أنقرة (زمان التركية) – جددت حركة طالبان الأفغانية رفضها الصريح بقاء قوات تركية في أفغانستان، ما يؤكد أن العسكريين الأتراك في خطر داهم حال إصرار أنقرة على بقائهم في كابول.
الناطق باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، قال إنهم لا يريدون بقاء جنود أتراك في أفغانستان.
وقال مجاهد إن أفغانستان ترفض الخطط التركية لنشر قوات في مطار كابول الدولي، مشيرا إلى أن أفغانستان لا تحتاج إلى قوات تركية.
وفي الوقت نفسه، أكد مجاهد على رغبتهم في إقامة علاقات جيدة مع تركيا، ولكنهم لا يريدون جنود أتراك على أراضيهم.
وشدد المتحدث باسم طالبان علي أنه ليست هناك حاجة لقوات تركية في أفغانستان، فلديهم القوة لتأمين مطار كابول بأنفسهم.
يذكر أن الوحدات العسكرية التركية تحمي القسم العسكري من المطار من الهجمات الخارجية لسنوات عديدة في إطار مهمة حلف الناتو.
وكانت حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تطمح إلى الاستمرار في هذه المهمة بعد 31 أغسطس، عندما تكمل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى انسحاب جميع قواتها بناءً على طلب إدارة جو بايدن، لكن الظروف تغيرت بشكل كبير عندما تولت طالبان إدارة البلاد بالكامل في 15 أغسطس.
تصريح ذبيح الله مجاهد يأتي ردا على وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الذي قال إن القوات العسكرية التركية ستبقى في أفغانستان، رغم سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول.
أكار قال ردا على مطالبة المعارضة بسحب القوات التركية من أفغانستان حفاظًا على أرواحهم “عندما يظهر خطر على الجنود الأتراك في أفغانستان، فسيتم الانسحاب خلال 24 ساعة”.
اشار خلوصي أكار إلى أن الوجود التركي في أفغانستان منذ 20 عامًا، وأنهم يأمنون المطار منذ 6 سنوات.
واعتبر وزير الدفاع التركي أنه إذا تم إغلاق المطار في كابول، فإن أفغانستان ستنهار في كل شيء من الثقافة إلى الصحة، من الاقتصاد إلى التجارة.
وتابع أكار حول دور القوات التركية في أفغانستان خلال السنوات الماضية: “لم يكن لدينا أي مهام قتالية. فقط عمل فني بحت، إداري، بشري. عملنا هو ذلك فقط. لقد فعلنا هذا. نحن نقف إلى جانب أشقائنا الأفغان منذ عام 2002. في ذلك الوقت، كان الناتو يتجادل قائلاً، متى ستغادر؟ لقد قلنا دائمًا، سنواصل البقاء هنا طالما أراد أشقاؤنا الأفغان”. لدينا قيم ثقافية ومشتركة وتاريخية مع أشقائنا الأفغان. ليس لدينا أي أجندة خفية”.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان دافع عن الوجود العسكري لقواته في أفغانستان وقال إنه سيعزز يد الإدارة الجديدة -طالبان- على الساحة الدولية ويسهل عملها.
وذكر أردوغان أن “جنودنا في أفغانستان لم يخدموا كقوة قتالية. جنودنا هناك ليسوا كقوة أجنبية” ذلك ردا على رفض حركة طالبان أي وجود أجنبي في البلاد وإعلانها أنها ستتعامل مع أي قوات أجنبية على أنها “احتلال”.
وأبدت حركة حركة طالبان مرارا رفضها بقاء قوات تركية في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي وانسحاب حلف الناتو، وقالت إنها تريد التعامل مع تركيا كحليف.
الملا محمد يعقوب نجل الزعيم السابق محمد عمر، قال في وقت سابق عقب سيطرة حركة طالبان على كابول: “لن نسمح لأي دولة أن تكون على أراضي أفغانستان. نرى القوات الأجنبية على أنهم غزاة على أراضي إمارة أفغانستان الإسلامية مهما كان، وسنفعل ما هو ضروري”.