لندن (زمان التركية) – تواجه العلاقات التركية الهندية خطر الانهيار بسبب الخطاب العدائي للرئيس رجب طيب أردوغان ضد نيودلهي، وفق خبير ومحلل من أصل هندي.
أستاذ السياسة الدولية بجامعة لانكستر البريطانية أملندو ميسرا، قال: “اختيارات السياسة الخارجية لأردوغان فيما يتعلق بالهند قد تصبح مكلفة بالنسبة لتركيا؛ لأن دعواته المتكررة لتسوية نزاع -إقليم جامو و- كشمير من خلال الأمم المتحدة تثير غضب نيودلهي”.
علاقات تركيا مع الهند تعاني من خلافات كبيرة، لا سيما حول المناطق المتنازع عليها في جامو وكشمير، المنطقتين المتنازع عليها بين الهند وباكستان منذ تقسيم البلدين بعد نهاية الحكم البريطاني في عام 1947.
أردوغان انتقد مرارًا في تصريحات أدلى بها في أوقات ومناسبات مختلفة معاملة الهند للأقلية المسلمة من سكانها وسيطرة نيودلهي على إقليم كشمير المتنازع عليه.
ميسرا الهندي الأصل أعاد للأذهان قول أردوغان في وقت سابق: “الهند أصبحت الآن دولة تنتشر فيها المجازر. أية مجازر؟ مجازر ترتكب ضد المسلمين. على يد من؟ الهندوس”.
ثم تطرق إلى أن أردوغان أثار قضية كشمير في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمدة ثلاث سنوات متتالية، وذلك رغم أنه كان يعلم جيدًا أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي والعالم بأسره لا يرغبون في التدخل في مسألة كشمير، لأنهم يعتقدون أنها تقع ضمن الشؤون الداخلية للهند، وتابع: “علاوة على كل ذلك، طورت حكومة أردوغان مؤخرًا علاقات عسكرية عميقة مع باكستان، الأمر الذي أثار ذعر الهند.. وبسبب كل هذه العوامل، تتخذ الهند موقفا صارما بشأن تركيا”.
في إطار الرد الهندي على دعوة أردوغان لتسوية “نزاع كشمير” داخل الأمم المتحدة، عقد رئيس الوزراء ناريندرا مودي اجتماعات مع رئيس قبرص اليونانية ورئيسي وزراء أرمينيا واليونان، الدول التي تختلف مع تركيا في كثير من القضايا.
كما خفضت الهند وارداتها من تركيا بشكل كبير، بل وأبرمت اتفاقية دفاعية مع منافستها أرمينيا، بقيمة 40 مليون دولار، زودت الهند بموجبها أرمينيا بأربعة رادارات لتحديد مواقع الأسلحة من طراز (SWATHI)، إلى جانب أنها أدانت ما سمته “الهجوم التركي عبر الحدود ضد القوات التي يقودها الأكراد في سوريا”.
لفت الخبير في السياسة الدولية أملندو ميسرا إلى أن أردوغان يصر على انتقاد الشؤون الداخلية للهند في مختلف المنتديات العالمية، وعلق بقوله: “يبدو أن نيودلهي قررت أخيرًا التخلي عن كل المجاملات الدبلوماسية تجاه أنقرة”.
أضاف ميسرا أن نيودلهي تتجه الآن إلى ما يمكن وصفه بـ”الدبلوماسية العدوانية”، مذكرا بأن نيودلهي أكدت في عام 2020 أنه ينبغي على تركيا أن تتعلم احترام سيادة الدول الأخرى والتفكير في سياساتها بشكل أعمق.
وعزا ميسرا سبب موقف أردوغان المتشدد من الشؤون الداخلية للهند إلى محاولاته الرامية إلى تأسيس إمبراطورية إسلامية حديثة بلا حدود بين الدول الإسلامية، على حد تعبيره.
وأكد المحلل أملندو ميسرا أن كلا من الشعب التركي والهندي يدرك جيدا أن التداعيات في العلاقات الثنائية بين تركيا والهند هي إلى حد كبير “نتاج مغامرات أردوغان في السياسة الخارجية المشبوهة”.