تقرير: محمد عبيد الله
أوكرانيا: المحادثات مع روسيا في تركيا لم تأتِ بجديد
قالت أوكرانيا إن المحادثات رفيعة المستوى مع روسيا في تركيا يوم الخميس لم تحرز أي تقدم تجاه إنهاء الأعمال العدائية الروسية.
وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليباون الاجتماع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في منتجع أنطاليا جنوب تركيا بـ”الصعب”، متهمًا نظيره الروسي بطرح “الروايات التقليدية الروسية” على طاولة المفاوضات.
وقال كوليباون في مؤتمر صحفي متلفز: “لقد تحدثنا أيضا بشأن وقف إطلاق النار لكن لم يتم إحراز تقدم في ذلك.”
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو قال قبل المحادثات إن بلاده سوف تحضر “قمة أنطاليا” على أساس “وقف روسيا لأعمالها العدائية وإنهاء حربها”.
في حين أكد لافروف أن روسيا تريد مواصلة المفاوضات، وأضاف: “إن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما يحين الوقت. فهو لا يرفض لقاء زيلينسكي، ولكن لكي يحدث هذا نحتاج إلى القيام ببعض الأعمال التمهيدية”، على حد تعبيره.
وقال البيت الأبيض في بيان إن أردوغان من المقرر أن يتحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق من اليوم بشأن آخر تطورات المحادثات بين أوكرانيا وروسيا.
أسفرت المفاوضات على المستوى الأدنى بين كييف وموسكو عن وقف إطلاق نار محلي وإنشاء ممرات إنسانية لإجلاء السكان، لكن أوكرانيا اتهمت روسيا بخرق بعض تلك الاتفاقات، بينما دعت روسيا إلى تلبية جميع مطالبها لوقف ما سمته “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا، بما في ذلك اتخاذ كييف موقفًا محايدًا، والتخلي عن تطلعات الانضمام إلى الناتو أو الاتحاد الأوروبي.
يقول محللون إن عقد القمة الثلاثية في مدينة أنطاليا تسجل كنجاح دبلوماسي لصالح تركيا، باعتبارها عضوًا في الناتو، وساعية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من جانب، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين من جانب آخر.
في حين علق حساب نبض تركيا قائلا: “أردوغان يحاول حصد لقب “الرجل الذي منع حربا عالمية ثالثة”. لذا “توسل” – على حد تعبير الكاتب مليك يِكيتل الموالي للحكومة – إلى بوتين لعقد قمة روسية أوكرانية تركية في أنطاليا.. نتمنى أن ينجح أردوغان في هذه المهمة؛ لكن المشكلة الأساسية هي وجود دكتاتوريين يمكنهم إحراق كل العالم في أي لحظة من أجل السلطة”، على حد تعبيره.
أردوغان: زيارة هرتسوغ نقطة تحول في علاقاتنا مع إسرائيل
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتركيا بأنها “تمثل نقطة تحول جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده أردوغان أمس الأربعاء مع نظيره الإسرائيلي هرتسوغ الذي وصل أنقرة في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس إسرائيلي منذ عام 2007، حيث ألقى شمعون بيريز خطابًا أمام البرلمان التركي.
بعد أن تبنى خطابًا عدائيًا لإسرائيل حتى وقت قريب، قال أردوغان أمس في تصريحاته للصحفيين: “هدفنا المشترك مع إسرائيل هو إحياء الحوار السياسي بين بلدينا على أساس المصالح المشتركة واحترام الحساسيات المتبادلة.”
وتابع أردوغان أن تحسين العلاقات بين البلدين مهم للاستقرار والسلام والأمن الإقليمي، وأنه سيؤدي إلى لعب دور إيجابي في التعامل مع القضايا الإقليمية المتنازع عليها، مضيفًا بقوله: “يمكن أن نساهم في إعادة إرساء ثقافة السلام والتعايش في منطقتنا”، على حد تعبيره.
