تقرير: محمد عبيد الله
بوتين يرفض طلب أردوغان بشأن المحادثات مع زيلينسكي
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “غير مستعد” بعدُ لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية السبت عن كالين قوله: “زيلينسكي مستعد للقاء، لكن بوتين يعتقد أن المواقف لعقد هذا الاجتماع على مستوى القادة ليست قريبة بما يكفي بعدُ”.
تأتي تلك التصريحات بالتزامن مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها الرابع وسط تقارير عن وقف محتمل لإطلاق النار.
في غضون ذلك حذرت الخارجية الروسية من خطوات استفزازية زاعمة أن إدارة كييف “القومية” تخطط لضرب مقرات دبلوماسية غربية وتحميل القوات الروسية المسؤولية.
تركيا كانت استضافت في الأسبوع الماضي اجتماعًا تاريخيًا بين وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا والروسي سيرجي لافروف في مدينة أنطاليا الساحلية من دون التوصل إلى حل دائم بين روسيا وأوكرانيا.
وتحدث أردوغان يوم الخميس مع كل من بوتين وزيلينسكي لجس نبض الطرفين، مجددا اقتراحه باستضافة بلاده اجتماعا على مستوى القادة بين الرئيسين الروسي والأوكراني.
وفي إطار تعليقه على قمة محتملة بين روسيا وأوكرانيا على مستوى القادة، قال إبراهيم كالين: “أعتقد أن الاجتماع سيعقد في وقت ما. وسيكون هناك اتفاق سلام في مرحلة ما. بالطبع، نحن نريد جميعًا أن يحدث هذا عاجلاً وليس آجلاً، لكن ربما يعتقد بوتين أنه يريد أن يكون في موقع قوة عندما يفعل ذلك”.
من جانبه، اتهم زيلينسكي في خطاب فيديو ليل السبت روسيا بمحاولة تجويع بلاده لإخضاعها، لكنه حذر من أن استمرار الغزو سيؤثر على روسيا لأجيال.
في غضون ذلك، أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم السبت أن 847 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 1399 في أوكرانيا حتى 18 مارس آذار.
تركيا تتراجع إلى المركز 112 في مؤشر السعادة العالمي
تراجعت تركيا ثماني مراتب خلال عام واحد، لتتبوأ المركز 112 في مؤشر السعادة العالمي لعام 2022 الذي يقيس مستويات السعادة في العالم.
كانت تركيا بالمرتبة 104 من بين 146 دولة في تقرير عام 2021، الذي ينظر في ستة متغيرات رئيسية وهي الدخل، والحرية، والثقة في الحكومة، ومتوسط العمر المتوقع، والدعم الاجتماعي من الأسرة والأصدقاء، والكرم.
وجاءت تركيا في مرتبة متأخرة قليلاً عن كل من فنزويلا وإيران، وفقًا للمسح الذي يتم إجراؤه سنويًا منذ 10 سنوات.
وكشف التقرير، الذي صدر يوم الجمعة أن دول الشمال، وفي مقدمتهم فنلندا والدنمارك وأيسلندا، من بين الدول الأكثر سعادة في العالم.
وجاء في الاستطلاع أن زيمبابوي ولبنان وأفغانستان تعد أقل الدول سعادة.
المؤشر يحدد درجة على مقياس من 0-10 بناءً على متوسط البيانات على مدى فترة ثلاث سنوات.
جاء التقرير في الوقت الذي ارتفع فيه معدل التضخم السنوي في تركيا إلى أعلى مستوى منذ عقدين من الزمن وبلغ 54%، وفقدت الليرة التركية 44% من قيمتها مقابل الدولار العام الماضي.
من المتوقع أن ترتفع تكلفة المعيشة في البلاد، خاصة بعد الزيادات الأخيرة في أسعار فواتير الكهرباء والغاز بحوالي 50% و25 % على التوالي.
