أنقرة (زمان التركية)ــ قال سفير إسرائيل السابق في أنقرة إن تل أبيب ستكون حذرة في خطوة استعادة العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، واعتبر أنه ليس لديهم ما يخسروه، بل على العكس يمكن تحقيق مكاسب في الشرق الأوسط من وراء تودد أردوغان لإسرائيل.
في مقابلة مع إذاعة 104.5FM الإسرائيلية يوم الأحد، أكد السفير الإسرائيلي السابق لدى تركيا ألون ليل أن العزلة الإقليمية المتزايدة لتركيا، دفعت أردوغان إلى البحث عن سبل للخروج من هذه الأزمة.
وزعم ليل، الذي شغل أيضًا منصب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أن أردوغان ارتكب سلسلة من الأخطاء الإقليمية بل العالمية، وأن “هذه الاخطاء تركته في حالة عزلة إقليمية”، على حد تعبيره.
السفير السابق ذكر أن العزلة التركية أثرت سلبا على اقتصاد البلاد، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية في أواخر عام 2021 عندما تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد، مؤكدًا أن أردوغان بدأ يشعر بأنه مضطر للهروب من هذه العزلة.
بحسب ما نقلته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، لفت ليل في المقابلة الإذاعية إلى أن العداء المتبادل وانعدام الثقة تجاه أردوغان حملا إسرائيل على الحيطة والحذر فيما يخص قبول مبادرات مبكرة من تركيا، لكنه استدرك قائلا: “لكن هذا الموقف تغير مع انتخاب الرئيس إسحاق هرتسوغ في يوليو 2021”.
أردوغان يتودد إلى إسرائيل
وتابع: “منذ وصوله إلى منصبه، تحدث هرتسوغ مع أردوغان ثلاث مرات عبر الهاتف، وتواصل معه شخصيًا لتأمين إطلاق سراح زوجين إسرائيليين كانا يقضيان إجازتهما في إسطنبول بعد اعتقالهما بتهمة التجسس”.
ونوه السفير الإسرائيلي السابق بأن تنمية هذه العلاقة مع أردوغان ساعدت هرتسوغ في تشكيل وجهة نظر في إسرائيل بأن التقارب مع تركيا يستحق المتابعة، مشيرًا إلى أنه أقنع خلال الأشهر القليلة الماضية المؤسسات المعنية بضرورة الحفاظ على هذه العلاقة.
كما أشار السفير إلى أن اتفاقيات أبراهام في أغسطس 2020 التي شهدت تطبيع العلاقات بين إسرائيل وأربع دول عربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، جلبت اهتمام أردوغان بإسرائيل مجددًا، معقبًا بقوله: “هذا ربما أثر أيضًا على أردوغان في السعي إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
كما أفاد السفير أنه على الرغم من العلاقة الضعيفة على المستوى السياسي إلا أن العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا تقدمت حتى خلال جائحة كورونا، وأن السياح الإسرائيليين يواصل السفر إلى تركيا لقضاء الإجازة.
واعتبر السفير أن العلاقات الأفضل مع تركيا يمكن أن تساعد أيضًا في السياسة الإسرائيلية تجاه إيران، التي تكنّ عداء عميقًا تجاه إسرائيل، وتتمتع بعلاقات معقدة مع تركيا، بحسب رأيه.
انضمام تركيا إلى المحور الإسرائيلي
السفير ليل شدد كذلك على ضرورة ضمّ تركيا إلى المحور الإسرائيلي في مقابل ما سماه “المحور الإيراني القطري”، مضيفًا بقوله: “أعتقد أنه ليس لدينا ما نخسره. نحن وضعنا الآن أيدينا على الصنبور. أردوغان يتودد إلينا، وفتحنا الصنبور… ستختبر إسرائيل جدية الخطوات التركية. إذا وجدنا أن أردوغان لا يتوافق مع توقعاتنا أو يفي بوعوده، فسنغلق الصنبور”، على حد قوله.
يقول ليل إن هناك العديد من المجالات التي يمكن تحقيق مكاسب فيها. “بعد كل شيء، لا تزال تركيا دولة كبيرة من الناحية الاقتصادية.” وأوضح ليل “يمكننا تحقيق مكاسبنا الاقتصادية، كما يمكننا تحقيق مكاسب في سوريا”.
يذكر أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ يزور تركيا هذا الأسبوع، في زيارة هي الأولى بعد الهجوم على سفينة “مافي مرمرة” في عام 2010، والتوتر الذي سيبه هجوم أردوغان اللاذع على إسرائيل بسبب سياستها تجاه الفلسطينيين، والخلافات المستمرة بين البلدين حول قضايا تتعلق باليونان وقبرص اليونانية.