياض.
يشار إلى أن وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو زار الرياض العام الماضي لإصلاح العلاقات مع المملكة، ويرى مراقبون أن إحالة القضية إلى الرياض من شأنها أن تزيل آخر عقبة أمام تطبيع العلاقات.