أنقرة (زمان التركية) – لم تكن استقالة لطفي علوان وزير الخزانة والمالية في تركيا صادمة، إذ كانت الأوساط المحلية تترقب مغادرته المنصب منذ بداية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أصدر ليلة الاربعاء مرسوما رئاسيا بقبول استقالة لطفي علوان من منصب وزير الخزانة والمالية وتعيين نائبه، نور الدين النبطي خلفا له، في ظل اتباع الرئيس التركي سياسة مالية تعتمد على خفض الفائدة.
وأثيرت مزاعم بالأروقة السياسة في تركيا عن معارضة علوان لسياسة التخفيض السريع للفائدة خلال المرحلة الحالية، وانزعاجه من اتخاذ القرارات المالية دون التشاور معه.
تقول معلومات إن علوان المعارض لنظيره أردوغان فيما يتعلق بخفض سعر الفائدة، تقدم قبل أسابيع باستقالته إلى أردوغان غير أن الأخير أرجأ التصديق عليها.
ويتزامن موعد مغادرة لطفي علومان لمنصبه، مع انعقاد جلسات مناقشة موازنة عام 2022، مع نفس التوقيت الذي غادر فيه وزير الخزانة والمالية السابق بيرات ألبيراق صهر الرئيس أردوغان، الوزارة.
المؤمنون برواية تقديم الاستقالة من قبل علوان في وقت سابق، تعجبوا من تعجيل أردوغان بقبول استقالة علوان، ويزعم البعض أن علوان طالب بإعادة مراجعة الموازنة نتيجة لتجاوز تركيا الأهداف المحددة في الخطة المتوسطة المدى التي كشف عنها في آخر تقييم نشره عبر حسابه على تويتر وأن هذا الأمر لعب دورا في التعجيل بقبول استقالته.
ويزعم البعض الآخر أن علوان أبلغ الأوساط المقربة له من انزعاجه من التغريدات التي كان نائبه، نور الدين النبطي، ينشرها بشأن سياسة الفائدة المنخفضة بل وأن هذه الأمر جعله يطلب من أردوغان الإسراع في قبول استقالته.
وكانت هناك تكهنات باستقالة لطفى عنوان أو إقالته من منصبه، بسبب ما ظهر من عدم تأيده سياسة أردوغان.
هذا الأسبوع، توقع نائب رئيس حزب الديمقراطية والتقدم والرئيس السابق لهيئة الإحصاء التركية، بيرول أيدمير، أن لطفي علوان، سيرحل عن منصبه قريبًا، بسبب عدم رضاه على تدخلات الرئيس رجب طيب أردوغان.
خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، قال بيرول أيدمير، الجميع يتحدث عن الكلام غير المباشر الذي وجهه أردوغان لوزير المالية خلال كلمته باجتماع الكتلة البرلمانية.
أضاف قائلا: “على أية حال اعتقد أن السيد علوان سيرحل عن منصبه عاجلا أم آجلا”.
وخلال الاجتماع المذكور، شدد أردوغان على رفضه معدل الفائدة المرتفع، ومعارضته للداعمين لها، وهو ما دفع جميع النواب بالقاعة للتصفيق بحرارة في ظل امتناع الوزير لطفي علوان.
أردوغان وجه انتقادات ضمنية إلى علوان بقوله: “المدافعون عن الفائدة من رفاق الدرب استمحيكم عذرا، أنا لم ولن أمضي قدما مع المدافعين عن الفائدة. سأظل أتصدى للفائدة حتى آخر لحظة لشغلي هذا المنصب وسأواصل أيضا التصدي للتضخم. سنبحث التطورات من جميع الجوانب وسنحدد خطواتنا وفقا لهذا”.
وفي السياق نفسه قال نائب رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، محمد أمين أكمان، إن القيادة السياسة في تركيا رفضت استقالة العديد من المسؤولين مثل علوان قائلا: “نعلم أنهم لا يتمتعون بالقوة والقدرة الكافية لإعلان هذا الأمر مباشرة للرأي العام من خلال بيان صادر من جانبهم”.