أنقرة (زمان التركية) – أعلنت السلطات في تركيا أن السجينة غريبة جيزر انتحرت في زنزانتها بولاية كوجالي، بعد ورود أنباء سابقة عن تعرضها للتعذيب والاعتداء في سجن “كانديرا” للنساء.
عثر على السجينة جيزر البالغة من العمر 28 عامًا متوفاة في زنزانة الحبس الانفرادي في سجن النساء الواقع في مدينة كوجالي الحدودية مع إسطنبول، بعد سجنها بتهم تتعلق بالإرهاب، ووردت مزاعم بأنها تعرضت للاعتداء من قبل الحراس قبل وفاتها.
ظهرت تقارير تفيد بأن جيزر تعرضت للانتهاكات العنيفة من قبل الحراس في وقت سابق من هذا الخريف، وقدم ممثلو حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) وجمعية حقوق الإنسان (IHD) طلبا للبرلمان في 25 أكتوبر / تشرين الأول اقتراحًا للتحقيق في ما تتعرض له المعتقلة.
وفق التقارير الحقوقية، حاولت جيزر الإبلاغ عن إساءة معاملتها، لكنها تعرضت للعقوبة، وعندما قاومت الحراس، وُضعت في زنزانة انفرادية، وظلت جيزر في الحبس الانفرادي حتى وفاتها.
بالنظر إلى ظروف سجنها، بما في ذلك الإساءة إليها وحبسها الانفرادي في زنزانة مغلقة، يصف المدافعون عن حقوق الإنسان وفاتها بـ “المشبوهة”.
كتبت إرين كيسكين، المحامية والناشطة الحقوقية، عبر تويتر، تقول: ” كانت غريبة محتجزة في الحبس الانفرادي، كيف يمكن لشخص في زنزانة وحده شنق نفسه؟”.
عندما سمع الفريق القانوني بوفاة غريبة جيزر، ذهب محامياها جيان توسون وجيان كايا وممثلون من جمعية حقوق الإنسان (IHD) على الفور إلى السجن، لكنهم أكدوا أن السلطات لم تسمح لهم بدخول السجن أو مقابلة مسؤولي السجن. قبل وصول المحامين، كان تشريح جيزر قد اكتمل بالفعل وتم تحديد سبب الوفاة على أنه انتحار.
وأفاد الفريق القانوني أن محامي جيزر قاموا بفحص تقرير التشريح الذي تم إعداده في غيابهم، وقالوا إنه لم يتم تحديد سبب واضح للوفاة، وأشاروا كذلك إلى أنه بسبب الطبيعة المنعزلة لزنازين الحبس الانفرادي، لم يستطع أحد سماع صوت جيزر. علاوة على ذلك، تم تعطيل أزرار مكالمات الطوارئ في زنزانات السجن.
البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي ميرال دانيش بشتاش أعلنت خبر وفاة جيزر في قاعة البرلمان يوم 9 ديسمر، وهو نفس المكان الذي رفعت فيه تقارير عن إساءة معاملتها قبل شهرين، وقالت: “هذا ليس انتحارًا، هذه وفاة مشبوهة”.
وتابعت النائبة: “تحاول المديرية العامة للسجون ووزارة العدل، جنبًا إلى جنب مع المدعين العامين الذين لم يحققوا بالفعل في مزاعم التعذيب والمضايقات والاغتصاب، التستر على هذه الحادثة. على الرغم من أن هذه الشابة أبلغت عن تعرضها للاغتصاب والعنف والضرب في السجن، إلا أن النيابة العامة وقاضي الحكم لم يتخذا أي إجراء. لقد سمحا بموتها، لو أن وزارة العدل حققت في مزاعم الاعتداء الجنسي والجسدي، لكاننت جيزر على قيد الحياة”.
النائبة قالت إن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها جيزر الانتحار، لكنهم ضربوها وتركوها في الزنزانة. ثم حاولت الانتحار بشنق نفسها بملاءة. سقطت على الأرض وأصيبت، ورفضت العلاج عند إحضارها إلى المستوصف بسبب السلوك التمييزي للأطباء.
قالت النائبة بشتاش إنه إذا علم الحراس وسلطات السجن أنها معرضة لخطر الانتحار، فلا ينبغي السماح لها الوصول إلى المواد الموجودة في الزنزانة التي من الممكن أن تقتل نفسها بها. إذا كان هذا انتحارًا، على حد قولها، فإن سلطات السجن متواطئة في وفاتها، وفق رأيها.
بشتاش دعت السلطات إلى إجراء تحقيق فوري في وفاة جيزر وإقالة إدارة السجن، وشددت قائلة: “كيف ينتحر من يعيش بمفرده في زنزانة؟” سألت أمام البرلمان والمسؤولون قالوا إنها سبق أن حاولت الانتحار من قبل. حتى لو انتحرت، فطالما من المعروف أنها تميل إلى الانتحار، لماذا تركت تلك المواد في الغرفة إن صححت الرواية الرسمية؟ وماذا تفعل إدارة السجن؟ أليست هي مسؤولة عن سلامة السجناء؟ ألا تتحمل الدولة مسؤولية حمايتهم؟”