أنقرة (زمان التركية) – قال زعيم حزب السعادة التركي، تمل كرمولا أوغلو، إن اللقاء الذي جمعه مع الرئيس رجب طيب أردوغان، كان أول اتصال مباشر منذ مدة طويلة، ووصف الاجتماع بأنه “لطيف”، مشيرا إلا وجود خلافات في وجهات النظر.
أمس الأربعاء عقد الرئيس رجب طيب أردوغان مع تمل كرمولا أوغلو، اجتماعا مغلقًا أمام الصحافة في المجمع الرئاسي لمدة ساعتين و15 دقيقة.
وكالة الأناضول قالت إن الاجتماع، تبادل فيه أردوغان وكارامولا أوغلو وجهات النظر حول التطورات في العديد من الموضوعات من السياسة الداخلية إلى الاقتصاد، ومن السياسة الخارجية إلى مكافحة الإرهاب.
رئيس حزب السعادة، تمل كرمولا أوغل، قال في بيان بعد لقائه مع أردوغان: “تلقينا طلبًا لعقد اجتماع مع رئيسنا، وقد حددوا موعدًا اليوم. لفترة طويلة، لم يكن هناك أي اتصال تقريبًا”.
أضاف “تشاركنا نفس الأفكار في بعض النقاط، وكان لدينا أيضًا أفكار مختلفة في نقاط أخرى، لكنه كان اجتماعًا ودودًا ولطيفًا للغاية “.
تمل كرمولا أوغلو، انتقد سياسلت الحكومة، قبيل اللقاء الذي جمعه مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالقصر الرئاسي، كما قال: “نؤمن أنه ليس من الصائب إقرار نظام رئاسي لا يخضع للرقابة بحالته الحالية”.
كرمولا أوغلو لفت إلى أن موظفي القطاع الصحي قدموا تضحيات خلال جائحة كورونا مشددا على ضرورة تحسين رواتبهم والأوضاع التي يعملون فيها.
وأنتقد زعيم حزب السعادة، السياسات الاقتصادية للسلطة الحالية، حيث أوضح كرم الله أوغلو أن إحصاءات التضخم الصادرة عن هيئة الإحصاء التركية لا تعكس نسبة التضخم الحقيقية وأنه يتوجب على السلطات تحديد الزيادات في رواتب العاملين استنادا على معدلات تضخم تقارب 40 في المئة.
هذا وصرح تمل كرمولا أوغلو أن إزالة نصيب هيئة الإذاعة والتلفزيون من فواتير الكهرباء ليس كافيا لحل الزيادة الكبيرة في فواتير الكهرباء مؤكدا أن هناك حالة ملحة لإجراء تعديلات في الضرائب كضريبة القيمة المضافة وضريبة الاستهلاك الخاص.
لقاء أردوغان بكرامولا أوغلو، يشير إلى إصرار الرئيس التركي على ضم حزب السعادة إلى تحالف الشعب، الذي يضم أيضا حزب الحركة القومية.
وكان كرامولا أوغلو أعلن عن 3 شروط من أجل التحالف مع حزب العدالة والتنمية، وكان من بينها تغيير النظام الرئاسي الحالي في البلاد، والعودة إلى النظام البرلماني.
كما أكد زعيم حزب السعادة ورئيس المجلس للاستشاري الأعلى الجديد للحزب أنه تباحث مع أردوغان مرتين أو ثلاثة عندما تم طرح مسألة التحالف وقام بإبلاغه بمبادئ الحزب واعتراضاته بشأن النظام الرئاسي.
وأشار كرامولا أوغلو إلى أنه ليس خصما لأردوغان، قائلا: “في السياسة لا يوجد عداء أو خصومة. هناك تنافس. نحن نسير في مسارات مختلفة، ونبحث بطرق مختلفة عن حل لمشكلات البلاد”.
تزايد نفوذ رئيس كرم الله أوغلو رئيس حزب السعادة المعارض لأردوغان عندما انتخب رئيسا للجنة الاستشارية العليا بالحزب، خلفا لـ أوغوزهان أصيل ترك، الذي كان يعمل الرئيس رجب طيب أردوغان على استقطابه.
انتخاب كارامولا أوغلو، جاء عقب وفاة أصيل ترك الماضي، إثر مضاعفات فيروس كورونا.
وفاة أصيل ترك، أنهت مساعي الرئيس رجب طيب أردوغان لضم حزب السعادة لصفوف التحالف الحاكم.
اللجنة الاستشارية العليا تمثل حركة الرؤية الوطنية التي انبثق عنها حزب السعادة، ومنصب رئيس اللجنة يعد أعلى من منصب رئيس الحزب، ما يمنح تمل كرم الله أوغلو المعارض للرئيس أردوغان نفوذا واسعًا على من يسيرون على خطى نجم الدين أربكان مؤسس الرؤية الوطنية الأب الروحي للإسلام السياسي في تركيا.
في يناير الماضي زار الرئيس أردوغان أصيل ترك في منزله، ولاحقا استقبلة على مائدة الإفطار في شهر رمضان، كما وجه له دعوة لزيارة شمال قبرص.
خطوات أردوغان كانت تشير إلى سعيه لنقل حزب السعادة من تحالف الأمة المعارض إلى تحالف الشعب الحاكم، أو على أقل تقدير إحداث انقسام داخل الحزب قبل الانتخابات المقبلة.