تقرير: محمد عبيد الله
إسرائيل وتركيا تسعيان لإصلاح العلاقات المتصدعة
في أعقاب زيارته كلاً من اليونان وقبرص “اليونانية”، توجه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا اليوم الأربعاء للقاء نظيره رجب طيب أردوغان في أول زيارة يقوم بها رئيس إسرائيلي منذ عام 2007.
البلدان يعتزمان اتخاذ خطوات مبدئية لإصلاح العلاقات المتدهورة بسبب مواقف متبانية تتمثل في إدانة أردوغان لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين وحركة حماس، وإن كانت المعارضة التركية تتهمها باستغلال القضية الفلسطينية لأغراض سياسية، إلى جانب الخلافات حول الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط.
ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الحكومية أن الرئيس الإسرائيلي سلتقي مع أردوغان في العاصمة التركية أنقرة، و أن المحادثات الثنائية سيعقبها مؤتمر صحفي مشترك وعشاء.
ومع أنه من المقرر أن تركز المحادثات على الخلافات الثنائية وانعدام الثقة المتبادل بين البلدين، إلا أنه من المرجح أن تكون الحرب في أوكرانيا على جدول أعمال الاجتماع أيضًا، حيث يسعى الطرفان معًا إلى لعب دور الوسيط في الصراع.
ومن المرتقب أن يلتقي هرتسوغ أيضا بالجالية اليهودية في إسطنبول قبل أن يعود إلى إسرائيل يوم الخميس.
كما رجحت مصادر مطلعة أن يتحدث هرتسوغ وأردوغان عن قضية تصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا، وهو اقتراح كان أردوغان قدمه في يناير الفائت كجزء من خارطة طريق لإعادة بناء العلاقات.
تركيا كانت جمدت علاقاتها مع إسرائيل بعد مقتل 10 مدنيين أتراك خلال غارة عسكرية إسرائيلية عام 2010 على سفينة “مافي مرمرة” للمساعدات والتي كانت تسعى لخرق الحظر المفروض على قطاع غزة.
بعد اتفاق المصالحة لعام 2016 الذي تراجعت فيها حكومة أردوغان عن مطالبها إلى حد كبير، قرر البلدان إعادة السفراء، لكن تركيا أقدمت على استدعاء دبلوماسييها ومطالبة مبعوث إسرائيل بالخروج من البلاد احتجاجًا على الاشتباكات الحدودية مع غزة في عام 2018.
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قالت في تقرير نشرته قبل بدء زيارة هرتسوغ إلى تركيا: “إن المشاعر المريرة التي تراكمت منذ حادثة مافي مرمرة، والاتهامات المتبادلة والتهديدات بين رؤساء الوزراء الإسرائيليين والقيادة التركية، خلقت صدعًا عميقًا سيتطلب قدراً كبيراً من العمل المشترك وحسن النية”.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا وإسرائيل أهدرتا الكثير من الوقت وفقدتا الكثير من الفرص التي كان من الممكن أن تخدمهما ويخدم مواطنيهما، مضيفة بقولها: “نأمل أن يأتي لقاء الرئيسين في تركيا بثمار دبلوماسية فورية، مثل تعيين سفيرين في أنقرة وتل أبيب، وزيارة متبادلة لأردوغان إلى إسرائيل، واتفاقيات تعاون رسمي بين الحكومتين”.
جدير بالذكر أن هرتسوغ زار اليونان وقبرص اليونانية قبل تركيا لطمأنة الحليفي المقربين بأن العلاقات الإسرائيلية معهما لن تتأثر سلبًا بأي تقارب مع تركيا، حيث تعمل إسرائيل مع البلدين على التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط بهدف تصديره إلى أوروبا بعيدًا عن تركيا.
الليرة التركية تواصل الهبوط لليوم السابع
تراجعت الليرة التركية لليوم السابع على التوالي يوم الأربعاء جراء المخاوف النابعة من احتمالية دفع الحرب في أوكرانيا المجاورة التضخم إلى أعلى مستوياته والتوقع بتوسع عجز الحساب الجاري.
