أنقرة (زمان التركية) – في ظل استمرار الجدل حول عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في تركيا، زعمت مصادر مطلعة أن بعض الشخصيات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم مستاؤون من اختلاس رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي دور الرئيس رجب طيب أردوغان.
تأتي هذه المزاعم بعدما وافق حزب العدالة والتنمية على خفض الحد الأدنى لدخول البرلمان إلى 7 في المئة استعدادا لإجراء تعديلات في قانون الانتخابات، وذلك من أجل تمكين حليفه الحزب القومي من دخول البرلمان.
المجموعة المنزعجة من حزب الحركة القومية داخل حزب العدالة والتنمية تحمل لقب “فريق القصر الرئاسي”، حيث تعتقد هذه المجموعة أن رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، سلب حزب العدالة والتنمية الحاكم الدور في العديد من القضايا، وعلى رأسها النقاشات الدائرة حول دستور جديد.
وتشير المصادر إلى أن الزعيم القومي دولت بهجلي على علم بوجود هذه المجموعة المنزعجة منه، وهو ما يدفعه في كل بيان مكتوب إلى التأكيد على ضرورة استمرار التحالف القائم بين الطرفين.
وذكرت صحيفة “جمهوريت” أن حزب الحركة القومية يرى أن تلك المجموعة ترغب في خلق انطباع بوجود انشقاق داخل التحالف، وتعمل على بدء نسخة جديدة من مفاوضات السلام الكردي التي بدأت في عام 2011 ثم انقطعت في 2015 بأمر من أردوغان.
وتفاقم الجدل في الرأي العام التركي بشأن علمانية الدولة عقب تصريحات النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية، رسول توسون، حول ضرورة حذف العلمانية من بنود دستور البلاد وذلك في الوقت الذي كانت تصريحات رئيس الشؤون الدينية، علي أرباش، المعادية للعلمانية تتصدر الرأي العام.
في أعقاب هذه التصريحات قال بهجلي تعليقا عليها: “إن الذين يرغبون في تقويض المبادئ التأسيسية للجمهورية التركية يتمتعون بعقلية مريضة ومدمرة. يجب على الجميع أن يعلموا جيدًا أننا كما لن نسمح بإطالة اللسان إلى ديننا كذلك لن نسمح بتحطيم ركن العلمانية لدولتنا”، على حد قوله.
واعتبر محللون سياسيون أن الأخبار التي تتحدث عن رغبة أركان حزب العدالة والتنمية في إعادة صياغة البنود الأربعة الأولى المتعلقة بالمبادئ العلمانية لنظام الدولة في الدستور الجديد انعكاس لانزعاج بعض رجال أردوغان من التحالف مع حزب الحركة القومية.
وفي السياق ذاته، زعم كاتب صحيفة جمهوريت التركية، تونجاي مولافيس أوغلو، أن حزب العدالة والتنمية يسعى للتقارب مع ناخب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي استعدادا لخوض الانتخابات المقبلة بدون تحالف مع حزب الحركة القومية.
وأوضح مولافيس أوغلو أن حزب العدالة والتنمية قد ضمن دخول حزب الحركة القومية البرلمان بعدما خفض الحد الأدنى لدخول الأحزاب السياسية للبرلمان إلى 7 في المئة، وفي الوقت نفسه يبحث عن سبل للدعاية أن تحالفه مع حزب الحركة القومية قد انتهى، مغازلا بذلك ناخب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.