تقرير: محمد عبيد الله
هل هناك محاولات للدفع بتركيا إلى حرب أوكرانيا؟
كشف موقع “نورديك مونيتور” السويدي عن لقطة غابت عن الأنظار في مقطع فيديو نشره رئيس الأركان الأوكراني فاليري زالوجني لطائرات “بايراكتار” التركية.
أوضح الموقع أن المحطة الأرضية التي تتحكم بالطائرات المسيرة تضم مهندسين أتراكًا لتشغيل الطائرات، ويسمع صوتهم وهم يتكلمون باللغة التركية.
بينما يثبت الفيديو عدم اقتصار دور تركيا على تصدير الطائرات المسيرة إلى أوكرانيا، يتبين أن هناك توجيهًا للجيش الأوكراني وتحكما في الطائرات المسيرة من قبل الأتراك، مما أثار شبهات حول محاولات متعمدة لتوريط تركيا في الحرب أيضًا.
تبدي تركيا انزعاجها من حديث أوكرانيا باستمرار عن الطائرات المسيرة التركية المباعة لها، ومقاطع الفيديو التي تنشرها للطائرات التركية، غير أن وجود طواقم تركية بالمحطات الأرضية سيرفع من وتيرة الغضب الروسي تجاه تركيا، وسيعرضها لمزيد من الضغوط.
ويظهر في الفيديو الذي نشره زالوجني على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، محادثات الطواقم التركية فيما بينهم، والتعليمات التي وجهوها لبعضهم البعض لقصف أحد الأهداف، حيث تضمن التسجيل المصور حديث أحد العناصر التركية عن كون الإحداثيات الأخيرة أفضل، وإصداره تعليمات للعناصر الأخرى باستخدامها، ليتم بعدها قصف مركز قيادة قوات مدفعية للجيش الروسي، بحسب المزاعم.
يذكر أن زالوجني يتمتع بعلاقات وطيدة مع خلوق بايراكتار، أحد مالكي شركة “بايكار” المنتجة للطائرات المسيرة، كما أن صهر أردوغان سلجوق بايراكتار الذي يشاركه في ملكية الشركة كان أدلى بتصريحات داعمة لأوكرانيا فور التوغل الروسي في الأراضي الأوكرانية.
🔵 TÜRKİYE'Yİ SAVAŞA SOKACAKLAR!
Nordic Monitor, Ukrayna Genelkurmay Başkanı Valeriy Zalujnıy'nin dün akşam paylaştığı Bayraktar videosunda fark edilmeyen bir ayrıntıyı ortaya çıkardı.
Videoda, SİHA'nın yönetildiği yer istasyonunda Türk operatörlerin görev yaptığı anlaşılıyor. pic.twitter.com/xpH3rxSHHt
— Nordic Monitor Türkçe (@NordicMonitorTR) March 14, 2022
تركيا وألمانيا تعملان على حل دبلوماسي في أوكرانيا
أفادت الأنباء أن تركيا وألمانيا اتفقتا على تكثيف الجهود للتوصل إلى حل دبلوماسي لوقف الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ 24 فبراير المنصرم.
بعد تولي منصبه في ديسمبر الفائت، وصل المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز إلى تركيا يوم الاثنين، وأجرى مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أسبوع من المحادثات رفيعة المستوى بين أوكرانيا وروسيا في مدينة أنطاليا.
قال شولتز في مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثاته مع أردوغان: “الرئيس أردوغان وأنا متفقون تماما على وجوب إدانة الصراع العسكري العنيف في أوكرانيا، وأننا نريد أن نرى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن”.
وطالب شولتز الرئيس الروسي بوتين بوقف الحرب في أوكرانيا على الفور، مشيرًا إلى أن حماية اللاجئين هي “مسؤولية إنسانية”، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.
وتقدم المستشار الألماني بالشكر إلى تركيا لإغلاقها المضيق أمام السفن الحربية تماشيا مع اتفاقية مونترو، معتبرًا الخطوة التركية مساهمة مهمة في إقامة السلام.
كانت تركيا تعهدت الشهر الماضي بتنفيذ أجزاء من اتفاقية مونترو الموقعة في عام 1936، والتي من شأنها أن تحد من عبور السفن الحربية الروسية من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأسود.
في حين أكد أردوغان أن بلاده اتفقت مع ألماينا على اتخاذ إجراءات لحماية الأمن الأوروبي، وزيادة حجم التجارة الثنائية بينهما إلى 50 مليار دولار، بينما لفت شولتز إلى أنه سيتم تفعيل صيغ الحوار رفيع المستوى بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
يذكر أن تركيا دولة مرشحة رسميًا لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 1999، ووقعت على اتفاق اتحاد جمركي مع الاتحاد في يناير 1996، لتبدأ بعد 6 سنوات، وتحديدًا في أكتوبر 2005، مفاوضات الانضمام رسميًا، لكنها توقفت في السنوات القليلة الماضية بسبب فشل تركيا في تحقيق المعايير الأوروبية المطلوبة، وعلاقاتها المتوترة مع اليونان وقبرص اليونانية.