وتراجعت الليرة اليوم إلى 14.65 للدولار، مما أدى إلى زيادة الخسائر إلى أكثر من 5% منذ الحرب المندلعة في أوكرانيا عقب الاعتراف الروسي باستقلالية مدينتين أوكرانيتين تحت سيطرة انفصاليين موالين لروسيا.
حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان تسعى لاحتواء خسائر الليرة التركية، التي بلغ إجماليها 44% في عام 2021، من خلال تدخلات في سوق الصرف الأجنبي، وربط الودائع المصرفية بالليرة بالدولار، بالتزامن مع وصول العملة المحلية إلى مستويات دنيا قياسية متتالية.
كان التضخم في تركيا قفز إلى 54.4% في فبراير المنصرم متأثرًا بضعف الليرة، وهو أعلى مستوى منذ أوائل عام 2002، كما تسارعت زيادات الأسعار في البلاد، بما فيها أسعار المواد الغذائية الأساسية.
وكشفت الأرقام أن الليرة التركية شهدت انخفاضًا بنحو عشرة بالمئة مقابل الدولار منذ بداية العام الجاري.
وكالة رويترز البريطانية نقلت عن خبراء اقتصاديين توقعهم بوصول العجز الإجمالي لتركيا إلى 7.25 مليار دولار، بعدما سجل الميزان التجاري التركي، وهو أكبر عنصر في الحساب الجاري، عجزًا قدره 10.3 مليار دولار في يناير ، أي أكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بـ 12 شهرًا الأخيرة، مما رفع فاتورة واردات الطاقة التي تعتمد تركيا فيها على الخارج بشكل شبه كامل.
وكان أردوغان زعم في خطاب متلفز أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان يوم الأربعاء أن بلاده أثبتت قدرتها على الصمود في وجه الصدمات، وستتغلب قريبًا على الصعوبات الاقتصادية الحالية.
وفي إطار رده على جهود وسائل الإعلام المحسوبة على حكومة أردوغان إلى ربط الزمة الاقتصادية بالحرب المندلعة في أوكرانيا، قال رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان إن سبب الأزمة هو الإدارة السيئة لا الحرب.
قبرص اليونانية: تركيا طرف محايد ماكر في أزمة أوكرانيا!
اتهم وزير الخارجية القبرصي اليوناني يوانيس كاسوليدس تركيا بـ”لعب دور الطرف المحايد الماكر” في الحرب الروسية الأوكرانية.
قال كاسوليدس في رسالة موجهة إلى منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “قبرص ستحث أعضاء الاتحاد الأوروبي على اتخاذ إجراءات ضد أنقرة لعدم إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية”.
في خطاب ألقاه أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان القبرصي اليوناني، زعم كاسوليدس أن جرأة تركيا ستزداد ما لم ترَ عواقب خطواتها، على حد تعبيره.
روسيا واجهت عقوبات واسعة من دول في جميع أنحاء العالم، بعد أن شنت حربًا على أوكرانيا الشهر الماضي، كما قررت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الروسية.
أما حكومة أردوغان فمع أنها أدانت الغزو الروسي لأوكرانيا بوضوح، لكنها تجنبت فرض أي عقوبات عليها أو إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، على الرغم من أن تركيا عضو في حلف الناتو وتسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي إطار تعليقه على ذلك، اعتبر وزير الخارجية القبرصي اليوناني يوانيس أن عدم تحرك تركيا لإغلاق مجالها الجوي على الطائرات الروسية غير مقبول بالنسبة لدولة تطمح إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأن الأمر نفسه ينطبق على حكومة قبرص الشمالية التركية أيضًا.
تركيا: اعتقال نحو 40 سيدة شاركن في مسيرة يوم المرأة
أفادت الأنباء أن الشرطة التركية اعتقلت ما لا يقل عن 38 سيدة كنّ يسعين للمشاركة في مسيرة يوم المرأة في إسطنبول، حيث أقامت شرطة مكافحة الشغب حواجز وأطلقت رذاذ الفلفل لصد المتظاهرات.
