أنقرة (زمان التركية) –سلطت تقارير اقتصادية لوسائل إعلام دولية، الضوء على التراجع الحاد في قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية.
وكالة رويترز للأنباء قالت إن دعم أردوغان لخفض الفائدة على الرغم من الانتقادات المثارة بهذا الصدد ومعدلات التضخم المرتفعة دفع الليرة صباح اليوم للتراجع أمام الدولار إلى 14 ليرة، مفيدة أن التصريحات الواردة من البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن التضخم كان لها دورا في هذا التراجع.
وأوضحت وكالة رويترز أن الليرة فقدت نحو 46 في المئة من قيمتها منذ بداية العام الجاري ونحو 28.3 في المئة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني فقط مؤكدة أن التراجع الذي سجلته الليرة خلال الشهر المنصرم يعادل أزمات أعوام 1994 و2001 و2018.
وفي حديثه مع وكالة رويترز أفاد كبير محللي الاستثمار بشركة Allspring Global، بريان جاكوبسن، أن ما يحاول أردوغان فعله في تركيا هو تجربة خطيرة وأن السوق تحاول تحذيره من نتائج هذا الأمر.
وذكر جاكوبسن أنه من المحتمل تزايد الواردات في ظل تراجع الليرة وهو ما سيؤدي إلى مزيد من التدهور في معدلات التضخم ويثير ذعر الاستثمارات الخارجية ويجعل من النمو المالي أمر صعبا مؤكدا أن مخاوف المستثمرين الأجانب تتزايد بمرور الوقت.
إما وكالة بلومبيرج فأكدت أن هذه الوعود وضعت البنك المركزي التركي في مأزق بعدما أعلن مسؤولي السياسة المالية أنهم سيبحثون إنهاء التراجع في سعر الليرة بموعد أقصاه ديسمبر/ كانون الأول.
وأوضحت بلومبيرج أن دفاع أردوغان عن خفض الفائدة ليس بالموقف الجديد وأنه على الرغم من أن النمو النابع من القروض قبيل الانتخابات كان نافعا في السابق فإن تراكمات هذه السياسة والتوزيع الظالم للدخل والخسائر الناجمة عن جائحة كورونا تؤكد أن التكلفة المجتمعية المحتملة لهذه الخطوة ستكون كبيرة هذه المرة مشيرة إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في تركيا نتيجة لارتفاع الأسعار الناجم عن السقوط الحر في سعر الليرة.
وفي السياق نفسه أفادت سي ان بي سي نيوز أن أزمة الليرة تلقي بظلالها على النمو وأن خبراء الاقتصاد والمسؤولين السابقين دعوا أردوغان علانية بتغيير المسار الذي تبعه نظرا لأن الجميع يرون أن لأردوغان تأثير أكبر على قرارات البنك المركزي من استقلال البنك غير أن أردوغان يؤمن منذ فترة طويلة وبشكل استثنائي أن معدلات الفائدة المرتفعة ترفع معدلات التضخم عوضا عن خفضها.
بدورها تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية التراجع الحاد في قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية في خبرها بعنوان “لم يعد لعملتنا قيمة: تفاقم الغضب في تركيا بسبب أزمة الليرة”.
وذكرت الصحيفة في خبرها أن تركيا بدأت تشهد اصطفاف للمواطنين أمام منافذ بيع الخبز ومحطات البنزين وعجز المزارعين عن سداد قروضهم وتظاهرات احتجاجية وأن الخبراء يرون أن أزمة الليرة الحالية ترجع إلى تدخل أردوغان المباشر في السياسة المالية وعزمه على خفض سعر الفائدة.
وفي حديثهم مع الصحيفة أكد عدد من المواطنين الأتراك أن العملة التركية فقدت قيمتها وأنهم باتوا عاجزين عن شراء احتياجاتهم نظرا لتقلص قوتهم الشرائية وتعطل الحياة الاجتماعية نتيجة لأزمة الليرة، كما أعربوا عن تخوفهم من ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية في ظل ارتفاع أسعار الخدمات الأخرى كالإيجار والكهرباء والغاز.