مسقط (زمان التركية)ــ قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الإصرار الغربي على تطبيق نظام حكم يركز على “الديمقراطية” لم يكن بالأمر الناجح دائما، وأن التدخلات الخارجية في عدد من البلدان كانت مدمرة، مشيرا إلى ضرورة اتباع معيار “الحكم الرشيد” الذي يمزج بين حكم القانون وجودة الإدارة الحكومية.
جاء ذلك خلال كلمة أبو الغيط أمام كلية الدفاع الوطني في سلطنة عُمان، تحت عنوان “المتغيرات الإقليمية والدولية وأثرها على العمل العربي المشترك”.
وفيما يلي مقتطف من كلمة الأمين العام للجامعة العربية:
قراءتي اليوم أن ثمة مراجعة مهمة تجري في الولايات المتحدة والغرب لفكرة خطيرة سادت لفترة من الزمن.. ألا وهي الترويج لنظام سياسي بعينه باعتباره النظام الأمثل للحكم في كافة الدول والمجتمعات… لقد تبين من تجارب مختلفة، خاصة في العراق وأفغانستان، استحالة فرض النموذج الغربي في بيئة مغايرة مهما توفر لذلك من ميزانيات .. وثبتت استحالة بناء الدول بأيادٍ خارجية مهما رُصد لهذا الجهد من إمكانيات.. إن حصيلة هذه التجارب كانت بائسة ومُدمرة للمجتمعات.. وهناك اليوم ما يُشبه الإقرار بأن العالم يتحمل أكثر من نموذج في الحكم.. وأن العلاقات تجري بين الدول على أساس الاحترام المتبادل، وليس من منطلق تفوق نموذج ثقافي وسياسي على غيره.
وتقديري أن الكثير من دوائر الحكم الغربية صارت أكثر وعياً بمخاطر تطبيق مبدأ التدخل في الشئون الداخلية لفرض نظامٍ سياسي على الآخرين كأساس للعلاقات الدولية.. وصارت أكثر إدراكاً لما ينطوي عليه ذلك من تكلفة كبيرة وخسائر رهيبة لا تتحملها حتى القوى الكبرى.. وظني أن المرحلة القادمة سوف تشهد معياراً آخر للحكم على تطور المجتمعات، بخلاف المنظور الغربي الضيق الذي يركز على الديمقراطية، وهو معيار “الحكم الرشيد” الذي يمزج بين حكم القانون وجودة الإدارة الحكومية، ومدى الالتزام بمعايير التنمية الإنسانية الشاملة، وتوسيع الفرص للنمو لكافة فئات المجتمع. ولدي ثقة في أن أغلب دولنا العربية يلتزم هذا النهج، ويسير في ذلك الطريق.عُمان بلا شك نموذجاً مُهماً، يدعو للإعجاب والفخر، في مجال الحكم الرشيد والتنمية الإنسانية.