أنقرة (زمان التركية) – شهدت منطقة كاديكوي بمدينة إسطنبول احتجاجا للتنديد بانتحار طالب كلية الطب بهادير أوضابشاي، الحادث الذي هز الشارع التركي مؤخرا، وسلط الضوء على ضحايا الوصم الاجتماعي الذي يعاني منه ذوي المعتقلين والمفصولين تعسفيا خلال حالة الطوارئ التي أعقبت المحاولة الانقلابية في 2016.
وخلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أعضاء منصة ضحايا مراسيم الطوارئ رفع المشاركون شعار “ليحيا أمثال بهادير”، وألقت أمينة يوزجتش، أحد أعضاء المنصة، البيان الصحفي للمنصة.
وذكرت يروجتش أنهم يهدون هذا البيان الصحفي لأبناء الصادر بحقهم مراسيم طوارئ المعتقلين والمفصولين تعسفيا، الذين لم يُسمح لهم بالتمسك بالحياة ويتعرضون للعزلة المجتمعية والذين تعرضوا للتحرش والاغتصاب وسُلبوا إرادتهم الحرة وكل الأطفال الذين يتعرضون لقمع السلطات الحاكمة.
وأضافت يوزجتش أن بهادير المعتقل واده منذ 5 سنوات لم يختار الانتحار بل أجبر عليه، قائلة: “والدا بهادير تم فصلهما من الوظيفة بموجب مراسيم الطوارئ. حُكم عليه بالفقر والجوع وتعرض للعزلة الاجتماعية. والده يقبع خلف القضبان منذ خمس سنوات. تم حبس والده العزيز عليه في الفترة التي هو بأمس الحاجة إليه. بهادير لم يتحمل النشأة بدون والد. بهادير تخلى عن الحياة في ظل هذه الظروف. يجب ألا نغفل أن السلطة السياسة وكل من يلتزم الصمت تجاه أفعالها يتحملون مسؤولية وفاة ضحايا مراسيم الطوارئ وأبنائهم”.
وتطرقت يوزجتش في البيان أيضا إلى معاناة ضحايا مراسيم الطوارئ، حيث أشارت يوزجتش إلى فصل 152 ألف موظف حكومي بموجب 31 مرسوم وتسريح 300 ألف شخص من أعمالهم بموجب تحقيقات أمنية في ظل حالة الطوارئ.
وأفادت يوزجتش أن نحو 40 ألف موظف حُكم عليهم بالبطالة بعد إغلاق 5728 مؤسسة كانوا يعملون بها قائلة: “تم إخضاع أكثر من مليون ونصف شخص للتحقيق واعتقال 300 ألف شخص وحبس 100 ألف شخص في ظل الطوارئ”.
وذكرت يوزجتش أن فترة الطوارئ شهدت انتحار 100 شخص وغرق 38 شخص أثناء محاولتهم عبور البحار والانهار هربا من قمع السلطات ووفاة 1036 شخص بسبب أمراض السرطان وخلال حوادث العمل التي تعرضوا لها وهم يحاولون كسب قوت يومهم في أعمال ليس لديهم سابق خبرة بها.
وذكرت يوزجتش أن لجنة التحقيق في إجراءات الطوارئ التي تم تشكيلها بناء على طلب من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قبلت 16 ألف طلب من بين 126 ألف طلب تلقتها ورفضت 80 ألف طلب آخر.
طالب كلية الطب بجامعة فرات في مقاطعة إيلازيغ شرق تركيا مات منتحرًا برمي نفسه من سطح بنايته في 10 يناير بعدما نشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي اشتكى فيه من القمع الذي تعرض له على يد مديرو بيت الطلاب الذي لجأ إليه بسبب عدم مقدرته على استئجار بيت، وقد صرح في الفيديو أن لديه مخاوف بشأن المستقبل وأنه “فقد كامل حماسه واستمتاعه بالحياة بسبب الممارسات التي يتعرض لها في السكن، حيث ادعى أنه “أُجبر” على أداء الصلوات اليومية والطهي والتنظيف وحضور دروس دينية.