بقلم: دكتور/ شوقي صلاح، أستاذ القانون وخبير مكافحة الإرهاب
أولاً : مشروع الدولار الرقمي الأمريكي..
* حيث شهدت الأصول الرقمية بما في ذلك العملات المشفرة، نموا هائلا في السنوات الأخيرة؛ فتجاوزت قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار في نهاية عام 2021، فيما كانت قبل 5 سنوات تعادل حدود الـ 14 مليار دولار فقط. لذا فقد صرح البيت الأبيض بأن الرئيس بايدن وجه بدراسة الولايات المتحدة للفوائد والمخاطر المحتملة لإنشاء دولار رقمي، خاصة مع الارتفاع الهائل في العملات المشفرة الخاصة مثل البيتكوين، مضيفاً أن: حوالي 16% من الأمريكيين البالغين (40 مليون أمريكياً) استثمروا في العملات المشفرة أو تداولوها أو استخدموها، مما يشكل خطراً محتملاً على استقرار وأمن النظام المالي الأمريكي، كما أن العديد من دول العالم اتخذت خطوات في هذا المسار، خاصة الصين.. .
وتعليقاً على هذا الاتجاه؛ أي إصدار الولايات المتحدة الأمريكية دولاراً رقمياً، فإن الاحتمال الأقرب لهذا المعطي المالي الجديد أن نكون أمام عملة دولاريه جديدة، قيمتها ستكون أعلى بكثير عن قيمة الدولار غير الرقمي، وسيحل الرقمي شيئاً فشيئاً محل التقليدي، وبالتالي؛ إذا كانت حافظة الاحتياطي النقدي الأجنبي لدولة ما 40 مليار دولار، فستصبح قيمتها 20 مليار دولار أمريكي رقمي، وذلك حال أصبح الدولار الرقمي ضعف قيمة الدولار غير الرقمي، لذا فعلى كافة الدول دراسة مخاطر تقنيين العملات الرقمية على احتياطاتها من العملات الأجنبية.
ثانياً : رؤية استشرافية لأهم مخاطر استمرار الأزمة الأوكرانية
* لا شك أن أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا ـــ والتي بدأت منذ عشرين يوماً ـــ ألقت بظلال قاتمة على الاقتصاد العالمي، ولعل أوروبا هي أكثر المتضررين من هذه الأزمة، لاعتمادها الأساسي على النفط والغاز الروسي من ناحية، وتبني الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات اقتصادية على روسيا من ناحية أخرى، ربما تجعل روسيا تقوم بمنع تصدير تلك المنتجات لأوروبا.. وهنا ستتفاقم أزمة أوروبا حال طال زمن استمرار الأزمة والعقوبات، وقد بدت غالبية دول الخليج لا ترغب في زيادة انتاجها لتعويض أوروبا.. لذا فقد يلجأ الناتو إلى احتلال حقول النفط في ليبيا لتأمين إمداداته لأوروبا، خاصة وأن الدولة الليبية تعاني من أزمات سياسية عميقة، ولن تعيهم الدفوع التي سيبررون بها سطوهم المحتمل على هذه الحقول.. لذا أدعو القادة الليبيين إلى سرعة إنهاء خلافاتهم والتوحد من أجل الحفاظ على كيان الدولة الليبية الشقيقة.
ثالثاً : تبني إيران استهداف موقع عسكري إسرائيلي بأربيل
* أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه استهدف مركزا استراتيجيا عسكرياً واستخباراتيا إسرائيليا بأربيل شمالي العراق، بعد ساعات من إعلان سلطات إقليم كردستان العراق سقوط صواريخ بالستية أطلقت “من خارج الحدود” في محيط أربيل والقنصلية الأميركية فيها. وتابع الحرس : مرة أخرى نحذر النظام الإسرائيلي من أن تكرار أي أعمال خبيثة سيواجه بردود فعل قاسية وحاسمة ومدمرة.. ولعل هذا الاستهداف إنما هو نوع من الرد على استهداف إسرائيل المتكرر لأهداف ومصالح إيرانية.
* ويعد الإعلان عن هذا الاستهداف والطريقة العسكرية الدقيقة التي تم بها.. تحدياً واستعراضاً للقوة واستعداداً للمواجهة المباشرة من قبل إيران لإسرائيل.. وربما ساعد إيران على توجيه هذه الضربة؛ صعوبة الرد الإسرائيلي التصعيدي في هذه الآونة، نظراً لانشغال القوى العظمى بما هو أخطر.. وأنه حال تصعيد إسرائيل للمواجهات العسكرية مع إيران فلا مناص لها لحسم المعركة لصالحها سوى باستخدام سلاحها النووي لمنع انهيار دولتها.. وبالطبع يكتنف هذا القرار صعوبات استراتيجية عسكرية على المستوى الدولي خاصة في هذه الآونة، لذا فإن المتوقع قيام إسرائيل بعمليات ردع محدودة ـللمصالح والأهداف الإيرانية.