بقلم: عثمان أقجا
القاهرة (زمان التركية) – الأمم ترتقي وتنحط في مداولة تاريخية مستمرة. الأمم التي كانت تحكم العالم كله بالأمس أصبحت في مؤخر الصفوف في العالم اليوم. ولكن بإمكان أفراد الأمة أن يغيروا مسار تاريخ أمتهم بإيمان وتخطيط صحيح وعزم وصبر حركي وسعي حثيث واستغلال (الاستفادة من) قدراتهم البشرية وتربيتها تربية صحيحة. وبهذا الشكل يستطيع الإنسان أن يستفيد من كل الأوقات في السراء والضراء. لأن وقت المحن يحمل في طياته فرصاً لمن يعرف أن يتعامل معها ويُكسب له قدرات في تحمل المشاق وحل المشاكل. وهنا نعرض نموذج كفاح بصمت اجتماعي:
بولندا بلد قضى قرابة قرن تحت احتلال دول مخلتفة، ولكن الآن الشعب البولندي من أفضل المجتمعات تعليماً في أوروبا. ففي بولندا 126 جامعة وطنية من بينها 17 جامعة عامة و22 جامعة تقنية (البوليتيكنيك والأكاديميا التقنية). وكذلك 301 جامعة خاصة. ويعمل فيها أكثر من 100 ألف عالم نصفهم من حملة شهادة الدكتوراه.
مليونان من الشباب مما يعني حوالي نصف الشباب هم في عمر التعليم العالي(بين 19 و 24 عاما)، ينكبّون على الجامعات حيث بلغت نسبة عدد الطلاب ما بين 19 و24 عاما مستوى %48 بالمقارنة مع الشباب عموما في هذا العمر وهذه النسبة بازدياد مستمر. وقد تخرج من الجامعات 360 ألف طالب في عام 2003 و 384 ألف في العام التالي 2004.
كل هذا لم يكن يحدث في يوم وليلة ولم يأت بدون تعب أو بذل جهد. وهنا سنذكر شخصية بارزة جادلت وحققت ونجحت مع رغم كل صعوبات الحياة وهي “ماريا سكلودوفسكا” (Maria Sklodowska).
ولدت “ماريا سكلودوفسكا” (Maria Sklodowska) شهر نوفمبر ١٨٦٧ في أسرة بولندية في مدينة “وارسو (Warsaw)” .وهي خامس خمسة من الأولاد. والد ماريا ووالدتها كانا يعملان في مجال التربية والتعليم. ولكن تربية خمسة أولاد والاشتغال بهم أجبرت والدتها عى ترك وظيفة إدارة المدرسة التي كانت تؤديها. ووالدها كان يدرس الفيزياء والرياضة وكان له راتب لا يستهان به. ولكن هو أيضاً فقد عمله بعد مدة وجيزة. حيث تم فصله عن عمله لأنه كان بولندياً متمسكاً بالقيم البولندية وأبدى آرائه في أماكن غير مناسبة. لأن وارسو كان محتلاً من قبل روسيا القيصرية.
بعد فترة ظهرت أزمات مالية للأسرة. عندما كانت ماريا في سن الخامسة فقدت أختها الكبرى و بعدها بثلاث سنوات فقدت أمها هي الأخرى. لكن هذه المصائب جعلت أفراد الأسرة يشد بعضهم أزر بعض بمشاعر حميمة. وكان ولع الفن والعلوم يحتل مكانة خاصة من بين هذه المشاعر الحميمة. وكما كان والدها يمتعهم بالشفقة والحنان وكذلك كان يعتني بهم ويغذيهم بالثقافة والعلوم. ومن خلال والدها تعرفت ماريا بالأدب وآلات المختبر؛ حيث كان والدها يقرأ الأدب الغربي (الكلاسيكي) لها ولإخوتها مساء كل سبت. وكانت لدى أبيها أدوات المختبر التي كان يجري التجارب عليها من قبلُ وهذه الأدوات شجعتها لدراسة العلوم. لأن روسيا منعت المدارس البولوندية من الاختبارات العلمية.
