أنقرة (زمان التركية) – قررت السلطات في تركيا ترحيل لاجئين سوريين بسبب نشرهم ما تم اعتباره مقاطع فيديو “استفزازية“.
المديرية العامة لإدارة الهجرة في تركيا كشفت أنه سيتم ترحيل سبعة سوريين لأنهم نشروا مقاطع فيديو وهم يأكلون فاكهة الموز.
تأتي هذه الخطوة الصادمة على خلفية مقابلة في الشارع قالت فيها مواطنة تركية إنها لا تستطيع أن تشتري الموز لكن السوريين بإمكانهم شراء وأكل الموز في إشارة إلى “الرفاهية المالية للسوريين في تركيا”، زاعمة أن ذلك بفضل حصولهم على دعم حكومي.
العديد من الشباب السوريين ردوا على تصريحات المواطنة التركية، بتصوير فيديوهات ساخرة يأكلون فيها الموز.
المديرية العامة للهجرة في تركيا قالت إنها سترحل سبعة سوريين شاركوا مقاطع فيديو وصفتها بـ”الاستفزازية”.
المقارنة بين الأتراك والسوريين من ناجية المستوى المعيشي سببها في الغالب شائعات وخطابات على مواقع التواصل الاجتماعي لسياسيين قوميين تزعم أن السوريين يعيشون في أوضاع اقتصادية أفضل بسبب اعتمادهم على المساعدات الحكومية بينما يعاني المواطنون الأتراك من الأزمة الاقتصادية والبطالة، فيما يؤكد سوريون أن معظمهم لا يحصلون على أي مساعدات حكومية سوى بعض الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية.
بعد مقابلة الشارع، بدأ السوريون في مشاركة مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يأكلون الموز على منصة التواصل الاجتماعي TikTok، مع استخدام التسجيل الصوتي للمقابلة المذكورة.
بعد رد فعل عنيف على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرت المديرية العامة لإدارة الهجرة أن مقاطع الفيديو “استفزازية”، وأعلنت أنه تم اتخاذ إجراء قانوني.
وقالت المديرية في بيان رسمي يوم 27 أكتوبر إن “سبعة أجانب اعتقلوا بسبب مقاطع الفيديو الاستفزازية”، مضيفة أنه سيتم ترحيل المعتقلين بعد استكمال الإجراءات اللازمة.
وأضاف البيان أن المديرية ستواصل التفتيش عمن وصفتهم بالسوريين الذين ينشرون فيديوهات استفزازية، على حد تعبيرها.
وكشف شاب سوري، في حوار بالشارع أيضًا، عن العقلية المسيطرة على القوميين من الأتراك قائلا: “معظم الأتراك عنصريون للأسف.. وهم يظنون أننا لسنا متعلمين مثقفين وكأننا كنا في بلدنا نعيش عصر البداوة وبالتالي لا نستحق أن نحصل في تركيا على حق بسيط من حقوق الإنسان العادي..”.
https://www.youtube.com/watch?v=lllp96_lNik
وأضاف الشاب السوري: “أما الحقيقة فنحن نمتلك الحضارة مثلما يمتلكون، ومنا العلماء والمفكرون، ولكن الحرب هي التي اضطرت الشعب إلى الهجرة بحثا عن جو آمن يستطيعون من خلاله أن يعيشوا بكرامة ويمنحوا أولادهم التربية والتعليم اللائقين”.
وفي ذات اللقاء الذي أجري في شوارع إسطنبول، قال عجوز سوري: “نحن لا نأخذ حتى ليرة واحدة من الحكومة التركية، بل نشتري طعامنا والموز من حر مالنا، ولا يعني ’أننا نشتري وهم لا يشترون‘ أننا نتقاضى راتبا من الدولة، بل نحن نعمل، ثم نكرم أنفسنا ونشتري ما نشتهي.. أما هم (الأتراك) فعلى الرغم من امتلاكهم للنقود أكثر منا إلا أنهم بخلاء لا يكرمون أنفسهم”، على حد قوله.
وانتقد المحلل السياسي المعروف جوهري جوفين عبر تويتر ترحيل الحكومة التركية للسوريين بسبب الموز، قائلا: “لقد أصبح أكل الموز جريمة في تركيا! لو رأيت هذا في منامي لما صددقت.. لكن أقسم بالله العظيم أن الأمر قد حدث بالفعل في تركيا”.
Türkiye’de muz yemek suç oldu. Rüyamda görsem, “yok onu da yapmazlar artık” derdim ama ekmek çarpsın yaptılar. pic.twitter.com/ZTs0hR5wHJ
— Cevheri Güven (@cevheriguven) October 27, 2021
يشار إلى أن الفترة الماضية شهدت اندلاع حوادث عنصرية تجاه السوريين في تركيا، حيث يحمل بعض الأتراك اللاجئين السوريين سبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع البطالة، بسبب مشاريعهم الصغيرة.