أنقرة (زمان التركية) – اعتبر محلل سياسي تركي أن جهود الرئيس رجب طيب أردوغان لتطبيع العلاقات مع أرمينيا وإسرائيل، بمثابة تحول تكتيكي في الدبلوماسية وليس التزامًا مبدئيًّا قائمًا على قيمة العلاقات الودية.
قال أيكان أردمير، المدير الأول لبرنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) في واشنطن، في تصريحات لموقع “أحوال تركية”، إن أردوغان يأمل أن يكون لتواصله مع إسرائيل وأرمينيا تأثير كبير على اللوبي الأرمني واللوبي اليهودي الفعالين للغاية في واشنطن والولايات المتحدة بشكل عام.
لكن المحلل والخبير السياسي أردمير وصف نهج أردوغان بـ”الساذج للغاية”، مبينًا أن أردوغان لا يأخذ في الاعتبار الطريقة المعقدة المعتمدة في واشنطن في صنع السياسات الإقليمية والدولية.
أضاف أردمير: “التحولات التكتيكية لحكومة أردوغان، التي تعتمد على فهم ساذج ومبسط للغاية لكيفية اتخاذ القرارات الخارجية والأمنية المعقدة في الولايات المتحدة، ستظل عقبة أمام تصميم سياستها وتنفيذها في المنطقة والعالم”.
وأكد أردمير أن محاولات تركيا للتطبيع مع أرمينيا وإسرائيل قائمة على نماذج الرئيس رجب طيب أردوغان للتواصل مع مصر، ثم الإمارات، وأخيراً المملكة العربية السعودية.
ونوه المحلل بأن جهود أردوغان الدبلوماسية في جميع أنحاء المنطقة تستند إلى ثلاثة عوامل رئيسية، أولها أن أردوغان أدرك أن تركيا أصبحت دولة معزولة بشكل متزايد في شرق البحر المتوسط، مما يخلق له مشكلة دبلوماسية وعسكرية. ثانيها، أنه يسعى للوصول إلى من مزيد من الأسواق من أجل الصادرات التركية، وآخرها أنه يخطط لجذب المزيد من الاستثمارات من الخارج، لا سيما من دول الخليج، بعد الانهيار المالي.
وأوضح أردمير أن أردوغان يعتقد أن التصور الدولي لصراعاته مع أرمينيا وإسرائيل يقوض صورته ونفوذه الدبلوماسي في كل من واشنطن وبروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، لذلك يأمل أن تؤدي محاولات التطبيع مع أرمينيا وإسرائيل إلى تعزيز القوة الناعمة لتركيا وتضييق نطاق العجز الدبلوماسي في كلتا العاصمتين الأمريكية والأوروبية.