بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) – قد لا يوجد مخارج سياسية لطيفة – كالنهايات السعيدة لبعض أفلام السينما – للمواجهات العسكرية والحروب البشرية في بعض الأحيان ، وخاصة اذا كانت أسباب المواجهة العسكرية أو الحرب أصلية ومتعددة ومزمنة وليست وليست الأمس القريب .
وتتوقف النتيجة على الأسباب المؤدية الى الحرب وعلى الأطراف المتورطة في تلك المواجهات أو الحروب ، كما تتوقف على ظروف الحرب المحسوبة وغير المحسوبة . وبقدر بساطة الأسباب والأطراف تكون امكانية التوصل الى مخارج أو تسويات سياسية توقف الصراع – ولو مؤقتا – وتتيح فرصة أو فرصا لمزيد من المحادثات ومن محاولات تقريب وجهات النظر بين أطراف المواجهات العسكرية أو الحروب . وكلما تعقدت أسباب المواجهات والحروب وزادت الأطراف المتورطة فيها ، كلما تراجعت فرصة أو فرص التوصل الى تسويات سياسية سريعة وناجحة . وبالنظر الى تعدد الأسباب والخلفيات المحتملة والأطراف الضالعة في بعض الحروب الدائرة الآن في العالم ، فإن توقع رؤية حل أو حلول سلمية قريبة قد يبدو كثير التفاؤل بما يتجاوز الواقع الصعب . فالخلافات بعيدة الأغوار وتستند الى أسس ايديولوجية وأمنية وسياسية ، والى عقيدة عسكرية تؤمن بالخطر المتبادل بين الجانبين .
كما تستند المواجهة العسكرية الدائرة الى تصاعد حدة التوتر مؤخرا بين جانبى الحرب بالقدر الذى صار يستدعي – في عين البعض – حتمية النظر في الوقوف في وجه ما اعتبروه استفزازا متصلا وخطرا وجوديا لا يمكن تجاهله . وقد يبدو – من مشاهد المواجهة المتتالية بين معسكرى الحرب – ان الأمور لا تتجه الى تسوية قريبة قدر ما تتوجه الى كشف نقاط اختلاف جديدة وإظهار تحديات خطيرة – أمام اطراف الصراع وأمام دول العالم أجمع – الى سطح المواجهة ، بحيث قد يتعين على الجميع مراجعة حساباته وخططه بالنسبة الى موضوعات كثيرة ذات طبيعة استراتيجية .
كذلك ، وعلى أساس من خلفيات الصراع المتعددة ، فقد تبدو الأمور الآن – من وجهة نظر الجانبين – بحاجة الى معالجة جذرية تؤدى الى تسوية والى استقرار في العلاقات ، وأن اختلفت ربما رؤية جانبى المواجهة الدائرة لشكل وطييعة هذه التسوية المأمولة الصعبة المأمولة .