مجموعة من النساء سعين إلى اختراق حواجز الشرطة في مواقع متعددة من مدينة إسطنبول لحضور مسيرة الليالي النسوية، التي تحولت إلى تقليد منذ مارس 2003، لكنهنّ قوبلن بتدخل الشرطة، في أول يوم عالمي للمرأة في تركيا بعد انسحابها العام الماضي من معاهدة دولية لحماية النساء من العنف.
ومع أن النساء في إسطنبول ينظمن المسيرة تقليديا في كل 8 مارس من العام في ساحة “تقسيم” الشهيرة إلا أن مكتب محافظ إسطنبول أصدر بيانًا يوم الاثنين أعلن فيه حظر الحدث لهذا العام.
داود أوغلو لأردوغان: لماذا تنتهز كل فرصة لمهاجمة المتعلمين؟
انتقد رئيس حزب المستقبل في تركيا أحمد داود أوغلو تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي هاجم خلالها الأطباء المشتكين من انخفاض الرواتب.
في رسالة مصورة نشرها عبر تويتر، هاجم داود أوغلو تصريحات أردوغان قائلا: “لماذا تهاجم الكفاءة؟ لماذا تنتهز الفرصة لمهاجمة المتعلمين؟ لماذا تتخذ موقفًا مهينًا للآخرين؟”.
وأوضح داود أوغلو في كلمته أن تصريحات أردوغان آلمت آلاف الأطباء، قائلا: “أنت اتهمت 180 ألف و900 طبيب بالعمل لأجل المال، وطلبت منهم الرحيل إن لم يكونوا راضين عن وضعهم. الأطباء هم أناس محترمون يعالجون الآخرين بحكمتهم وعلمهم. أنت تتلاعب بصحة الشعب من خلال مهاجمتك للأطباء. أنت تحرض على العنف في مجال الصحة”.
أردوغان قال ردًا على شكاوى الأطباء من ضعف الرواتب واختيارهم العمل في الخارج للحصول على المقابل المناسب: “أقولها صراحة فأنا أحب الصراحة. من يريد منهم أن يرحل فليرحل. ونحن سنقوم بتوظيف الأطباء الذين تخرجوا حديثا وسنواصل المسيرة معهم. وإن استدعى الأمر سندعو على وجه السرعة الراغبين في العودة من الخارج. لا تقلقوا لن تخلوا البلاد من الأطباء”.
وفي مواجهة أزمة النقص في الكادر الطبي، أعلنت وزارة الصحة في تركيا مؤخًرا عن فتح الباب أمام ندب الأطباء الذين تتراوح أعمارهم بين 65-72 عاما لمواجهة نقص عدد الأطباء لديها، بعد اختيار مئات الأطباء العمل في الخارج، وتصفيات للموظفين بدعوى الصلة بالانقلاب الفاشل في عام 2016 طالت “الجيش الصحي” أيضًا.
كبير مستشاري أردوغان يهاجم الرئيس الأوكراني
هاجم يكيت بولوت، كبير مستشاري الرئيس رجب طيب أردوغان، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متوعدًا بكشف حقائق عنه، في مخالفة واضحة لموقف أردوغان التركي الداعم لنظيره الأوكراني.
وعبر تويتر، أشار بولوت إلى “ثورة البرتقال” الأوكرانية التي زعم أن الملياردير الأمريكي جورج سوروس دعمها، وأضاف قائلا: “غدا سنتحدث عن حقيقة زيلينسكي الذي يدعمه سوروس وزجت به إسرائيل ليدفع الشعب الأوكراني إلى الموت.. ما يحدث هو استغلال لدولة وشعبها. سننظر سويا إلى الحقيقة وليس التصورات المختلقة”.
يأتي ذلك بعد أن أعرب مستشار أردوغان عن دعمه لرجل الأعمال التركي أدهم سانجاك رئيس شركة BMC الدفاعية الذي الذي زار روسيا مؤخرًا ووصف الناتو بأنه حلف استعماري.
وأعرب يكيت عن دعمه لسانجاك الذي أفاد خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني روسي أنه لم يتصور أبدا أن أوكرانيا ستستخدم الطائرات المسيرة التركية (التي تصنعها شركة صهر أردوغان) لهذا الغرض، قائلا: “أدهم سانجاك أحسن القول جدا. على جميع من يحمل عقلية ابطاحية انتدابية الاستماع جيدا إلى تصريحاته”.
