أنقرة (زمان التركية) – قال صحفيون أتراك إن الرئيس رجب طيب سيفعل كل ما في وسعه من أجل البقاء في السلطة بما في ذلك التصالح مع من يعتبرهم حاليا أعداء وإرهابيين.
الصحفية التركية عائشة نور أرسلان توقعت أن يقدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على التصالح مع الحزب الكردي وحركة الخدمة رغم خلافه السياسي معهما، بحسب ما ورد في مقالها بموقع “خلق تي في”.
الصحفية أشارت إلى احتمال آخر يضعه أردوغان في الحسبان إذ سيبذل كل ما في وسعه للحصول على ضمان عدم محاكمة إذا اضطر للرحيل، وذلك من الجهة التي ستخلفه في الحكم، مرجحة أن هذه الجهة ستكون على صلة بواشنطن، وأن أردوغان يتفاوض مع الأخيرة من أجل تقديم خطة إنقاذه في حال اندلاع أحداث مجتمعية ضده.
وأوضحت أرسلان في مقالها أن ما يجري خلف الكواليس يشير إلى احتمالية جلوس أردوغان مع الحزب الكردي وحركة الخدمة على طاولة المفاوضات، كما ادعى زعيم المافيا التركي سادات بكر مؤخرا.
أضافت الصحفية التركية: “هذه الخطوة لن تكون مفاجئة. ولن أتفاجأ إذا قال أي شخص إن خارطة الطريق لهذه المناورات تم رسمها في الولايات المتحدة. إذا عرفنا أردوغان -جيدا-، يمكننا أن نخمن أنه سيبذل قصارى جهده حتى لا يفقد مقعده”.
وذلك رغم أن المحكمة الدستورية تنظر حاليا دعوى لحل الحزب الكردي وحظر أعضائه من المشاركة السياسية وهو قرار سيكون له تبعات هامة.
كما زعمت أرسلان أن واشنطن قد توافق على مثل هذه الخطوة، بل ربما وافقت عليهما بالفعل.
أردوغان يريد الحكم مدى الحياة
من جانبه قال الكاتب الصحفي المعروف محمد إيفه تشيمان في برنامج على يوتيوب إن أردوغان لا يمكن أن يثق في أي حزب أو جهة أو دولة، وأنه مضطر للتمسك بالسلطة طالما أنه على قيد الحياة، وعزا سبب ذلك إلى أنه غرق حتى النخاع في جرائم لا تعد ولا تحصى وفقا للقانون المحلي والدولي، ولا يمكن لأحد أن يقدم له ضمان عدم المحاكمة والمساس له ولأفراد عائلته في حال رحيله من السلطة.
من جهة أخرى نجد أن الأقلام المحسوبة على جماعة فتح الله كولن ردت على مزاعم سادات بكر والكاتبة الصحفية المذكورة بأنه طالما العمليات الأمنية التعسفية لا تزال مستمرة على قدم وساق، ويتم اعتقال العشرات يوميا، فلن يكون هناك أي تصالح بين الطرفين مبدئيًّا، مؤكدة أن هذا الأمر وارد في حالة واحدة وهي اعتراف حزب أردوغان بأخطائه السابقة ووتراجعه عن الأخطاء الحالية في سياساته الداخلية والخارجية التي قادت تركيا إلى الجحيم.
ومع ذلك لم ينف المقربون من الحركة محاولات بعض الأسماء المرتبطة بحزب أردوغان من وقت لآخر للتصالح مع الحركة، وعلى رأسهم مجاهد أرسلان، الموصوف بـ”الصندوق الأسود لأردوغان”، إلا أن الحركة أكدت في كل مرة استحالة أي تصالح ما لم يكن هناك اعتراف بالأخطاء السابقة والإقلاع عن السياسات الخاطئة الراهنة.
ويقول المحلل السياسي التركي محمد عبيد الله إن: “جماعة كولن أفضل من يعلم أن عهد أردوغان انتهى في تركيا، خاصة إذا أخذنا بنظر الاعتبار مرضه المتفاقم يوما بيوم، بل حتى رجال أردوغان من هاكان فيدان وخلوصي أكار وآخرين يرون ذلك ويتجهون إلى رسم معالم “تركيا ما بعد أردوغان” مع فاعلين آخرين في الداخل والخارج، مرجحا عدم توجه الجماعة إلى ركوب سفينة أردوغان وهي على وشك الغرق.