أردوغان لفت أيضًا إلى ضرورة استغلال وتفعيل الإمكانات في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا وإسرائيل، مرحبًا بزيادة التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
وكشف أردوغان ارتفاع حجم التجارة بين بلاده وإسرائيل بنسبة 36% ليبلغ 8.5 مليارات دولار، مشيرًا إلى إمكانية رفع هذا الرقم إلى 10 مليارات دولار في عام 2022.
واستمر أردوغان في تصريحاته قائلا: “لقد أبلغت السيد الرئيس هرتسوغ أن تركيا مستعدة للتعاون في مشاريع أمن الطاقة والطاقة، وأكدت له أن التطورات الأخيرة في منطقتنا أظهرت مرة أخرى أهمية أمن الطاقة.”
وفي الوقت ذاته جدد أردوغان التزام بلاده بحل الدولتين في فلسطين، مؤكدًا أهمية حماية مكانة القدس التاريخية والهوية الدينية والطبيعة المقدسة للمسجد الأقصى، مع التنديد بجرائم الكراهية المعادية للسامية.
ذكر أردوغان كذلك أن الأتراك واليهود ضرب أجمل وأروع الأمثلة على التعايش المشترك السلمي عبر القرون، وأردف: “لن نسمح لأي شخص أو حدث أن يلقي بظلاله على تاريخنا الاستثنائي”، على حد قوله.
من جانبه، كرر هرتسوغ أن بلاده تهدف إلى تحسين العلاقات الودية بين البلدين وتفعيل “روح الاحترام المتبادل”، وواصل قائلا: “يمكن لإسرائيل وتركيا، بل يجب عليهما، التعاون في مختلف المجالات بطريقة سيكون لها تأثير مدهش على هذه المنطقة”، على حد قوله.
وصول 15 صحفيًا روسيًا إلى تركيا هروبًا من القيود الإعلامية
أفادت الأنباء أن 15 صحفياً روسيًّا غادروا بلادهم إلى تركيا في أعقاب القيود المشددة المفروضة على وسائل الإعلام فيما يتعلق بغزو أوكرانيا.
قال أرول أوندر أوغلو، ممثل تركيا لـ”مراسلون بلا حدود” لموقع “بيانت” التركي يوم الثلاثاء: “لم يكن أمام الصحفيين خيار سوى مغادرة بلادهم، بعد أن أغلقت روسيا وسائل الإعلام الغربية، وأمرت وسائل الإعلام الوطنية بما يجب أن تنقله عن حرب أوكرانيا”.
يذكر أن البرلمان الروسي أقر يوم الجمعة قانونًا يفرض عقوبة بالسجن تصل إلى 15 عامًا لمن يتعمد نشر أخبار “كاذبة” عن الجيش الروسي، مما أدى إلى تصعيد الحرب الإعلامية بشأن الصراع في أوكرانيا.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز انتقدت الأسبوع الماضي الرقابة الروسية التي تطالب الصحفيين بوصف هجمات روسيا على أوكرانيا بـ”عملية عسكرية خاصة”، بدلا من “حرب” أو “غزو”، معتبرة أنها ترقى إلى مستوى التضليل.
ومنذ ذلك الحين، أوقفت العديد من المؤسسات الإعلامية الغربية، بما في ذلك مجموعة بي بي سي سي إن إن إنترناشيونال وبلومبرج الإعلامية أنشطتها في روسيا، إلى جانب إيقاف العديد من وسائل الإعلام الروسية المستقلة أنشطها.
وأفاد أوندر أوغلو أن العديد من الصحفيين الروس جاءوا إلى تركيا للوصول إلى مكان آمن، وأضاف: “إنهم يهدفون إلى الذهاب إلى بلدان لديهم أفراد عائلاتهم أو بلدان يمكنهم فيها ممارسة الصحافة بلغتهم الخاصة”.
