القاهرة (زمان التركية)ــ قال محلل تركي إن أيدلوجية أردوغان تمنع إقامة علاقات طبيعية مع مصر وحكومات الدول العربية.
المحلل التركي محمد عبيد الله قال في تصريح لصحيفة ”العرب” اللندنية، إن “أردوغان لم يتخل تماما عن خطابه الإسلاموي الفترة الماضية، واستغل فرصة صعود حركة طالبان في أفغانستان للعزف عليه وتأكيد روابطه الأيديولوجية معها لحصد مكاسب معنوية”.
وفق المحلل التركي، تعني هذه الخطوة صعوبة إحراز تقدم كبير في العلاقات مع القاهرة في المدى المنظور؛ لأن أجندته العقائدية سوف تبقى عنصرا محوريا في توجهاته السياسية في الداخل والخارج، ما يتعارض مع تصورات مصر لمبدأ تحسين العلاقات مع تركيا.
وذكر عبيد الله أن الرمادية الطاغية في تحركات أردوغان لا تتعلق بمصر فقط، بل تظهر تجلياتها في غالبية مواقفه وفي عدد كبير من القضايا الإقليمية، من بينها ملف الإخوان، ويعمل على توظيف التهدئة مع دول عديدة لتحسين صورته الخارجية، لكنه حتما سيعود إلى طموحاته الخاصة برغبته في زعامة العالم الإسلامي.
وتبدو البراغماتية التي تحكم سلوك الإخوان، ويمتاز بها أيضا نظام أردوغان، هي المحدد الرئيسي في الاستجابة الرمزية لطلبات السلطات التركية التي وجهتها لقيادة الإخوان، مع التأكيد على أن أنقرة لن تتخلى عن ورقة الجماعة وسوف تحافظ عليها وتقبض عليها بيديها لاستخدامها في أي فرصة أو مناسبة مقبلة.
وزير خارجية مصر سامح شكري، قال في تصريح صحفي مؤخرًا إن القاهرة تنتظر حلولا مرضية للقضايا العالقة مع أنقرة من أجل استعادة العلاقات مع تركيا.
تعليقا على الجولة الاستكشافية الثانية التي عقدت مؤخرا في تركيا لبحث تقدم العلاقات الثنائية قال شكري في مداخلة هاتفية مع برنامج (الحكاية) على فضائية “MPC مصر” مساء الجمعة، “هناك مراجعة للسياسات على المستوى الإقليمي، والأمر لم يصل بعد إلى أي مدى ما هي الخطوة القادمة، ولكن هناك قدر من التقدم ونأمل أن يتم البناء عليه وسوف نرصد الأمر ونقيمه وفقا لما تنتهجه الحكومة التركية من سياسات سواء في علاقاتها الثنائية مع مصر أو في إطار سياستها الإقليمية” لافتا إلى أن “الاتصالات لا تزال تسير على نفس الوتيرة لما تم في الجولتين الأولى والثانية”.
قال رئيس الدبلوماسية المصري متحدثًا عن الشروط الأساسية التي تهتم القاهرة بها: “نقيم إلى أي مدى هناك مراعاة للقواعد التي تحكم العلاقات الثنائية، والتزام كل طرف بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدى الطرف الآخر، ومبدأ الاحترام والاعتراف بسيادة الدولة، وفي إطار المراجعة للسياسات المنتهجة على المستوى الإقليمي”.
أضاف الوزير: “سنفتح الباب لمزيد من التقدم في علاقتنا مع تركيا عندما نكون راضين عن الحلول المطروحة للمسائل العالقة بيننا” فيما يشير إلى أن القاهرة لم تحصل على المأمول من تركيا بعد.
يذكر ان البيان المشترك لوزارتي خارجية البلدين عقب الجولة الثانية من المباحثات الاستكشافية المشتركة التي انعقدت في أنقرة أشار إلى أن القاهرة تحتاج المزيد من الإجراءات لتيسير تطبيع العلاقات مع تركيا. وقالت وكالة بلومبرج إن باب التقدم سيفتح عندما تكون مصر “راضية” عن حل القضايا العالقة.
يذكر أن مصر اشترطت بوضوح خلال المحادثات الاستكشافية الأولى المنعقدة في القاهرة مايو الماضي، أن تتوقف أنقرة نهائيًا عن التدخل في الشأن الداخلي المصري، من أجل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.