أكملت ماريا دراستها الإعدادية والثانوية بسهولة بفضل مناخ علمي كهذا. ولكن وجدت أبواب الجامعات موصدة أماماها ككل فتيات بولندا. في هذا الوقت كانت الجامعات محرمة على الفتيات. ومن كانت لديها قدرة مالية كانت تكمل دراستها في الخارج بمستوى تعليمي أفضل بكثير. ولكن ماريا لم تكن لديها إمكانية للدراسة في الخارج، بيد أنه لم يكن الأمر خاليا من الأمل. فهي اختارت الجامعة الجوالة (Uçan Universite- Flying University) هذه الجامعة كانت غير رسمية. وكانت تعقد فصولها كل ليلة خفية في أماكن مختلفة بعيدة عن أنظار المسؤولين الروس. وهكذا كان يدرّس أعضاء التدريس الجيل الجديد دون أي مقابل في جامعة جوالة كهذه تجوب وتنتقل من بيت إلى بيت في جنح الظلام. وكان الطلاب الكبار يدرّسون الطلاب الأصغر منهم سناً.
هذا النظام اكتشفه البولنديون وطوروه ببصيرة مذهلة وطبقوه بروح الوفاق والوئام. كان قيصر الروس يهدف لقمع الشعب البولندي بإبعادهم عن ثقافتهم وجعلهم جهلاء لا يعرفون شيئاً. غير أن البولنديين يرون مستقبلهم في تحصيل العلم والثقافة والفن والحفاظ على قيمهم والحماية دونها وتطويرها أياً كان الثمن. وهؤلاء كانوا على وعي بأن هذا الدرب طويل الأمد وكثير المحن. كانوا يشتغلون بمعضلات الرياضة والفزياء والبيولجيا والتاريخ والأدب والموسيقى طوال سنوات وكانوا يصبرون على التجول من مكان إلى مكان لأجل تعلم بضعة أسطر. وإذا قبض عليهم وهم متلبسون بجريمة الدراسة أو بالتدريس كان الثمن إما السجن والتعذيب وإما النفي إلى سيبريا. وكانت روسيا تحمل هذا الأمر على الجد؛ فالفتاة التي كانت تحمل في حقيبتها كتباً كان ينظر إليها الاحتلال الروسي على أنها أخطر من العدو أو الإرهابي الذي يحمل السلاح.
وكانت الفتيات تشكل ٧٠ ٪ من الدارسين في هذه الجامعة. حصلت ٣٠٠٠ طالبة على الشهادة من الجامعة الجوالة بين سنة ١٨٨٣-١٩٠٥. كان المدرسون المتطوعون يهتمون بإعطاء الشهادات الدراسية والدرجات العلمية. وكل من سعى ونجح كان يرى جزاء عمله، ويبدون بالغ الاهتمام لترتيب حفلات التخرج وإعطاء الجوائز. وفي النهاية أصبحت الجامعة الجوالة جامعة شبه رسمية تحت اسم “اتحاد مراكز العلوم” Towarzystwo Kursów Naukowych)) سنة ١٩٠٥.
الجامعة الجوالة شحذت همة ماريا أكثر وقررت مع شقيقتها الكبرى “برونيا (Bronya)” أن تسافرا إلى باريس لتكملا دراستهما العليا هناك بأي شكل كان. وهكذا اتفقتا على أن تعمل مانيا وتتكفل نفقة تعليم أختها “برونيا” أولاً حتى تكمل دراستها ثم تفعل “برونيا” نفس الشيء بعد تنتهي من دراستها، فبدأت مانيا تعطي دروساً خصوصية لأبناء صاحب مصنع السكر الذي كان يبعد ١٥٠ كم من وارسو. إضافة إلى تدريسها أبناء العمال مجاناً في أوقات الفراغ. هذا القدر من التدريس كان كافياً أن يودي بها إما إلى السجن أو النفي إلى “سيبريا” تحت ظل الاحتلال الروسي. وبعد ما أكملت “ماريا” التدريس لأبناء العمال كانت لا تكتفي بهذا القدر من العمل بل كانت تنكب بين الكتب وتذاكرها حتى الصباح.
