بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) – التهبت أسعار كل شىء حولنا فمنه ما كان بالحق ومنه ما كان باطلا ، فكل ذو قيمة كان على حق ، وكل افك كان على باطل ولا يأكل أموال الناس بالباطل إلا سقيم ومريض . ففي الزحام يسارع البعض الى محاولة تكوين ثروة من أموال الناس ، برفع السعر على المنتج ضعيف الجودة ، ليكون السعر مضاعفا – مرة أو أكثر – رغم ضعف جودة المنتج ورغم ما قد يشوبه من عيوب فنية مخفية أحيانا وواضحة أحيانا .
وقد يلجأ المتلاعبون الى تفتيت الخدمة الى خدمات متعددة ليدفع الناس ثمن الخدمة مرات متعددة أيضا وليس مرة واحدة . فتحليل العينة مثلا أصبح عند البعض يتضمن ثمنا لسحب العينة من المريض ، كأن تحليل العينة عمل مستقل أصلا وعلى طالب الخدمة ان يحتفظ بأدوات التحليل المعملي ويسحب عينة الدم من نفسه . والبعض أضاف سعرا الى ما لم يكن له سعر اصلا ولم يكن يباع ولا يشترى ، كاستمارات الطلب واستثمارات التعارف التى هى مجرد ورقة بيضاء يستوفيها طالب الخدمة أو السلعة أو المنتج لتبدأ معاملته طريقها المرسوم الى سطح الحياة . وآخرون يبيعون للناس ما قد يضرهم ولا ينفعهم هم أو ينفع الغير ، بل وقد يشكل خطرا على الجميع ، من أجل تحصيل أثمان أعلى وتحقيق أرباح أكبر . ومن ذلك ، لمبات الإضاءة الاضافية العالية الشدة في السيارات والتى قد تفقد القادمين في مواجهتها الرؤية أصلا .
البعض يحب التحايل على سداد حقوق الناس بالتعاون مع آخرين ، بحيث يتوه الحق بينهم ولا تجد اليه سبيلا قانونيا مستغلين حاجة الناس وعوزهم . مثل أن ترفض بعض الشركات تحربر عقود عمل لموظفيها أو حتى توفير دفاتر حضور وانصراف وتأمرهم بالرجوع إلى شركة التوظيف التى تعاملوا معها . والبعض يصدر وجوه الناس إلى الحائط ، اما القبول بغير الأصول وهضم الظلم الواقع عليهم أو فقد كل ما لهم من حقوق وهم يجرون في طريق القضاء الطويل لسنوات تنحل أعمارهم رويدا رويدا .
لا قيمة للمال اذا جاء من غير طريق حق ، ولا قيمة للأملاك اذا جاءت بطريق السلب والنهب ، ولا داعي لسباق مريض لا فوز فيه لأحد .