أنقرة (زمان التركية) – منذ عام 2017 أصبحت تركيا قاعدة اقتصادية مهمة لحركة حماس، ويفسر البيان الصادر عن حركة حماس في قطاع غزة مؤخرا، القلق الذي ينتاب الحركة بسبب زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا.
جاء في البيان :”نراقب بقلق بالغ زيارات كبار مسؤولي الكيان الصهيوني إلى دول المنطقة” وأضاف: “هذه الدول هي العمق الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، لا تعطوا فرصة للكيان الصهيوني لاختراق المنطقة واللعب بمصالح شعوبنا”.
على الرغم من الإدانة التي جاءت في بيان حماس إلا أننا سنجد هذه الصياغة معتدلة للغاية مقارنة ببيانات الإدانة السابقة الصادرة عن حماس، على سبيل المثال بالمقارنة بالبيان الذي أصدرته بعد اتفاقية التطبيع الإسرائيلية مع الإمارات، كما تشير لغة البيان بوضوح إلى قلق قيادة حماس على مصيرها الاقتصادي الذي يتمركز في تركيا عبر الشركات العقارية والاستثمارية التي تمول الحركة، بما في ذلك ذراعها العسكري، فبحسب مصادر دفاعية إسرائيلية فإن نشاط حماس في تركيا ليس اقتصادياً فحسب، فمن هناك يتم توجيه العمليات العسكرية وتجنيد العناصر والتحضير للعمليات.
ولقد انتهى المطاف بحماس في تركيا بعد طردها من المملكة العربية السعودية في عام 2017 كما تم تقليص نشاطها في دول أخرى في المنطقة تحت ضغط الولايات المتحدة، لا سيما بعد تصنيفها منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما نمت قاعدة حماس الاقتصادية في تركيا بسبب العلاقات الفاترة والاحتكاكات بين أنقرة واسرائيل، ويبدو الآن أن العلاقات ستتحسن مرة أخرى، ويمكن القول بشكل شبه مؤكد أن قضية حماس ستكون على طاولة المحادثات بين هرتسوغ والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبالطبع فهناك جانب آخر من جوانب زيارة هرتسوغ لتركيا وهو موضوع الطاقة، فبينما هناك حاجة ماسة لخط أنابيب EastMed المخطط له لعبور البحر الأبيض المتوسط من إسرائيل إلى أوروبا عبر اليونان وتركيا وإيطاليا، ولكن الموضوع عالق لأسباب مختلفة من بينها ارتفاع تكاليف بناء وتنفيذ هذا الخط، والبديل في الوقت الحاضر هو خط أنابيب موجود في تركيا، إذا نظرنا من الناحية النظرية فيمكن نقل الغاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر خط الأنابيب التركي وهو ما سيساعد في تقليل نفوذ روسيا على شمال أوروبا.
الرؤية بعيدة المدى لإسرائيل هي التوسط في النزاع على غاز شرق البحر الأبيض المتوسط بين اليونان وقبرص وتركيا، حيث أنه لا تعترف اليونان وقبرص بالحقوق الاقتصادية لقبرص التركية، وهناك منطقة للتنقيب عن الغاز محل نزاع شمال شبه الجزيرة، ومن جانبها تدعي تركيا أن الجزر اليونانية المتناثرة تمنح هذا البلد أكثر مما يستحقه بالفعل.
هناك من قد يقول إن هذه رؤية طوباوية بشكل كبير، وبالتأكيد في ضوء موقف مصر الشريك الغازي الأقرب لإسرائيل، لا سيما وقد بدأ الغاز الإسرائيلي في الوصول إلى مصر عبر خط الأنابيب الأردني الذي يمر عبر تلك الدولة من الشمال إلى الجنوب ويمر إلى مصر من العقبة إلى سيناء، وستسمح الزيادة في كميات الغاز الإسرائيلي المصدرة إلى مصر، بإرسال الغاز إلى أوروبا من مصانع تسييل الغاز المصرية، فهل سيقبل أردوغان طلبات إسرائيل المتعلقة بتجميد أنشطة حماس في تركيا؟