أنقرة (زمان التركية) – هدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، باندلاع فوضى في البلاد، في حال فوز المعارضة بالانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، في تحذير يعيد إلى الذاكرة الأحداث التي تلت عدم فوز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية في انتخابات 2015.
تهديد أردوغان جاء خلال كلمة له الأربعاء، أثناء اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية.
وقال أردوغان خلال كلمته: “إذا فاز تحالف الأمة في الانتخابات، فسوف تُجر تركيا إلى الفوضى بنهاية غير مؤكدة”.
وزعم أردوغان أن حزب الشعب الجمهوري يطمح إلى التعاقد من الباطن مع الأعداء اللدودين لتركيا داخل البلاد، ومن جهة يتحالف مع ما يسمي نفسه بـ”الحزب القومي”، ومن ناحية أخرى يحاول التحالف مع حزب تابع للمنظمة الانفصالية. في إشارة إلى حزبي الخير والشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد.
وقال أردوغان إن حزب الشعب الجمهوري يلعب لعبة خطيرة وضارة، وإذا انتصروا في الانتخابات، فسيتم جر تركيا إلى فوضى بنهاية غير مؤكدة.
وأضاف أردوغان: “لسنا نحن من نقول هذا، بل التاريخ. إن حزب الشعب الجمهوري متورط في سلسلة الانقلابات التي قتلت شباب هذا البلد، وهم الذين شنقوا عدنان مندريس”.
تصريحات أردوغان تأتي بعد الخطاب التصالحي الذي ألقاه زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو الساعي للوصول بحزبه مجددا إلى السلطة.
كليجدار أوغلو أعلن أنهم عازمون على الإقدام على خطوة تسوية وتسامح مع جميع شرائح الشعب التي أهملت في الأيام التي حكم فيها الحزب تركيا، وعلى وجه الخصوص فئة المحافظين، مؤكدًا أن حزبه سيقوم بالنقد الذاتي المطلوب وأنه سيقيم جذور سلام مع الشعب بكل أطيافه.
أردوغان والفوضى
يذكر أن الرئيس أردوغان كان طالب الشعب التركي بتقديم دعم يكفي لإرسال 400 نائب إلى البرلمان خلال انتخابات 7 حزيران 2015، وذلك “من أجل حل مسألة الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي بطرق سلمية”، على حد تعبيره، لكن حزب العدالة والتنمية لم يحصل على نسبة تأييد كان يحتاج إليها لتشكيل حكومة منفردة ونقل البلاد إلى النظام الرئاسي في تلك الانتخابات، وتبع ذلك أحداث مأساوية في البلاد.
بعد الخسارة الفادحة التي مني بها في انتخابات 7 حزيران 2015 بسبب دعم الأكراد حزب الشعوب الديمقراطي وتمكينه من الحصول على 80 مقعدا برلمانيا، أمر أردوغان بتعليق مفاوضات السلام التي كان يجريها مع حزب العمال الكردستاني “الإرهابي” منذ 2011، ومن ثم أطلق عمليات أمنية وعسكرية ضد مليشياته المسلحة، لكنها شملت مناطق سكنية يسكنها المواطنون الأكراد أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، إلى جانب تدمير كثير من القرى والمناطق في شرق البلاد ذات الأغلبية الكردية.
هذه العمليات الأمنية والعسكرية المنفذة في شرق تركيا بذريعة مكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني بعد 5 سنوات من التفاوض معه، أثارت موجة إسلامية وأخرى قومية في البلاد، وفي الوقت ذاته منع أردوغان رئيس الحكومة وحزب العدالة والتنمية في ذلك الوقت أحمد داود أوغلو من تشكيل أي حكومة ائتلافية مع الأحزاب المعارضة، ومن ثم اتخذ قرارا بإعادة الانتخابات في 1 نوفمبر 2015، لينجح بفضل هذه الخطوات في إعادة الحكومة المنفردة إلى حزبه العدالة والتنمية.
والعامل الآخر الذي أسهم في فوز أردوغان بدعم نصف الشعب التركي في الانتخابات المعادة بعد 5 أشهر من أولاها هو تحالف حزب الحركة القومية مع حزبه العدالة والتنمية، مما قدم له أصوات كل من “الإسلاميين” و”القوميين” في طبق من الذهب.
ويرى مراقبون أن أردوغان حقق حلمه الرئاسي بطرق “ملتوية” بعد أن استحال ذلك بالطرق السلمية، حيث كان طالب الأتراك بـ”إرسال 400 نائب إلى البرلمان من أجل حل مسألة الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي بطرق سلمية”، على حد تعبيره.