بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) – أن ترى الأمم زعماء أو رؤساء أو قادة استثتائيين ينجزون لشعوبها ما لم يستطع غيرهم من القادة والزعماء أن ينجزوه أو يحققوه – رغم استمرار البعض من الزعماء السابقين في السلطة لسنوات طويلة أو لعقود من السنين – فهذا أمر ميمون وفضل من الله يجود به على من يشاء من الشعوب والأمم ، لترقى وتتقدم .
فالقائد المخلص الوطني يخطو ببلده الى الأمام في وثبات حميدة مثمرة ويتيح لكل جميل في بلده الظهور والنماء والازدهار ، لتصبح الأيام مشرقة بخضار الحياة وتورق بشرا وسرورا للجميع . فكلما عم الخير كان أفضل وأرقى واجدر بالثناء والتقدير .
فإذا مرت الأيام وعدت ربما توجس الناس من المستقبل وتمنوا أن لو بقى الحال بلا تغيير ولا تعديل . ولكن دوام الحال من المحال ولكل شىء أجل ، فلا يوجد من يعيش أبدا ولا يوجد حال لا يتبدل ، ولابد للأيام أن تدور ويصبح الشباب شيوخا ويصبح الاطفال شبابا . ولكن يظل من المتاح أن نرى مع كل نهاية بداية جديدة .
فالقائد العظيم في السلطة يمكن أن يصبح هو أيضا زعيما عظيما على رأس حزب قدير في المعارضة ، لتظهر المعارضة في أبهى صورها ويزداد الاقبال عليها ويقوى ظهرها ويعظم اسهامها في نماء الوطن وفي استتباب الأمن فيه ، ويقوى ساعد الدولة بالسلطة الوطنية الحاكمة وبالمعارضة المخلصة المنتشرة في ربوع البلاد وفي قلوب الناس وفي عقولهم وعلى ألسنتهم وفي صفحات جرائدهم بنائين ومخلصين .
فالتحول من زعيم حاكم الى زعيم معارض هو تحول وطني عظيم ودور حيوي يعوذه كل شعب وكل دولة في كافة مراحل الحياة ، لتتعدد جبهات العمل الوطني وتكثر منافذ الإسهام المتاحة أمام الراغبين من كل طيف سياسي من مختلف الأجيال رجالا ونساء ، في الحياة السياسية بالوطن .
فكما تنتهى دورة السلطة تنتهى دورة المعارضة ، ليعود الزعماء القادرون على الحكم الى السلطة مرة أخرى مبجلين منتصرين وقد حمى الله بهم الوطن وزاده عزا بهم ، سواء في المعارضة أو في الحكم وفي مقاعد السلطة .
وفي النهاية ، فإن كل مشاركة وطنية طيبة – سواء من حاكم أو من معارضة أو من مواطن – هى المشاركة التي يعلو بها شأن الوطن والشعب والدولة ويخطو بها بأمان من يوم إلى يوم ومن مرحلة الى مرحلة أخرى جديدة وسعيدة ويحوطها الرخاء والنمو .