بعد فترة وجيزة بدأت أحلام ماريا تتحقق واحدة تلو الأخرى. فها هي تسافر إلى باريس لإكمال دراستها الجامعية. وهناك كانت تسكن في حجرة صغيرة في سقيفة أحد المنازل. وكانت تقضي وقتها بالتردد على المكتبات العامة للمكوث فيها إلى ساعات متأخرة توفيراً لمصاريف التدفئة المنزلية. لم يكن طعامها إلا عبارة عن الخبز مع الزبدة والشاي. وفي أحيان نادرة تضيف إلى هذه القائمة البيض. ذات مرة أصيبت بوعكة صحية لسوء التغذية لكن حالما عادت صحتها عادت إلى التعلم بنفس النشاط ونفس الحيوية كما كانت من قبل. وبعد هذه المرحلة نذرت ماريا حياتها للعلم كلياً.
وشاء القدر أن تلقى شاباً يدعى “بيرري” (Pierre) أثناء سيرها في طريق العلم. وتزوجا وشاركا معا في عمل الدراسات والاختبارات العلمية. وبعد فترة أصبحت هي أول سيدة تحصل على جائزة نوبل وعلى إثرها أصبحت أول عالم أو عالمة يحصل على جائزتي نوبل على مر التاريخ. هذه السيدة هي الدكتورة المشهورة على مستوى العالم باسم “ماري كري (Marie Curie)”. حيث حصلت على جائزة نوبل في الفيزياء لإسهامها في مجال الأشعة الراديوية سنة ١٩٠٣. وفي سنة ١٩١١ حصلت على جائزة نوبل للمرة الثانية ولكن هذه المرة لإسهامها في مجال الكيمياء حيث اكتشفت عنصرين كيمائيين جديدين وهما الراديوم والبولونيوم.
عندما تتحدث عن أيام دراستها في بولوندا كانت تقول: “أنا كنت في مجموعة من الشباب الذين آمنوا بأن مستقبل البلد مرهون ببذل جهد جهيد في ترقية مستوى الثقافة والمعنوية وتطويرهما لدى الأمة. ونحن اجتمعنا مرة مع بعض وبدأنا ندرس بعضنا البعض و هكذا بدأ الأمر. كل واحد منا كان يدرّس للآخرين أفضل ما يعرفه وهم لا يعلمونه.
الجامعة الجوالة أصبحت واحدة من الوسائل التي أوجدها الشعب البولندي لمقاومة محاولات الغزو الفكري الروسي \الترويس. وفي الحقيقة انتشرت فعاليات التعليم في كل المستويات بين فئات كثيرة من الناس. وأصبح أسلوب التعليم الذاتي أنشطة ثلث الشعب البولندي اليومية تحت الاحتلال الروسي في بداية القرن العشرين.
وصنفوا كتباً للتعليم الذاتي بمساهمة أعلام رجال العلم والفنانين وكانت تنتقل من يد إلى يد كل يوم. وكانت المكتبات العامة المنتشرة بسرعة أصبحت ممر الشعب من كل الفئات. إلا أن هذه المكتبات أيضاً لم تخل من الخطر. فقد كانت الكتب تسرق من قبل سراق مجهولين أو تغلق المكتبات بحجة أن السلطات الروسية وجدت فيها كتباً لمؤلفين وقحين أمثال ” فكتور هوغ (فكتور هوغ)” و”أميل زولا (Émile Zola)” و” ألكسندر دوما (Alexandre Dumas)”. إلا أن الأنشطة التعليمية كانت تستمر في البيوت بكل جد إما من ناحية الطلاب أو من ناحية الأساتذة مهما كانت المراقبة شديدة.