ومن اللافت أن تغريدة بولوت الأخيرة جاءت مغايرة لتصريحات أردوغان التي أكد خلالها عن رفضه لاحتلال أوكرانيا من قبل روسيا، كما تناقضت مع اتصالات وزير الدفاع خلوصي أكار والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين مع مسؤولين في الناتو والاتحاد الأوروبي في هذا الشأن.
تركيا تشهد أسوأ تراجع في مؤشر الديمقراطية الليبرالية
احتلت تركيا المرتبة 147 من بين 179 دولة في مؤشر الديمقراطية الليبرالية لمعهد أصناف الديمقراطية (V-Dem) الذي يتخذ من السويد مقراً له.
وفقًا لـ”تقرير الديمقراطية 2022″، الذي نشره المعهد السويدي، فإن تركيا جاءت في المرتبة الأولى من حيث نسبة التراجع في مؤشر الديمقراطية الليبرالية بواقع 20%.
واعتبر التقرير تركيا من بين الدول العشر الأكثر “استبدادية”، إلى جانب البرازيل والهند وبولندا وصربيا والمجر، وصنفها على أنها “دولة استبدادية انتخابية”، ووضعها بين الدول ذات المستويات السامة من الاستقطاب السياسي.
وجاء في التقرير: “بلغ الاستقطاب السياسي في تركيا إلى مستويات سامة بعد وصول الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002، نتيجة إرادة الحكومة التي اعتمدها. الاستقطاب السام كان بمثابة أداة استراتيجية ليتمكن أردوغان من إجراء تغييراته التي كسرت الديمقراطية في البلاد”.
وذكر التقرير أن حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان يقود عملية “تحويل تركيا إلى الاستبداد”، منتقدًا في الوقت ذاته الأحزاب السياسية وقادتها الذين يناهضون التعددية ولا يساومون في العملية الديمقراطية، ولا يحترمون الحقوق الأساسية للأقليات، كما يشجعون شيطنة المعارضين السياسيين ويقبلون العنف السياسي الذي تمارسه السلطة الحاكمة في البلاد.
نائب: سوء معاملة لطلاب محتجزين بتهمة معروفة
أكد نائب حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد والناشط الحقوقي عمر فاروق جرجرلي أوغلو أن 41 طالبًا كانوا محتجزين في مقر شرطة إسطنبول تعرضوا لسوء المعاملة.
جرجرلي أوغلو قال في تغريدة عبر تويتر: “لم يُسمح للطلاب المحتجزين بسبب صلات مزعومة بحركة الخدمة ليلة 3 مارس الجاري باستخدام المرحاض، وأُجبروا على قضاء حاجتهم في زجاجات بلاستيكية. كما لم يُسمح لهم بمقابلة محاميهم في الساعات الأربع والعشرين الأولى من اعتقالهم”.
ولفت جرجرلي أوغلو إلى أنه على الرغم من أن الطلاب لم يتعرضوا لأي أذى جسدي إلا أنهم تعرضوا للترهيب أثناء الاستجواب، في حين كتبت محامية الطلاب، جيديم كوتش، على تويتر، أن المدعي العام استجوب الطلاب دون محامٍ، كما يتطلبه القانون.
بعد محاولة الانقلاب المزعومة في 2016، انتشر في تركيا سوء المعاملة والتعذيب على نطاق واسع ومنهجي في مراكز الاحتجاز والاعتقال، وأدى عدم إدانة مسؤولين حكوميين للادعاءات بل التستر عليها، بدلاً من التحقيق فيها، إلى إفلات قوات الأمن من العقاب.
ووفقًا لبيان صادر عن وزير الداخلية سليمان صويلو، فإنه اعتبارًا من 15 نوفمبر 2021، تم احتجاز 319.587 شخصًا، واعتقال 99.962 في عمليات أجريت ضد مواطنين بدعوى الانتماء إلى حركة الخدمة منذ محاولة الانقلاب التي تصفها معظم الأحزاب المعارضة بـ”المدبرة” من قبل الرئيس أردوغان لإجراء التصفية اللازمة في الجيش وأجهزة الدولة.