واشنطن (زمان التركية)ــ قال تقرير لمجلة “فوربس الأمريكية” إن تطوير الطائرات بدون طيار التركية من طراز تي بي بايراكتار (Bayraktar TB2)، وبرامج الفضاء الأخرى قد يتأثر بشدة، إذا نجحت روسيا في استبدال الحكومة الأوكرانية الحالية بأخرى موالية لها.
جاء في التقرير الذي أعده المحلل بول إيدون، أن أوكرانيا اشترت ما لا يقل عن 20 طائرة بدون طيار من طراز “تي بي بايراكتار” المسلحة من تركيا في السنوات الأخيرة، وكانت تستخدمها بفعالية ضد القوات الروسية في الهجوم الذي بدأ في 24 فبراير.
كما وقعت أنقرة وكييف اتفاقية العام الماضي لتصنيع طائرات بدون طيار في أوكرانيا، في إطار جهود الطرفين الرامية إلى زيادة التعاون العسكري الثنائي؛ وتقدم شركة أوكرانية محركات لمشاريع تركية مختلفة من بينها محركات الطائرات بدون طيار، خاصة بعد الحظر الكندي على تركيا بسبب عملياتها العسكرية في شمال سوريا.
التقرير احتوى على رأي، نائب مدير وحدة الأمن البشري في معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة نيكولاس هيراس، الذي رأى أن حكومة فولوديمير زيلينسكي أسست هذا التعاون العسكري مع تركيا وتتجه إلى تطويره، لكن من المرجح أن ينتهي هذا التعاون في حالة وصول جهة مدعومة من روسيا إلى السلطة في أوكرانيا،
قال هيراس في تصريحات لإيدون من مجلة فوربس إن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا ستجعل من الصعب على تركيا التعامل مع أوكرانيا إذا نجحت روسيا في تغيير النظام الأوكراني الحالي.
بينما نقل إيدون عن مدير معهد أبحاث السياسة الخارجية آرون شتاين قوله: “أية قيادة جديدة موالية لروسيا في أوكرانيا لن تكون ودية مع تركيا العضو في الناتو وسيكون هناك حماسة أقل لشراء معدات عسكرية من تركيا”.
من جانبه، أكد مدير الأبحاث في معهد دراسات السياسة الخارجية أرون شتاين أن تركيا ستضطر إلى البحث عن مستوردين جدد لطائراتها المسيرة لملء فراغ أوكرانيا في حال تسلم جهات مؤيدو لروسيا.
أشار شتاين أيضًا إلى احتمال سعي تركيا لاستخدام محركات أوكرانية لمشروع مقاتلة الشبح، قيد التطوير في شركة صناعات الفضاء التركية (TAI)، ومشروع آخر لشركة بايكار الدفاعية، المصنعة للطائرات بدون طيار من طراز تي بي 2 بايراكتار والمملوكة لصهر أردوغان.
وافترض شتاين أن هذين الاحتمالين، أي حاجة تركيا إلى مستوردين جدد، ومحركات بديلة من الأوكرانية، سوف يمارسان الضغوط عليها، مشيرا إلى احتمالية اتجاهها إلى شركات أمريكية لملء هذا الفراغ.
من جهته، نوه أستاذ دراسات الحرب جيمس روجرز من جامعة SDU الدنماركية بأن نصرا روسيا محتملا من شأنه أن يؤدي إلى تباطؤ في إنتاج الطائرات بدون طيار ومشروعات التطوير، مرجحا أن يتسبب هذا إلى تدهور صادرات تركيا من الطائرات بدون طيار المخطط لها وإبطاء تعزيز ترسانتها.
أما صموئيل بنديت، محلل الأبحاث في مركز التحليلات البحرية، فقال إنه حتى بدون استبدال حكومة زيلينسكي، يمكن لروسيا أن تحاول منع أوكرانيا من الحصول على طائرات بدون طيار قتالية بعيدة المدى “كثمن من أجل السلام”.
يعتقد محللون أن الطائرات التركية بدون طيار مهمة في دفاع أوكرانيا ضد روسيا، لكنها لن تلعب دورًا حاسمًا في الصراع كما لعبت في منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020.