بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) – من أغرب أخبار عام 2021 تفوق روسيا على سويسرا في مجال تصدير الشوكولاتة الى الخارج ، وذلك وفقا لبيانات رابطة شركات صناعة الحلوى المعروفة اختصارا باسم ” اسكوند ” . صحيح أن الفارق بين مجمل صادرات البلدين صغير ، ولكنه في النهاية نصر كبير لصناعة الحلويات الروسية التى تمكنت الآن من التقدم على البلد الأكثر شهرة في مجال صناعة الشوكولاتة في نظر الكثيرين حول العالم . وهذا التقدم إنجاز كبير في مجال الصناعة ، وانجاز بطعم الشوكولاتة وبطعم الفرح أيضا . فمن لا يتمنى لبلده أن تتقدم صناعتها وتزدهر وتصبح مصدرا أكبر للدخل القومي وموردا للوظائف الجديدة للباحثين عن عمل من الجنسين .
لم أسمع قط عن الشوكولاتة الروسبة في حياتي من قبل ، وإنما سمعت طوال الوقت عن الشوكولاتة السويسرية . ولذا ، فخبر الإقبال المتنامي على الشكولاتة الروسية ، لحد التفوق على الشوكولاتة السويسرية هو خبر هام وملفت للنظر ويستحق التحليل والمراجعة . فأكبر المستوردين للشوكولاتة الروسبة هى أذربيجان وروسيا البيضاء والصين وأوزباكستان . وتشير التقاربر الى ان صادرات روسيا الى الصين تضاعفت حوالى تسع مرات خلا الخمس سنوات الماضية ، الأمر الذي يمثل تحولا كبيرا لا يمكن تحاهله .
داخليا ، يلاحظ تمتع الرئيس الروسي برضاء شعبي متقدم ومستقر في استطلاعات الرأى المعتمدة – نتيجة لسياساته التي ينتجها في مختلف المجالات ولكونه ربما يمثل النموذج السياسي الناجح والمرجو لدى الشعب الروسي – وهو الأمر الذي قد يمكن ربطه بهذا النجاح الصناعى الهام في مجال بعيد عن الصناعات العسكرية والأمنية . فالرضاء الجماهيري نجاح كبير ومحفز قوى وشريف من محفزات النجاح غير المباشر للكثيرين في مجالات عملهم . فالكل والأغلبية – في كل بلاد الدنيا – يودون أن يصبحوا جزءا من النجاح الذي يرونه حولهم ،
خارجيا ، نجد أنه بالنظر إلى خريطة الأحداث السياسية – خلال السنوات الخمس الماضية أيضا – قد يمكن الربط بين بعض الظروف السياسية وزيادة الإقبال الصيني بوجه خاص على الإنتاج الروسي من الشوكولاتة . فالسياسة مصالح والاقتصاد أيضا مصالح ، ولا تسير الأمور – على كل مستوى منظم – الا بتحليل للماضي بنجاحاته واخغاقاته وبتخطيط للحاضر وبوضع توقعات تقريبية واستشرافية للمستقبل يمكن البناء والعمل عليها ، من أجل الوصول إلى الأهداف الإستراتيجية وليس الأهداف القريبة فقط .
في النهاية ، تظل الشوكولاتة واسمها وذكرها مصدر سعادة للجميع ، سواء كانت تدر عليهم دخلا ماديا أو تكلفهم عبئا ماليا يبذلونه راضين غير متبرمين .