تحدث شولتز أيضًا عن الخلافات بين السياسة الألمانية والتركية التي أدت في بعض الأحيان إلى توتر العلاقات الثنائية، وذلك فيما يخصّ سيادة القانون وحقوق الإنسان، مذكرًا باعتقال عدد من المواطنين الألمان وفرض إقامة جبرية على بعضهم في تركيا.
أردوغان يغير موقفه من الجيش الصحي بعد الإضراب
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين أن حكومته تعمل على تشريع لحل مشاكل العاملين في مجال الرعاية الصحية، بعدما هاجمهم في وقت سابق لرغبتهم في العمل خارج البلاد قائلا: “فليرحلوا إن شاؤوا، نعين عوضًا عنهم الأطباء الذين تخرجوا حديثًا”.
جاء التغير في موقف أردوغان بعد ساعات من بدء إضراب عام على مستوى البلاد لمدة يومين شارك فيه عناصر الجيش الصحي في معظم المدن، مطالبين بزيادة أجورهم وتحسين ظروف عملهم، في خطوة هي الثانية من نوعها خلال هذا العام.
وأفاد المشاركون في الإضراب المنظم بقيادة الجمعية الطبية التركية(TTB) ، أن خطوتهم لن تؤثر على الطوارئ والعناية المركزة والمصابين بجائحة كورونا وعلاج مرضى السرطان.
أكد بيان صادر عن الجمعية الطبية التركية يوم الاثنين أن نظام الرعاية الصحية الحالي في تركيا غير مستدام، حيث يواجه عمال القطاع تهديدًا بالعنف وسوء المعاملة، إلى جانب أجورهم المتدنية.
وطالبت الجمعية الطبية التركية بزيادة 150% كحد أدنى في رواتب العاملين في هذا القطاع، بشكل يتناسب مع معدلات التضخم في البلاد، التي وصلت في فبراير إلى أعلى مستوى لها منذ عقدين من الزمن بنسبة 54.4%.
أدان أردوغان في وقت سابق من هذا الشهر الأطباء الأتراك بسبب توجه عدد كبير منهم إلى بلدان أخرى بحثًا عن ظروف عمل وأجور أفضل، حيث قال: “دعوهم يغادرون إن شاؤوا”، رافضًا مطالب الأطباء بزيادة الأجور، مما دفع العاملين في القطاع إلى إطلاق حملة بعنوان: “نحن نبقى في وطننا، بل حكومة حزب العدالة والتنمية سوف ترحل”.
لكن موقف أردوغان تغير يوم الاثنين في خطاب ألقاه بمناسبة يوم الطب في البلاد للاحتفال بالرعاية الصحية، معلنًا أن التشريعات جارية من أجل تحسين الظروف المادية والاقتصادية للجيش الصحي في بلاده، وأضاف: “أعتقد أن الأطباء الذين يسافرون إلى الخارج سيعودون قريبًا إلى ديارهم التي تعد لهم بمستقبل مشرق.. هذا البلد يحتاج إلى الأطباء ويقع عليه دين الولاء لهم”، على حد تعبيره.
وتعهد أردوغان بأن التشريع الجديد سيشمل قضايا العنف المتزايد ضد العاملين الصحيين، والحقوق المالية للعاملين الحاليين والمتقاعدين، وتحسينات كبيرة في الرواتب والمدفوعات الإضافية.
المئات من الأطباء تركوا وظائفهم في تركيا للبحث عن فرص في الخارج، ففي العام الماضي، سعى أكثر من 1000 طبيب للحصول على شهادة تزكية ووثيقة “سمعة طيبة” من الجمعية الطبية التركية ليتمكنوا من ممارسة الطب خارج البلاد.
تركيا: انخفاض إنتاج السيارات إلى أدنى مستوى
كشفت المعطيات أن تركيا اضطرت إلى تقليل عدد السيارات المصنوعة على أراضيها منذ عام 2014، عقب المشاكل الاقتصادية المحلية وانخفاض الطلب على الصادرات.
وفقا للبيانات التي نشرتها جمعية مصنعي السيارات في تركيا يوم الاثنين، صنع القطاع 10 آلاف و322 سيارة في أول شهرين من عام 2022، بنسبة انخفاض بلغ قدرها 20.1% مقارنة بالعام الماضي؛ في حين بلغ إجمالي الصادرات 85 ألفًا و682 مركبة، وهو أقل رقم منذ 2014 أيضًا، بنسبة انخفاض وصلت إلى 13% في الفترة نفسها من عام 2021.
