أنقرة (زمان التركية) – قال كاتب ومحلل سياسي تركي إن أنقرة لن تنضم إلى الغرب في فرض عقوبات على روسيا، على الرغم من معارضة قرارها بالاعتراف رسميًا بدولتين انفصاليتين في أوكرانيا.
في مقابلة مع موقع “أحوال تركية”، قال الباحث في الشؤون التركية أيكان أردمير إن رد فعل تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، على اعتراف روسيا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين المنفصلتين عن شرق أوكرانيا كدولتين مستقلتين، كان خطابيًا ولم تكن هناك أي إشارات إلى تداعيات سياسية أو اقتصادية على أرض الواقع.
وكان أردوغان أبلغ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء قبل يومين من الغزو الروسي لأوكرانيا، أن تركيا تعارض أي قرار يستهدف وحدة أراضي أوكرانيا، مؤكدًا رفض بلاده اعتراف موسكو بالدولتين الانفصاليتين.
وتوقع أردمير أن موقف أردوغان لن يتجاوز حدود الخطابات والتعهدات المفقرة إلى التحرك الفعلي، بشكل متناقض مع مواقف الدول الغربية الصريحة، كألمانيا التي جمدت عملية ترخيص خط الغاز الروسي “نورد ستريم 2″، والمملكة المتحدة التي أعلنت عقوبات ضد خمسة بنوك روسية وثلاثة رجال أعمال روس.
ورجح أردمير أن يحاول أردوغان الاستفادة من الأزمة الأوكرانية لزيادة مكانة بلاده، وبالتالي مكانته الشخصية في مواجهة كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتوطيد علاقاته مع موسكو.
ودافع المحلل التركي أن بوتين لا يهتم كثيرًا بتصريجات أردوغان حول أزمة أوكرانيا؛ لأنها لا تحمل أي وزن، على حد تعبيره، وأردف بقوله: “إذا امتنع أردوغان عن الانضمام إلى حلفاء آخرين في الناتو للإعلان عن خطوات ملموسة، بما في ذلك العقوبات، فسيكون بوتين سعيدًا للغاية”.
أردمير أعاد للأذهان أن تركيا استخدمت حق النقض (الفيتو) داخل الناتو عدة مرات لتخفيف أي تصريحات أو إجراءات عقابية ضد روسيا، مذكرًا بأن حكومة أردوغان امتنعت عن اتخاذ أي إجراء عقابي ضد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، على الرغم من وجود أقلية تركية هناك.
وأوضح أردمير أن تركيا تعتمد على روسيا بشكل كبير في واردات الحبوب والغاز الطبيعي والسياح، علاوة على ذلك، تعد الصادرات الزراعية التركية وأعمال البناء في روسيا مصادر إيرادات كبيرة للاقتصاد التركي المتعثر.
واستبعد الباحث في الشأن التركي أن يتجرأ أردوغان على اتخاذ أي موقف اقتصادي أو سياسي أو عسكري ضد روسيا في ظل الانهيار المالي والاقتصادي الذي تشهده تركيا منذ نحو سنتين.