بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) – من المهم ان ترى الشعوب التي يحكمها بعض من الطغاة من يجرأون على الوقوف والتحدث بهدوء وسلاسة ومنطق قوي عن حقوق الشعوب ويستعرضون أخطاء الطغاة ويفندون مغالطات هولاء الطغاة ومغالطات ذويهم وأصهارهم وأعوانهم على أعين الناس لعل الناس تشهد ولعل الطغاة يراجعون أنفسهم ولو قليلا يسيرا . فغياب القامات الشجاعة التي تعمل لصالح المجتمع ولصالح الدولة عن المشهد السياسي – خوفا على أنفسهم وخشية أن يفرط الطغاة عليهم – يمنح الطغاة مزيدا من الإحساس بالقوة والسيطرة والنصر الكاذب . وفي قلب كل الاحداث العظام يمنح المثل الطيب القوى امته أملا في الحاضر وفي المستقبل ويهز عرش الظالمين المتجبرين على الناس بغير الحق .فما اضعف الطغاة حين يدقق المرء النظر في صورهم وفي أفعالهم التي تمتلىء رويدا رويدا بثقوب الظلم والظلام والتخبط كانها أغشيت سوادا وحزنا وهما لا يروح . وما أوقات الظلام والغم الا أوقات اختبار للأمم ولأبنائها الذين رعتهم لسنوات وعقود كثيرة من السنين في رخاء ودعة وحبور ، ليكونوا يوما حماها وزادها في الطريق الى الخلاص من عثرات الزمان وتقلباته التي تأتي أحيانا بما لا يروم أحد ولا يشتهى أحد . ان مواجهة الطغاة في سلطانهم عمل عظيم لا يقوى عليه الا رجالات أشداء – من السادة والسيدات – لا يهربون من التحديات ويعلمون أن مهامهم ومسؤولياتهم تعلو – عند نداء الوطن – على كافة الأحلام والطموحات الشخصية ، ولا يترددون في خطوهم ولا ينظرون فوق أكتافهم ، لأن أقدارهم العظيمة تنتظرهم في الطريق الى رفعة الحق وعلو الوطن . فاذا كان للتعليم وللعلم فضل على الانسان وعلى الشعوب وعلى الأوطان ، فربما كان من أكرم فضائل التعليم العلم إذكاء مبادىء النبل والشهامة والفداء والايثارية وحب الأوطان والذود عنها ضد أعداء الداخل وأعداء الخارج . ولا يحسبن أحد أن البطولات تحصد في الظلال الوارفة وعلى الأرآئك الوثيرة ، ولا يحسبن أحد ان التاريخ لا يرى ولا يسجل ولا يرصد الشجعان ويكتب القاعدين الراضين بالتأخر عن التقدم والمواجهة المنصفة للأوطان ولحقوقها المشروعة .