من ناحية استمرت الأنشطة التعليمية تتوسع في الانتشار الواسع وبنفس الكثافة في داخل البلد ومن ناحية أخرى كان المثقفون البولنديون والشباب يجتمعون في أماكن خارج البلد يستطيعون فيها أن يتنفسوا الحرية. وأصبحت باريس أحد المراكز التي وجدت الثقافة البولندية فيه ملاذاً في بداية القرن التاسع عشر. وهناك تربى كثير من الشعراء والأدباء والمؤرخين المرموقين ومنهم الملحن العالمي المشهور ” فريدريك شوبان (Frédéric François Chopin)”.
ما أصاب بولوندا المسكينة من احتلال أدى إلى وعي في ضمير المجتمع وبهذا الشعور أدرك الجميع أن هناك أشياء لابد من إنقاذها وبدأ كل فرد يؤدي ما على عاتقه من واجبات ولولا ما أصاب بولندا من ضغوطات خارجية لما تمسكت بولوندا بما تملكه من قيم. وهذا التضييق في الداخل لم يستطع أن يقضي على هذه الشجرة المباركة بل أدى إلى أن تضرب جذورها عميقاً وأن تمد فروعها في أنحاء العالم.
ولكن تغيرت الظروف خلال هذه الفترة رأساً على عقب. عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى. محتلو بولندا وجدوا أنفسهم يحتاجون إلى الدعم السياسي البولندي. وكانوا يحتاجون القومية البولندية التي كانوا يريدون إستئصالها. ومن ثم سمحوا لتدريس الجامعات والمدارس في خط الثقافة البولندية سنة ١٩١٦. وبعد فترة وجيزة أعلنت بولندا استقلاليتها.
ولكن أتت الرياح بما لاتشتهي السفن عندما احتلتها ألمانيا سنة ١٩٣٩ لجأ التعليم إلى عالمه السري مرة أخرى. بالنسبة للألمان لايحتاج البولانديون إلى أدنى مستوى في التعليم. كان هتلر يقول: “يكفي لأي فرد بولندي أن يتعلم كيف يكتب اسمه ويعرف تعداد الأرقام إلى ٢٠٠ وأن طاعة الألمان أمر إلهي هذا هو فقط.” وأصبح كل شيء من قبيل التعليم والعلوم والثقافة والفن محظوراً مرة أخرى. وإذا قبض على أحدهم وهو يدرس كانوا يتعاملون معه كمجرم يحمل السلاح إما ينفونه إلى معسكرات الاعتقال النازية وإما يقضون عليه مباشرة.
ولم يكن رد فعل البولنديين بشكل انسياقي مختلفاً من ذي قبل. انتشرت مدارس غير رسمية وانتشر التعليم السري في السراديب وأسقف البيوت بسرعة قريبة من سرعة الضوء. والأنشطة التعليمية هذه كانت تشمل كل مجالات العلوم والفن والثقافة من تعليم القراءة والكتابة إلى الدراسة الجامعية والتربية الدينية وحتى كانوا يرتبون حفلات موسقية بشكل سري. إلى أن تجاوز عدد الطلاب الملتزمين لأنشطة التعليم السرية عددَ طلاب المدارس الحكومية. في سنة ١٩٤٤ كان ١.٥ مليون طفل يدرسون سراً في هذه الأماكن رغم المراقبة النازية الشديدة. وصل عدد الدارسين في الجامعة الجوالة السرية هذه إلى ١٠ آلاف طالب سنة ١٩٤٤. حتى تحولت معسكرات الاعتقال النازية إلى مدارس سراً في ظروف قاسية جداً. كان أعضاء هيئة التدريس يجدون طرقاً لتدريس الشباب البولانديين. وتلك الحملة ذات النزعة الجنونية للتعليم حولت كل مكان يستطيع أن يتنفس فيه الإنسان إلى مدرسة للبولندي. في هذا الحين كان ” كارول فوتيلا ( Karol Wojtila)” من بين هؤلاء الدارسين وسيعرفه العالم فيما بعد باسم “البابا يوحنا بولس الثاني (Ioannes Paulus PP. II) وهوكان البابا البولندي الأول في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
هؤلاء الطلاب أصبح أكثرهم دكاترة اليوم. واستطاعوا أن يواصلوا دراستهم في مؤسسات كهذه بشكل سري وفي ظروف قاسية للغاية. من خصوصيات هذه المدارس إنها كانت تعطي روح الكفاح والأمل والإقبال على المستقبل بثقة في وقت كان هذا الشعب المسكين في أمس الحاجة إلى هذه القيم.