في غضون ذلك، فقد الأتراك الثقة في جميع أجهزة ومؤسسات الحكومة، وفقًا لاستطلاع أجرته مجموعة “يونليم” للاستطلاعات في سبتمبر، حيث كشف أن إجمالي 53% من المواطنين الأتراك فقدوا الثقة في الرئاسة التركية، و 52% في وزارة التعليم، وحوالي 60% لم يعد لديهم ثقة ببيانات هيئة الإحصاء التركية حول معدلات البطالة والتضخم النقدي.
أول اجتماع بين تركيا والاتحاد الأوروبي منذ 3 سنوات
بدأت حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان في السنة الأخيرة تقدم على خطوات تشير إلى أنها تمهد للتحول من المعسكر الروسي الصيني إلى معسكره القديم المعسكر الأطلسي الغربي.
آخر تلك الخطوات جرت يوم الخميس الماضي، حيث عقدت تركيا والاتحاد الأوروبي أول اجتماع برلماني مشترك بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات، بعد توقف مفاوضات الانضمام بسبب فشل الحكومة التركية في الالتزام بالمعايير الأوروبية.
قالت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية في تقرير إن أعضاء البرلمان التركي والأوروبي التقوا في عاصمة الاتحاد بروكسل لمناقشة جملة من القضايا، من بينها مفاوضات انضمام تركيا والمصالح الإقليمية المشتركة.
ورغم أن تركيا بدأت محادثاتها الرسمية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 2005، لكنها توقفت بسبب سجلها المتدهور بصورة مستمرة منذ 2016 في مجال حقوق الإنسان، إلى جانب اختلاف وجهات النظر بين الطرفين فيما يخض مجموعة من القضايا، وعلى رأسها علاقاتها المتوترة مع اليونان.
وفي حديثه أمام تجمع النواب، أكد الرئيس المشارك للجنة الاتحاد الأوروبي وتركيا أمراه كرايل أن طلب تركيا إلى الاتحاد الأوروبي هو العمود الفقري للعلاقات الثنائية.
كرايل، عضو حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، واتهم بعض أعضاء الاتحاد بتسييس مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد قائلا: “لسوء الحظ، منذ بداية المفاوضات، تم تسييسها إلى حد كبير من قبل بعض الدول الأعضاء واستخدامها لمصالحها الوطنية”.
في حين اعترف سيرجي لاجودينسكي، الرئيس الألماني المشارك للجنة الاتحاد الأوروبي وتركيا بصور الطرفين في إدارة المرحلة المتأزمة في السنوات الأخيرة قائلا: “لقد شعرنا بتزايد المسافة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا خلال السنوات القليلة الماضية. وأعتقد أن اليوم فرصة لسد تلك الفجوات، وبناء تلك الجسور”.
وشدد لاجودينسكي على أن التقارب بين الاتحاد وتركيا لا بد أن لا يقوم على الروابط الاقتصادية أو التعاون العسكري فقط رغم أهميتهما البالغة، بل يجب الإقدام على خطوات تبني الجسور من حيث القيم الأوروبية.
يؤكد مراقبون ضرورة التريث والحذر فيما يخص رغبة الحكومة التركية بقيادة أردوغان في إقامة علاقات سلمية مع الغرب عمومًا، وترك خطاباتها التصعيدية التي أقدمت عليها في السنوات الأخيرة، للتأكد مما إذا كانت هذه الرغبة صادقة أم هي مجرد محاولة لاستغلال الظرف الراهن لإزالة عزلتها العالمية، ومن ثم العودة إلى أجندتها الذاتية بعد الفوز بانتخابات 2023 البرلمانية والرئاسية.
هجوم عنصري على طالب كردي لرفضه دعم أردوغان
كشف نائب معارض في البرلمان التركي أن طالبًا كرديًا في المدرسة الثانوية تعرض للهجوم والتهديد بعد إعلانه أنه لن يصوت لحزب العدالة والتنمية تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة.
