أنقرة (زمان التركية) – أثار الهبوط الحاد في قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية مخاوف من انعكاس الأزمة اقتصادية بالبلاد، على وضع اللاجئين السوريين، الذين يشتكون من تصرفات عنصرية.
فقدت الليرة 45 في المئة من قيمتها منذ بداية العام الجاري، وكان الجزء الأكبر من الخسائر خلال الشهر الأخير.
ويرى البعض أن تردي الأوضاع الاقتصادية قد يعزز من ردود الفعل المستنكرة والمعادية لتدفق ملايين اللاجئين على تركيا.
عقب دفاع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن السياسة الاقتصادية غير المألوفة المتمثلة في خفض سعر الفائدة عوضا عن رفعها بهدف خفض معدل التضخم الذي قارب 20 في المئة، سعى المستثمرون الأجانب لخفض مخاطر الليرة إلى أدنى مستوياتها.
في أحد أكثر الأسواق اكتظاظا بمدينة إسطنبول أعرب المواطنون عن تخوفهم من أن يسفر التراجع في قيمة الليرة عن مزيد من التضخم والفوضى الاقتصادية، حيث أوضح أحد الباعة أنه يتخوف من أن يرتفع سعر السلعة التي تُباع اليوم مقابل خمس ليرات إلى ست ليرات بحلول الغد، مفيدا أن هذه المخاوف تهيمن على كل من الباعة والمشترين.
وذكر بائع آخر أنهم لا يلجؤون إلى السداد نقدا إلا في شراء المستلزمات الطارئة مؤكدا أنهم باتوا عاجزين عن توقع ما ستؤول إليه التطورات.
ويؤكد الخبراء أن تردي الأوضاع الاقتصادية في تركيا نتيجة لارتفاع الأسعار ومعدلات الفقر قد يضع نحو 4 مليون لاجئ داخل تركيا معظمهم من السوريين في مأزق.
وتعكس استطلاعات الرأي رغبة غالبية الأتراك في إعادة اللاجئين المقيمين داخل تركيا إلى دولهم.
وخلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم بلغ العداء تجاه اللاجئين لدرجة مهاجمة منازلهم ومحالهم بالعاصمة أنقرة.
ومؤخرا تفاقمت الأزمة بعد نشر عدد من السوريين فيديو فكاهي يسخرون فيه من مزاعم البعض بأنهم لا يستطيعون شراء الموز في بلادهم في الوقت الذي يستطيع فيه اللاجئون السوريون هذا بسبب المنح التي تقدمها الحكومة لهم. المسؤولين نفوت تقديم مساعدات حكومية للسوريين، لكن أيضا تم اعتقال المشاركين في هذا الفيديو الساخر تمهيدا لترحيلهم.
من جانبه أفاد عطه الله يشيل أضا المتخصص في شؤون تركيا بمؤسة الأبحاث “جلوبال سورس بارتنرز” أن الأتراك سيبدؤون في البحث عن كبش فداء مع تزايد الصعوبات الاقتصادية بالبلاد.
وأشار أضا إلى أن اللاجئين يمثلون أقلية في الغرب التركي وهو ما يسهِّل عملية رصدهم مؤكدا أنه في ظل الأوضاع الحالية أي خلاف بسيط قد يتفاقم بشكل سريع ويبلغ أبعاد مخيفة.
وأضاف أضا أنه على الرغم من تزايد العداء للاجئين العرب فإن اعتماد قطاع السياحة، الذي يشكل أهمية كبيرة لتركيا، على السياح العرب يتزايد بمرور الوقت خصوصا في ظل تجنب الكثير من الأوروبيين للمدن الشهيرة كإسطنبول بسبب الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا وهو ما يجعل من السياح العرب مصدر دخل لأصحاب المحال بتركيا.
ويوضح أحد مالكي المحال التجارية ويدعى جوتشلو شاهين أن دول الشرق الأوسط تشكل 80 في المئة من السياح بتركيا وأن تراجع إقدام الأتراك على الشراء بسبب الصعوبات الاقتصادية دفعه إلى تهيئة تجارته بما يتوافق مع المشترين العرب.
هذا ويمثل السياح العرب مصدر مهمة للعملة الأجنبية في تركيا، غير أن تفاقم العداء تجاه اللاجئين العرب ومعاداة العرب قد يهدد هذا الوضع.