ومثل سلفهم الروس تراجع الألمان الذين اجتاحوا هذا البلد ليستأصلوا الشعب البولندي من الكرة الأرضية واضطروا أن يتركوا البلد. النازيون لقوا مصرعهم قبل أَلْمَنَة هذا البلد كما انهارت روسيا القيصرية قبل ترويسه. ثم أتى دور إتحاد الجمهوريات السوفيتية وهيمنت على هذا البلد مرة أخرى واختفى التدريس تحت الأرض في هذه الجامعات الجوالة أيضاً. وهذه الدولة العملاقة التي تحكم نصف العالم هاجمت بولوندا بكل ما تملك من قوة لتطفئ نور الحرية في هذا البلد ولكن المدرسين والطلاب بدؤوا يجتمعون سراً في هذه الجامعات ويتدارسون فيها مرة أخرى بعيداً عن الأنظار. وتربى جيل في هذه الظروف كهذه وبعد فترة وجيزة انهار إتحاد الجمهوريات السوفيتية أيضاً. وأخيراً حصلت بولندا على حريتها.
لو نظر الإنسان إلى ما أنجزه البولنديون لرأى أنهم أنجزوا أعمالاً عظيمة خلال العصرين الماضيين. وأبدوا بصيرة فائقة كهذه في إطار المجتمع في ظروف قاسية وهذا ليس أمراً يسيراً. لأنهم كانوا في كفاح مع أمور عظام مثل الاحتلال والإبادة ومقابل ذلك كانوا يكافحون بوسائل بسيطة مثل تعلم الأبجدية والفيزياء وإنشاد شعر والتلحين وفقه بعض العلوم أو فن من الفنون. كل هذه أمور كانوا يخاطرون بحياتهم من أجلها فبعضهم قضوا نحبهم في سبيل تدريس بضعة أشخاص عاديين في زوايا السراديب أو السطوح. وهذه الفئة من الدارسين والطلاب الذين اجتمعوا للدراسة الابتدائية أحياناً ولدراسة الموسيقى أحياناً أخرى كانوا يرسون في مجالسهم أسس مجتمع حر. والذين شاركوا في هذه المجموعات كل منهم حينما يحفظ مُعَادَلة كِيمْيَائيَّة كان بمثابة تطعيم في جيناته فهو يحمي شخصيته وحريته من كل تأثير خارجي. بالمناسبة لا ننسى أن هناك سراً يجعل هذه الأمور الضئيلة لذة ضروريةً في الحياة لا غنى عنها وهو “عشق التعلم والتعليم”.
الشعب البولندي مع كل هذه الظروف القاسية لم يهمل أهم شيء في رقي البلاد وهو البشر. تربية الإنسان تبني العمران. والأمم ترتقي إلى الذرى بالعلم والصناعة. عدم الإمكانيات ليس مبرراً لأي أمة في عجزها عن الإنطلاق.
المصادر:
https://history.aip.org/exhibits/curie/brief/01_poland/poland_3.html
https://www.biography.com/people/marie-curie-9263538
Bİr Polonya Klasiği Uçan Üniversite, Ümit Şimşek