بقلم: مجيد عمر أوزتورك
ترجمة: نجم الدين يالجين
(زمان التركية) – مغادرة منزلك في الصباح ومغادرة عملك في المساء والمحلات التجارية التي تدخلها؛ نزولك من السيارات والحافلات التي تركبها؛ وانتقالك من الليل إلى النهار ومن النهار إلى الليل؛ انتقالك من الشتاء إلى الربيع ومن الربيع إلى الشتاء ألا يظهر هذا أن الشجن والحزن سوف يتلاشى أيضًا؟
أليست نهاية الأغنية التي تستمع إليها، و السطر الأخير من القصيدة التي قرأتها، والمشهد الأخير من الفيلم الذي تشاهده كافيةً لتذكيرك بأن أحزانك ستنتهي يومًا ما؟
كما تعيش الموت في نومك، والبعث في يقظتك ألا تشعر أن هذه المشاكل ستودعك يومًا ما؟
ألا ترى نهوضك من الكرسي الذي تجلس عليه، و مغادرتك الغرفة التي دخلت إليها، تشير بزوال هذه المصيبة يومًا ما؟ من الضروري أن توقن إذا كان لشيء ما بداية، فيجب أن يكون له نهاية، أليس كذلك؟
أنت ضيف في الغرفة التي أنت فيها. أنت ضيف في المدينة التي تعيش فيها. أنت ضيف على كوكب الأرض. أنت ضيف في مجرة درب التبانة. سوف تغادر هذه الغرفة. تمامًا كما هو مؤكد أنك ستغادر هذه المدينة، فإنك في النهاية ستغادر هذا العالم الفاني، كذلك ضيافتك في هذه النكبة ومرورك منها أمر مؤكد (يعني حتما ستغادرها).
من قبل كنت ضيفًا بعلم الله، كنت ضيفًا في عالم الأرواح، كنت ضيفًا في بطن أمك. هل أنت من جلبتَ المصائب والصعوبات؟
في الحقيقة أنك أتيت إلى العالم خالي الوفاض عاري الجسد، وأنك ستنتقل من هنا إلى عوالم أخرى كذلك خالي الوفاض، ألا يدل ذلك على أنك ستترك المصيبة دون أن تأخذ جزءًا منها معك؟
كما أن كل شيء سيتركك وتلك حقيقة، فإن هذه المصيبة التي تستضيفها الآن ستتركك أيضًا.
كما قال الشاعر “فقط أنت بحاجة إلى وقت، وستنسى! تمامًا كما نسيت طفولتك، ألعابك المكسورة. ستنسى أيضًا قلبك المحطم”.
“مهما حل بك من مصائب، عليك أن تتخيل الأشخاص الذين عاشوا نفس الشيء و مروا بالضيق والارتباك والأثنين. أين هؤلاء الناس الآن؟ ليسوا متواجدين حاليا. إذن؟ هل تنحو نحوهم؟
لماذا لا تركز على كيفية الاستفادة من هذه المشاعر العابرة التي تثير، وتغوي، وتخضع هؤلاء الناس؟”
إستمع لقصة خيالية بعنوان “سفينة المسافرين”: الناس مثل المسافرين الذين يتوقفون عند جزيرة لتلبية بعض احتياجاتهم أثناء رحلة بحرية إلى وطنهم الأصلي في هذا العالم.
يقوم بعض هؤلاء الركاب بتلبية احتياجاتهم والعودة إلى السفينة على الفور ويجلسون في أكثر الأماكن راحة؛ البعض منهم تشتت او انبهر بجمال الأرض واشغله هذا الجمال فيعودون متأخرين إلى السفينة ولا يجدون أماكن مناسبة للجلوس، علاوة على ذالك أن الزهور والأحجار الكريمة التي جمعوها من الجزيرة تسبب مشكلة لهم أثناء الرحلة.
وهناك مجموعة أخرى، نسيت أمر السفينة تمامًا ووقعت في جاذبية الطبيعة ولا تدرك حتى أن السفينة قد أبحرت؛ في النهاية، يموتون في عذاب. هذا هو مصير أولئك الذين ينسون أن هناك حياة بعد الموت بانجذابهم إلى الدنيا.
أولئك الذين تعلقوا بالعالم وفاتتهم سفينة الآخرة، هم الذين لا يدركون أن المصيبة التي عانوها كانت إحدى المحطات التي عانوا منها أثناء الرحلة يرتكبون أخطاء أيضًا. أن تكون عالقًا في الحزن الذي تعيشه، والرسو في المصيبة، و انزال الاشرعة في الماء، ورؤية الأحداث كما لو أنها ستستمر إلى الأبد، سيؤدي إلى فقدان أو فوت المرء لسفينة السعادة.