أعلن نائب حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد عمر فاروق جرجرلي أوغلو في البرلمان يوم الجمعة أن الحادث وقع في إحدى “مدارس الأئمة والخطباء” الثانوية الدينية في بلدة داريجا التابعة لمدينة كوجالي المتاخمة لمدينة إسطنبول.
يأتي الهجوم بعدما زار مسؤولون من حزب العدالة والتنمية الحاكم المدرسة المذكورة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وطلبوا من الطلاب دعم حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2023.
ذكر النائب جرجرلي أوغلو أن الطالب الكردي، الذي لم يكشف عن اسمه، بعدما صرح لمسؤولي حزب العدالة والتنمية أنه لن يصوت لصالح حزب أردوغان، وجد قبل تعرضه للاعتداء الجسدي على مكتبه كتابات عنصرية، إلى جانب إلقاء أوراق في حقيبته مدون عليها ملاحظات تحتوي على تهديدات.
ومن التهديدات التي وجد الطالب الكردي مكتوبة على مكتبه “أيها الوغد! لأكن كلبًا سيئًا إن تراجعت في تقديم روحي رخيصة في سبيل حماية الدولة”.
وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة “دوفار” التركية أن والد الطالب الكردي اضطر لاتخاذ قرار بنقل ابنه إلى مدرسة أخرى مخافة أن يتعرض لأي سوء بعد هذه التهديدات.
نائب حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد عمر فاروق جرجرلي أوغلو أكد أن وصول الهجمات العنصرية حتى المدارس الثانوية تطور خطير للغاية.
في إشارة منه إلى الإهمال في حماية الطالب الكردي من الاعتداء، قال النائب: “مديرية التربية الوطنية في منطقة داريجا فشلت في تقديم إجابة مناسبة حول كيفية تعاملهم مع هذا الحادث.. نتوقع بيانًا من وزارة التربية والتعليم بشأن هذه المسألة”.
يذكر أن الأكراد يعتبرون أكبر المجموعات العرقية في تركيا، ويشكلون حوالي 18% من السكان، لكنهم لا يزالون يواجهون تمييزًا وعنفًا عنصريين بالتناسب مع الخطابات والسياسات العنصرية التي يتبناها السياسيون.
برلماني أوروبي: أردوغان يستخدم تهمة الإرهاب دون معيار
اتهم ناتشو سانشيز أمور، عضو البرلمان الأوروبي من التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين، ومقرر البرلمان الأوروبي بشأن تركيا، حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان باستخدام اتهامات “الإرهاب” لإسكات المعارضين والمنتقدين.
في الاجتماع التاسع والسبعين للجنة البرلمانية المشتركة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يوم الخميس، قال أمور إن وصمة الإرهاب أصبحت اتهامًا تقليديًا في تركيا، مؤكدًا أن الأطباء والطلاب والسياسيين المعارضين مستهدفون باتهامات “الإرهاب” لمجرد انتقادهم للحكومة التركية.
في إشارة إلى محاولة الانقلاب المزعومة في عام 2016، التي يستغلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كذريعة لتقييد الحريات، ذكّر مقرر البرلمان الأوروبي بشأن تركيا أن حملة القمع لحكومة أردوغان بدأت قبل الانقلاب بفترة طويلة، مشيرًا إلى الاستيلاء غير القانوني على وسائل الإعلام الناقدة للحكومة قبل الانقلاب، كمجموعة كوزا-إيبك ومجموعة فضاء الإعلاميتين.
أعاد عضو البرلمان الأوروبي ناتشو سانشيز أمور للأذهان احتجاز آلاف الأشخاص من المواطنين المدنيين فور محاولة الانقلاب المزعومة في 2016، وتساءل قائلا: “متى أصبحت حركة الخدمة إرهابية يا ترى؟ نعم يجب محاسبة أعضاء حركة كولن إذا ثبتت مشاركتهم في الانقلاب، إلا أن اتهام مدرس عمل في إندونيسيا منذ عشرين عامًا بالتورط في محاولة الانقلاب يتعارض مع مبدأ المسؤولية الفردية في الاتهامات الجنائية”.