وذكرت مصادر مطلعة أن حوالي 150 صحفيًا روسيا غادروا بلادهم حتى الآن، وكان معظمهم يعملون في وسائل إعلام مستقلة.
تركيا تحظر تصدير زيت عباد الشمس لتلبية الطلب المحلي
بعد نفي كامل لادعاءات وجود نقص، أقدمت حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان على حظر تصدير الزيوت والمارجرين، بما في ذلك زيت عباد الشمس.
صحيفة “دنيا” التركية المختصة في الشؤون الاقتصادية قالت إن وزارة الزراعة اتخذت القرار أمس الأربعاء، وأوضحت أن الوزارة تهدف إلى حل مشاكل الطلب المحلي ومشاكل تحركات الأسعار من خلال منع تصدير تلك المنتجات.
ولفتت الصحيفة إلى أن حظر التصدير سيطبق أيضًا على زيت فول الصويا، وبذور عباد الشمس، وزيوت بذر القطن، وبذور اللفت، وزيت الخردل، وزيت الذرة والسمن النباتي.
يذكر أن المستهلك المحلي في تركيا بدأ يشعر بالخوف من عدم توافر وارتفاع سعر زيت الطهي والمنتجات الأساسية الأخرى في أعقاب تسارع التضخم إلى أعلى مستوى له منذ عقدين من الزمن بنسبة وصلت إلى 54.4% في فبراير.
وسائل التواصل الاجتماعي شهدت الأسبوع الماضي تداول مقاطع فيديو تظهر مواطنين يتقاتلون على أقفاص زيت عباد الشمس، مما حدا بالمعارضة إلى اتهام الحكومة بالفشل في تأمين الإمدادات الأساسية، والفشل في السياسة الاقتصادية عمومًا.
عقب تعالي أصوات منتقدة من فئات المجتمع المختلفة، خرج وزير الزراعة واحد كيريشجي نافيًا الشائعات حول استنفاد مخزون المواد الغذائية الأساسية ومؤكدًا أن تركيا لديها إمدادات كافية من زيت عباد الشمس، وذلك في بيان نشره نهاية الأسبوع الماضي.
وكان الرئيس أردوغان انضم يوم الثلاثاء إلى المسؤولين الحكوميين الآخرين في اتهامهم لأحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، بشّن حملة لإثارة الذعر من نقص مخزون المواد الغذائية.
وأعلنت السلطات في تركيا بدء إجراءات ملاحقة قانونية بحق 45 شخصًا نشروا تغريدات على تويتر حول أزمة ارتفاع سعر زيت الطهي في البلاد، حيث قالت المديرية العامة للأمن في بيان: “بدأت إجراءات ضد 45 حسابا على موقع تويتر نشروا تغريدات استفزازية ومعلومات تضليلية بشأن أسعار الزيت”، على حد تعبيرها.
بايدن وأردوغان يبحثان هاتفيا نتائج قمة روسيا وأكرانيا في تركيا
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتحدثان عبر الهاتف لمناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وصرح بيان صادر عن الرئاسة التركية أن المكالمة الهاتفية بين بايدن وأردوغان ستجري في الساعة 6:30 مساءً بالتوقيت المحلي في تركيا، دون التطرق إلى تفاصيل أخرى حول القضايا التي سيناقشها الزعيمان.
تأتي المكالمة بين الرئيسين التركي والأمريكي في أعقاب محادثات فاشلة جرت اليوم بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني في مدينة أنطاليا السياحية بجنوب تركيا، بحضور وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
يذكر أن أردوغان، الذي لم ينضم إلى أعضاء آخرين في الناتو والدول الأوروبية لفرض عقوبات على روسيا بسبب الغزو، أجرى سلسلة من المكالمات الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين أوكرانيين خلال الأسبوعين الماضيين في مسعى للوساطة بينهما بهدف الحيلولة دون توسع مجال الحرب.