بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) – من مشاهد المرور اليوم أنك قد ترى السيارات تجنح إلى اليسار – كأنها تعترض الطريق – أو تجنح الى اليمين – دون قصد أو هدف – أو تتباطىء – دون مبرر – وتحجز السيارات من خلفها ، كأنها لا تبالى بأحد . ليس هذا طبيعيا ولا هو يحدث لأسباب خفية غير مفهومة أو سحرية ، ولكن الموبيل أو التليفون المحمول هو السبب وراء هذه الصور الخطرة على الطريق . فأجهزة الموبيل وجدت سبيلها الى قلوب وعقول الجميع قبل أيديهم ، كما شقت طريقها الى كل عمل وتجارة تقريبا ، فلا يوجد من لا يستعمل التليفونات المحمولة في معاملاته التجارية أيا كان نوعها .
والآن , ومع تطور التطبيقات المستخدمة على أجهزة الموبيل ، أصبح الموبيل أقرب الى وسيلة حياة ووسيلة تعيش منه الى وسيلة اتصال بالآخرين . وبذلك أصبح الجميع على أجهزة التليفون المحمولة وأمسوا على أجهزة التلييفون المحمولة سبعة أيام في الأسابيع ، دون ملل أو كلل ، كأن الموبيل التصق بالأيدي مثلما احتل العقول والقلوب . ومع ظهور وباء كورونا ، أضطر الجميع إلى الموبيل لمرة أخرى ولمرات جديدة ، من أجل مواجهة تحد دنيوي خطير على كافة المستويات . كما كثرت أنواع التليفونات المحمولة وتوافرت بقدرات مميزة وبأسعار في متناول الجميع ، بحيث انه قد لا يوجد من لا يستطيع شراء تليفون محمول يتصل بالإنترنت ويحمل التطبيقات الكثيرة . كذلك ، صار الموبيل وسيلة ترفيه نافذة المفعول ولا تقاوم ولا تقارن بشىء حقيقة ، وتحول الترفيه الى
تجارة وعروض لا تنتهى . كما صار الموبيل سكرتيرا خاصا أو سكرتيرة خاصة ومكتبا متنقلا دون حاجة الى عقار وايجار وتملك .
مقابل كل الامتيازات التى قد يطول حصرها لأجهزة التليفون المحمول ، توجد مساوىء لهذه الأجهزة طبعا . ومن هذه المساوىء شغل كامل وقت المرء ، بحيث أصبح الناس يتلقون المكالمات ويجرون المكالمات ، و يتلقون الرسائل ويرسلون الرسائل طوال الوقت ، حتى وهم يقودون السيارات على الطريق ، رغم الغرامات المحتملة ورغم الخطورة الكبيرة المحتملة . ولذلك ، فقد أصبح الموبيل مؤثرا كل الأثر على الإنسان والإنسانية ، بل صار الموبيل يحكم .