بقلم: ماهر مهدي
(زمان التركية)-في الحياة قواعد وسنن لا تحيد عن مكانها ولا تلين بميل أحد – مهما ان كان – ولا تنكسر ، لأنها تمثل قضاء الله في خلقه . ومن ذلك ، أن الحق ينتصر – ولو بعد حين – وأن الحقيقة تأبى الا أن تظهر على الملا مهما تحايل المتحايلون لدفنها وإخفائها . وقد يعلم الجميع الحقيقة ، ولكنهم يؤثرون السلامة على مواجهة الكاذبين المضللين الناهبين لحقوق الناس بالباطل . ومن حق الناس أن يؤثروا السلامة ، اذا تقبلتها أنفسهم واستطاعوا الجلوس الى مائدة الطعام المطلية بالصمت والألم والتزييف وابتلاع الفتات والبقايا . فكل نفس تعلم أن الحق لا ينكر وأن ما عاداه باطل وفارغ من المضمون تشعر بارتياح وتشعر بالأمان ، رغم كل شىء .
الشعور بالأمان ينبع من الإسهام الحقيقي في البناء محل الاهتمام والعمل . والاطمئنان يحوط بكل طيب . أما المبطلون ، فلا يصنعون شيئا سوى الافك والزور ، ولا يجلسون الا على قلق وخوف وان ضحكت وجوههم وتصنعت أيديهم الثبات والثقة . وعندما تلتقى الوجوه يعلم الجميع الحقيقة ، ويمضى الشرفاء البناؤون الى طريقهم الواضح الكريم فرحين مستبشرين ، بينما يتظاهر المبطلون بالفرحة وبالثقة والأهمية ، ويختفون خلف الأزياء وخلف الحركات المسرحية ويمضون الى طريق تملكهم ولا يملكونها وهم قلقون متوجسون الا يستمر افكهم طويلا .
الحقيقة هى عنوان صاحبها وهى الدليل إليه دون غيرها . والكذب عنوان صاحبه وهو الدليل إليه دون غيره . ولذلك ينصرف البناؤون إلى عملهم كل يوم غير عابئبن بمن ينهب حقوقهم ومن يهدر فرصهم انفاقا مما لا يملك ومما لا يحق له الانفاق منه ، فهو لا يستحق الا الشفقة . فيوما ما ستمسح الحقيقة أسماء المبطلين الملوثة بالكذب ، وستبقى ذكراهم مقرنة بأصفاد الغش والتحايل وهدم ما استؤمنوا عليه من المسؤولية وما كان أجدر بهم صيانته . فما يعد المبطلون لأنفسهم ولذويهم الا الحسرة والندامة . ولذلك ، ينام الصادقون قريري العين وملء جفونهم ، ويستيقظون وهم يستبشرون خيرا – بما عملت أيديهم – ولذلك يبتسمون كل صباح .