وأردف: “لا يمكن تفسير اتهام مدرس يعمل في إندونيسيا منذ عشرين عاما ولم يكن في تركيا أثناء محاولة الانقلاب بالإرهاب والمشاركة في الانقلاب بأي منطق قانوني ولا يمكن قبول ذلك”.
ووجه أمور خطابه إلى أعضاء البرلمان الأوروبي الأتراك قائلا: “لا تقع علينا باعتبارنا الاتحاد الأوروبي مسؤولية أخلاقية من قبيل حمل تركيا على النضوج الديمقراطي، بل هذه مسؤولية تقع عليكم”.
كما تطرق أمور إلى آلاف الأشخاص الذين يخضعون للتحقيق بتهمة “إهانة الرئيس أردوغان”، وفقًا للمادة 299 المثيرة للجدل من قانون العقوبات التركي، حيث يمكن أن يواجه كل من يهين الرئيس عقوبة بالسجن تصل إلى أربع سنوات، وهي عقوبة يمكن تشديدها إذا ارتكبت الجريمة من خلال وسائل الإعلام.
في إطار تعليقه على اعتبار الشرطة والقضاء التركي أصغر الانتقادات الموجهة إلى الرئيس أو حكومته إهانة، قال أمور: “إن ما تسميه تركيا جريمة إهانة الرئيس هي رياضة وطنية في بلادنا”، على حد تعبيره.
وتابع: “المشكلة الأساسية في تركيا هي الإرادة السياسية الحاكمة.. لا يمكن قبول 10 آلاف من التحقيقات بتهمة إهانة الرئيس”، موجهًا انتقادات لاذعة إلى حكومة أردوغان بسبب اعتقالها كلا من الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي صلاح الدين دميرطاش والناشط المدني عثمان كافالا.
في ظل التعريف الغامض لمصطلح “الإرهاب”، أقدمت الحكومة التركية على فتح مئات الآلاف من التحقيقات بتهمة الإرهاب ضد سياسيين أو مدنيين معارضين، الخطوة التي اعتبرتها منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان محاولة لتعزيز حكم استبدادي في البلاد.
تركيا واليابان تدينان الغزو الأوكراني باعتباره خرقًا للقانون الدولي
ندد كل من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الخارجية يوشيماسا هاياشي يوم السبت بالغزو الروسي لأوكرانيا باعتباره انتهاكًا للقانون الدولي، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك في مدينة أنطاليا جنوب تركيا.
كما أكد الطرفان ضرورة التنسيق في إصلاح الأمم المتحدة، في ضوء حق النقض (الفيتو) الممنوح لروسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، الأمر الذي جعل أعلى هيئة لصنع القرار في الأمم المتحدة غير فعالة في معالجة الحرب في أوكرانيا.
ويزور هاياشي تركيا في إطار جولة تستغرق أربعة أيام تشمل دولتين حتى يوم الاثنين، ويزور خلالها دولة الإمارات العربية المتحدة حيث من المقرر أن يلتقي بنظيره الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان اليوم الأحد.
قال هاياشي يوم السبت إن الوزراء اتفقوا على التعاون الوثيق في الحفاظ على النظام الدولي، وحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف الأعمال غير القانونية في أوكرانيا.
وأضاف هاياشي: “من المهم أن يرد المجتمع الدولي على روسيا بشكل موحد”، معبرا عن عميق امتنانه واحترامه لتركيا بسبب جهودها الدبلوماسية للتوسط بين روسيا وأوكرانيا.
كانت اليابان فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا تماشيا مع الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في مجموعة السبع، على عكس تركيا التي رفضت فرض أي عقوبات على روسيا حتى اللحظة.