أنقرة (زمان التركية) – قالت صحيفة “حريت” التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان يحاول تدارك الموقف بعد هجومه على المطربة الشهيرة سيزين أكسو ، حيث تعرض لإدانات كبيرة نظرا لتمتع المطربة بشعبية واسعة.
بحسب تقرير للصحيفة، تناول الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية الانتقادات الموجهة إلى المغنية سيزين أكسو على خلفية أغنية سابقة لها صدرت في عام 2017 وتضمنت إهانات لسيدنا آدم وواقعة اعتقال الصحفية سيديف كاباش بتهمة إهانة الرئيس.
وكانت المغنية سيزين آكسو أثارت جدلا واسعا بالرأي العام التركي بسبب عبارة ” أرسلوا تحياتي إلى الجاهلين آدم وحواء” التي وردت في إحدى أغنياتها بعنوان ” الحياة شيء رائع”.
وأوضحت مصادر الصحيفة أن بعض قيادات الحزب أشارت في الاجتماع إلى تزامن واقعة اعتقال الصحفية كاباش وموجة الانتقادات التي تعرضت لها المطربة أكسو، مؤكدة أن كاباش حظيت برد الفعل اللازم، غير أن الانتقادات التي تعرضت لها أكسو جاءت مبالغة، ولم تكن تستحق كل هذا الهجوم.
بحسب حريت، لفت بعض أركان الحزب إلى أنه كان مطلوبا إبداء رد الفعل اللازم تجاه الصحفية كاباش عبر كل المنصات، وقد تحقق ذلك، غير أن أزمة أكسو مختلفة تماما نظرا لكونها سبق وأن دعمت حزب العدالة والتنمية الحاكم خلال مفاوضات السلام الكردية وتحظى بقبول واسع داخل المجتمع التركي.
أردوغان الذي قال إن مهمته “قطع ألسنة” استنكر الانتقادات التي تصف رد فعله بالمبالغ، قائلا: “طالما توجهون الانتقادات إلينا بسبب هجومنا على المطربة أكسوي، فبإمكانكم أنتم أن تدلوا بتصريحات للحد من هذه الانتقادات”، وفق ما جاء في صحيفة حريت.
هذا وتشدد بعض أجهزة الحزب على ضرورة تولي الجهات المختصة مهمة الإدلاء بتصريحات حول أزمة أكسو، بينما أكدت أحد أجهزة الحزب أن الأغنية محط الانتقاد تم إصدارها قبل نحو خمس سنوات وقامت الجهة المصدرة بشرح كلماتها، ولا حاجة إلى هذا الحد من الانتقادات.
وكان لـ ياسين أكتاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان، رأي مخالف للرئيس التركي إذ اعتبر أن المطربة التركية سيزين أكسو، لا تستحق كل هذا الكم من ردود الفعل الغاضبة ضدها.
وأكد أكتاي في مقال له في صحيفة “يني شفق” أن سيزين أكسو لا تستحق كل هذا الكم من ردود الفعل الغاضبة ضدها، لأنها لم تقصد إهانة للنبي بكلمات أغنيتها.
وأشار أكتاي إلى أن هناك اعتقادا قويا في الجماعات المحافظة، التي تتألف من أناس من الشريحة الإسلامية، أن سيزين أكسو لم تقل هذه الكلمات بقصد الإهانة.
وأضاف أكتاي: “لطالما كانت الخطيئة التي ارتكبها سيدنا آدم قبل النبوة مصدرًا خياليًا للعديد من موضوعات الأدب والشعر أو موضوع اعتبارات صوفية وفلسفية عبر التاريخ. في هذا الصدد، من المؤكد أن الخيال الأدبي أو الفني له هيكله النحوي الخاص به”.
كما ذكر أكتاي أن غالبية الذين يشاركون هذا الرأي يحيون ذكرى مؤلفات سيزين أكسو الرائعة الخاصة بالشاعر يونس إمره ومولانا جلال الدين الرومي.