كما أظهرت البيانات ذاتها انخفاض إنتاج جميع السيارات بنسبة 11.7% سنويًا، لتتراجع إلى 196 ألفًا و164 وحدة في الشهرين الأولين من العام الجاري، وانخفاض الواردات بنسبة 16.5% لتتراجع إلى 50 ألف و719 وحدة.
مع أن تركيا تتطلع إلى صناعة السيارات على أراضيها للمساعدة في دفع النمو الاقتصادي، وتضييق عجزها التجاري مع بقية العالم، لكن السياسات الاقتصادية والنقدية أدت إلى تسارع التضخم وانخفاض الطلب على السيارات وغيرها من المواد الاستهلاكية الكبيرة.
وكان معدل التضخم بلغ 54.4% في فبراير المنصرم، وهو أعلى مستوى منذ وصول حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان إلى الحكم في تركيا عام 2002.
توسياد: حرب أوكرانيا كلفت تركيا من الآن 40 مليار دولار
أكد رئيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك “توسياد” سيمون كسلوفسكي أن الحرب في أوكرانيا كلفت الاقتصاد التركي بالفعل ما بين 35 مليار دولار و40 مليار دولار.
أفادت صحيفة “دنيا” التركية المختصة في الشؤون الاقتصادية يوم الاثنين، أن كل زيادة قدرها 10 دولارات للبرميل الواحد في أسعار النفط تكلف تركيا حوالي 5 مليارات دولار.
وقال كسلوفسكي، رئيس مجموعة أعمال تمثل أكبر الشركات التركية، إنه من المتوقع أن يتسع عجز الحساب الجاري لتركيا، وأن تتباطأ الاستثمارات الاقتصادية، مشيرا إلى أن العجز التجاري بلغ 18 مليار دولار في شهري يناير وفبراير الفائتين قبل اندلاع الحرب.
ثم أوضح قائلا: “إذا أخذنا في الاعتبار تكلفة الحرب من حيث الطاقة والسلع، وتباطؤ الصادرات وانخفاض دخل السياحة، فسنضطر إلى التعامل مع عجز في الحساب الجاري أعلى بكثير في عام 2022 مما كان عليه في عام 2021”.
كما توقع كاسلوفسكي أن أن لا تقل نسبة التضخم عن 60%، بعدما بلغت 54.4% سنويا في فبراير المنصرم.
كاسلوفسكي أضاف قائلا: “نحن نلاحظ حاليًا تباطؤًا في الاستثمارات.. لذا أخاف أننا لن نتمكن من تحقيق الأداء الذي نرغب فيه في النمو هذا العام”، على حد تعبيره.
قطاع السياحة في تركيا مهدد بالانقراض
دعت شركات السياحة التركية حكومة حزب العدالة والتنمية إلى تقديم دعم مالي يساعد على التعامل مع التداعيات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية.
قال سيردار كارجيلي أوغلو، رئيس جمعية مديري الفنادق في منتجع بودروم، في تصريحات لصحيفة “جمهوريت” التركية، يوم الثلاثاء: “في العام الماضي، جلب قطاع السياحة 24 مليار دولار للاقتصاد التركي، وسيحتاج هذا العام إلى ما لا يقل عن 10 مليارات دولار لتغطية الديون والنفقات الأخرى”.
وأكد كارجي أوغلو أنه لا يمكن للسياحة الداخلية أن تنقذ القطاع هذا العام، مشيرًا إلى أن الكثير من الفنادق سيتم بيعها بالمزاد العلني؛ لأن أصحابها لن يكونوا قادرين على سداد ديونهم.
كارجي أوغلو أضاف قائلا: “ديون قطاع الإسكان في شكل قروض قائمة تتجاوز 8 مليارات ليرة (540 مليون دولار)، ومن الواضح أن الشركات لن تكون قادرة على سداد هذا المبلغ بسبب الحرب في أوكرانيا”.
من جانبه، شدد الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق “نيرفانا” في مجموعة “كيليت” على حاجة القطاع إلى دعم عاجل للقرض حتى يتمكن من سداد ديونه المستحقة والبقاء خلال الفترة الحالية.
بينما ذكر الكاتب في مجال السياحة فهمي كوفتي أوغلو أن البنوك التركية باعت بالفعل 271 فندقًا للوفاء بالديون غير المسددة لأصحابها السابقين خلال جائة كورونا.
أرول أكبولوت، الذي أسس أحد المواقع الإلكترونية الرائدة في مجال السياحة والفندقة في تركيا، حذر من أن القطاع قد يكون مهددًا بالانقراض ما لم تقدم الحكومة الدعم المالي والحوافز اللازمة.
يذكر أن تركيا كانت تتوقع قبل اندلاع الحرب أن تساوي أو تتجاوز عائدات السياحة هذا العام الرقم القياسي البالغ 35 مليار دولار الذي حققه في عام 2019، علمًا أن حوالي 4.5 ملايين روسي ومليوني أوكراني زاروا تركيا في عام 2021، وفقًا لبيانات وزارة السياحة التركية.