محمد أبو سبحة (زمان التركية) – أعلنت تركيا البدء في سحب جنودها من أفغانستان، رغم تأكيدات الرئيس رجب طيب أردوغان والمسئولين على بقاء القوات التركية في العاصمة كابول لتأمين مطار حامد كرزاي، فيما يوحي القرار بوجود خطر داهم على القوات التركية في أفغانستان تفوق خطورته طموحات أردوغان.
ومع استمرار موقف حركة طالبان الرافض لبقاء القوات التركية في أفغانستان، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء إجلاء عناصر الجيش التركي من أفغانستان.
وزارة الدفاع التركية أعلنت في بيان مفاجئ مساء الأربعاء أن “عناصر الجيش التركي سيعودون إلى أرض الوطن بعد أدائهم المهمة المكلفين بها بنجاح” مشيرة إلى “مشاركة الجنود الأتراك برفقة جنود الدول الأخرى في تنظيم الفوضى التي شهدها مطار حامد كرزاي وإقرارها الأمن داخل المطار”.
الوزارة قالت إنها اتخذت هذا القرار “بعد لقاءات مختلفة ودراسة والأوضاع والظروف الحالية”.
ولم تمر 24 ساعة على تصريحات الناطق باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، التي قال فيها إن أفغانستان ترفض الخطط التركية لنشر قوات في مطار حامد كرزاي الدولي، وأن أفغانستان لا تحتاج إلى قوات تركية، لتعلن وزارة الدفاع التركية بدء إجلاء قواتها.
وحذرت حركة طالبان تركيا مرارًا من أنها ستتعامل مع أي وجود عسكري أجنبي في البلاد على أنه “احتلال”.
يأتي قرار الانسحاب التركي بعد تصريح لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار مطلع الأسبوع قال فيه متحديًا المعارضة إن القوات العسكرية التركية ستبقى في أفغانستان.
أكار قال ردا على مطالبة المعارضة بسحب القوات التركية من أفغانستان حفاظًا على أرواحهم “عندما يظهر خطر على الجنود الأتراك في أفغانستان، فسيتم الانسحاب خلال 24 ساعة”. ما يدفع للتساؤال إن كانت القوات التركية في كابول تلقت تهديدات من حركة طالبان.
وقبل تصريحات وزير الدفاع التركي، كان الرئيس رجب أردوغان دافع عن الوجود العسكري لقواته في أفغانستان وقال إنه سيعزز يد الإدارة الجديدة -طالبان- على الساحة الدولية ويسهل عملها.
وذكر أردوغان أن “جنودنا في أفغانستان لم يخدموا كقوة قتالية. جنودنا هناك ليسوا كقوة أجنبية” ذلك ردا على رفض حركة طالبان أي وجود أجنبي في البلاد وإعلانها أنها ستتعامل مع أي قوات أجنبية على أنها “احتلال”.
وكانت هناك تصريحات إيجابية متبادلة بين حركة طالبان وحكومة أردوغان التي أعلنت استعدادها تقديم المساعدة، فيما لم يثني ذلك طالبان عن الإصرار على إنهاء الوجود العسكري التركي في أفغانستان بنفس الطريقة التي يتم التعامل بها مع الولايات المتحدة.
وتزامنا مع الإعلان عن قرار الانسحاب من أفغانستان، قال أردوغان أمس الأربعاء “نتعامل مع الرسائل من قادة طالبان بتفاؤل حذر. لن يتحدد بأقوال طالبان بل بالأفعال والإجراءات والخطوات التي يتعين اتخاذها ” أضاف “ستواصل تركيا الحوار الوثيق مع جميع الأطراف في أفغانستان”.
وكانت الوحدات العسكرية التركية تحمي القسم العسكري من مطار حامد كرزاي من الهجمات الخارجية لسنوات عديدة في إطار مهمة حلف الناتو.
حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كانت تطمح إلى الاستمرار في هذه المهمة بعد 31 أغسطس، عندما تكمل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى انسحاب جميع قواتها بناءً على طلب إدارة جو بايدن، لكن الظروف تغيرت بشكل كبير عندما تولت طالبان إدارة البلاد بالكامل في 15 أغسطس.
يذكر أن الرئيس التركي اتخذ بالتشاور مع واشنطن قراره بإبقاء قواته في أفغانستان، مع إعلان الولايات المتحدة بدء الانسحاب من أفغانستان قبل سيطرة حركة طالبان على أغلب المدن بما في ذلك العاصمة كابول، لذلك تنظر طالبان إلى الخطط التركية على أنها تحت إشراف أمريكي.